مواضيع اليوم
كتب العلامة السيد محمد علي الحسيني عن فقه النجاسات والمطهرات
فقه النجاسات والمطهرات
السيد د. محمد علي الحسيني
إن الإسلام دين متكامل اهتم بكل تفاصيل حياة الإنسان، وكما اهتم بالطهارة من النجاسة وأهميتها وضرورتها ووجوبها كمقدمة للعمل أو شرط لصحة بعض العبادات، فقد فصل وتعمق في مفهوم النجاسات وأنواعها وحكمها، لما فيها من ضرر ومفسدة، وباعتبارها من موجبات الطهارة فوجب معرفتها والتفقه فيها.
مفهوم النجاسة وأنواعها
لا شك أن النجاسة نقيض الطهارة، وهي القذارة التي أوجب الشرع إزالتها كي تصح الأعمال والعبادات التي تستوجب لصحتها الطهارة، وهي تنقسم إلى نجاسات خبثية ونجاسات حدثية، ويجب أن يقوم الدليل الشرعي عليها، نذكرها على وجه العموم تاركين التفصيل فيها لكتب الفقه، فإن مرادنا هنا معرفة أمهات المسائل الفقهية والدليل عليها وفقا للنقل والعقل ما أمكن:النجاسات الخبثية: فهي التي لها مادة؛ سواء خرجت من بدن الإنسان أو وقعت عليه فيجب إزالتها.النجاسة الحدثية: وهي النجاسة المعنوية التي ليس لها مادة، والتي يجب رفعها لأجل القيام بالعبادة؛ مثاله: خروج الريح من مخرج الغائط، فهذه النجاسة الحدثية المعنوية تستدعي الطهارة بالوضوء لرفعها من أجل القيام بالعبادة كالصلاة.يجب إزالة النجاسة استنادا لما جاء في القرآن والسنة، من خلال قوله تعالى: «وثيابك فطهر»، ومن هنا يتبين أن النجاسات من الأمور التي ذكرها الله (عز وجل) ودعا لاجتنابها لما فيها من ضرر ومفسدة ومضرة للإنسان وشدد على وجوب التطهر منها، وهي حكم شرعي مستنبط قام الدليل عليها من القرآن الكريم والسنة فيجب التفقه فيها والأخذ بها والعمل وفقهها.
فقه المطهرات
إن المسلم الحقيقي ينبغي أن يتعرف ويتفقه في دينه ليؤدي العبادات على أكمل وجه ويعبد الله حق عبادته «واتقوا الله حق تقاته»، ويطبق الشرع كما حددته أحكام الشريعة الإسلامية الغراء، ولقد سبق لنا أن تحدثنا عن فقه الطهارة ثم ذكرنا فقه النجاسات وسنخصص مقالنا هذا عن فقه المطهرات نظرا لأهمية معرفة مطهرات النجاسات التي حددتها الشريعة الإسلامية، ونحدد أهم المطهرات مع الاستدلال عليها من الأدلة الشرعية بشكل سهل ومختصر وميسر وبفقه معاصر، تاركين التوسع للكتب المطولة.المطهرات المادية: نعرف المطهر الشرعي بأنه «الطاهر بنفسه والمطهر شرعا لغيره»؛ أي الذي يزيل ويرفع النجاسات الخبثية والحدثية التي حددتها الشريعة الإسلامية، وكما تقسم النجاسات إلى خبثية وحدثية، فكذلك المطهرات فهي على نوعين: هناك مطهرات مادية وتتمثل أساسا في الماء والأرض والشمس، ومطهرات غير مادية وهي الاستحالة، والانقلاب، والإسلام.المطهرات غير المادية: تتمثل بداية في الاستحالة ويعني تبدل حقيقة الشيء واسمه وصورته، فيتبدل الموضوع المحكوم عليه بالنجاسة إلى موضوع الأصل في الأشياء، وهو الطهارة، فيطهر مثلا ما أحالته النار ونحوها رمادا أو دخانا أو بخارا، ويطهر الخمر بتحوله إلى خل وتغير موضوعه واسمه، فيتغير حكمه، والاستحالة مطهرة للخمر؛ لأنها تحوله إلى خل، فلم يعد خمرا محكوما بالنجاسة، وإنما يحكم عليه بالطهارة للرجوع إلى القاعدة الفقهية وهي قاعدة الطهارة التي تنص على أن الأصل في الأشياء طهارتها، ومن هنا يتبين أن الشريعة الإسلامية بعدما بينت لنا في أحكامها وحددت القذرات؛ أي النجاسات، وفرضت علينا إزالتها لضررها فينا ومفسدتها لعبادتنا، أوجبت علينا التطهر منها لمصلحتنا ولصحة عبادتنا؛ لذا وجب على المسلم أن يعمل وفقها.
صحيفة مكة
التعليقات (0)