مرة أخرى الإرهاب يضرب عمق دمشق مستهدفاً من جديد حي الميدان ليدنس قدسية الجمعة وتنزف سوريا دماً غالياً تأبى المجموعات الإرهابية والدول الراعية والمحركة لها وقف سفكه معبرة عن حقد أسود على سورية وشعبها.
هذه الدول لا تفوت فرصة إلا وتحرض على الشعب السوري بعد أن شكلت من نفسها عدواً له تقلب الحقائق وتسوغ الإرهاب وتحتضن الإرهابيين ليتبين للقاصي والداني أن هناك جهات إقليمية ودولية لا تريد للحل أن يبصر النور في سورية لا بل تعمل جاهدة على نشر الإرهاب والقتل فيها وإفشال مهمة عنان.. إذ ترجم تحالف الإرهاب العربي الغربي نياته التي عبرت عنها ألسنة بعض القائمين عليه ومشاريع قرارات صدرت من جامعة استبدلت الفكر العروبي بالفكر الوهابي من خلال تصعيد دموي هستيري نفذته الأذرع الإرهابية المسلحة المسيرة بالمال والسلاح النفطي على الأرض السورية مترافقة مع حملة تضليل إعلامية تتولاها قنوات الإرهاب الدموي الخليجية لاستغلال ما يحدث وتجييره لمصلحة مخطط العدوان.
أعداء سورية الذين اضطروا للقبول بخطة عنان كتكتيك تقتضيه ظروف المرحلة وضعوا إفشالها بالسبل كافة هدفاً لهم مع منع الوصول إلى أي حل سياسي للأزمة في سورية جاهدين من ذلك إلى إحياء محاولات استدراج التدخل العسكري الدولي من خلال مجلس الأمن.
أسابيع من التشكيك بالمهمة والتحريض هو ما طبع المشهد الدبلوماسي في عواصم العدوان فكانت آخر المحطات واشنطن على لسان المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة التي شككت مجدداً بحظوظ نجاح بعثة المراقبين مؤكدة أن فريقها على أتم الاستعداد للعودة إلى مجلس الأمن للبحث عن وسائل الضغط التي يجب استخدامها.
وسائل ضغط مهد المستعربون لها الطريق من خلال الطلب غير المباشر إلى مجلس الأمن التدخل في سورية تحت الفصل السابع وفق ما سعوا إليه منذ زمن وفشلوا فيه.
تنوع وتعدد أساليب العدوان وفق تطورات الأحداث تؤكد أن أعداء سورية الذين يدركون حقيقة ما يجري على الأرض يعرفون أن نجاح خطة عنان في الوصول إلى نتيجة إيجابية لن تكون في مصلحة مخططهم الهادف لتحويل سورية إلى ساحة إرهاب مفتوحة مهما كلف ذلك من دماء وأرواح بريئة فكان أمر عمليات الاغتيال والقتل والخطف والتفجير والتفخيخ والاعتداء على المنشآت العامة جاهزاً للإرهابيين الذين سجلوا أكثر من 1300 خرق منذ إعلان الخطة.
أعداء سورية من الاستعماريين الجدد والنفطيين والعثمانيين لن يحصدوا من إرهابهم إلا لعنة السوريين الذين أحبطوا بصمودهم ووحدتهم جميع فصول العدوان السابقة ولن يكون لفصلهم السابع الحاقد الجديد إلا المصير ذاته فالشعب السوري الذي ضرب المثل في الانتماء إلى وطنه والتمسك بمبادئه والوقوف مع قيادته والإصرار على مجابهة المخطط الذي يعمل على حذف سورية من الخريطة ومن التاريخ والجغرافيا قال للعالم أجمع وهتف بحناجره التي صدحت باسم الوطن وتاريخه وتراثه وحضارته. إن هذا المخطط محكوم عليه لا محالة بالإخفاق الذريع وإن الوطن أقوى من الحراب التي تحاول الوصول إلى موقع القلب منه.
http://www.beladicenter.net/index.php?aa=news&id22=1015
التعليقات (0)