كتاب ومعرض

قديماً كان الكتاب مُفيداً أما اليوم فلم تعد الكتب مفيدة في المجمل، ليس لأنها كتب بل لأن من قام على تأليفها لا يمتلك الحس والشعور بالمسؤولية تجاه الأدب وفنونه والعقل ومتطلباته، المؤلف أو الكاتب اما يكون على قدر عالي من الوعي والمسؤولية فينتج المعرفة ويفيد القاريء بأطروحه ولدت من رحم عقلِ مُفكر مبدع أو أنه يكتب وفق متطلبات سوق النشر وذائقة القُراء المتردية...

لدينا تاريخ طويل مع الهبات، فهبة رقصة السامبا وهبة الروايات والخواطر وهبة البلوتوث وهبة البالتوك وهبة أكواب القهوة والقادم سيكون ممتليئاً بالهبات..

في الشأن الثقافي تبرز هبة الخواطر والروايات وكتب تنمية وتطوير الذات وكيف تستطيع أن تحقق أحلامك وتقضي يومك إلى آخر الهرطقات الأدبية التي لو اطلع عليها السابقون من الأوائل الذين لم يكن لديهم مكتبة أو طابعة ومع ذلك خدموا العلم والمعرفة لأحرقوها ولهجوا زماننا ونحنُ معه هجائاً تتناقله الأجيال..

تردي مستوى التأليف يعود إلى تردي الذائقة الأدبية لدى المتلقي ويعود أيضاً إلى تردي مستويات العلم والمعرفة أي بمعنى ضعف الجودة في المهارات الأساسية لطالب العلم، كل ذلك أدى إلى تردي مستوى التأليف فالمؤلف ابن المجتمع ولو كان المجتمع ذو حظِ عالي ثقافياً ومعرفياً لكان ذلك المؤلف ذو حظِ عالي أيضاً..

لو قدر لك زيارة مكتبة أو معرض كتاب ستجد ارفف المكتبات تزخر بمئات المؤلفات لكن القبلة ليست بإتجاه من لها قيمة علمية أو معرفية أو عقلية بل لمن تأخذك لمرحلة الهلوسة والخيالات واللا نهاية فهي مؤلفات ظاهرها جميل و باطنها عُقد هرطقات كاتب..

في ظني أننا مجتمع يؤمن بتفسير الأحلام والبحث عن تفسيرات مُرضية لاحلامنا وبالتالي تأثرت الذائقة بذلك الإيمان حتى أصبحنا نبحث عن كلمات تسد فراغات عقلية ونفسية تتسع يوماً بعد يوم..

الكتاب الحقيقي تكمن قيمته فيما يحتويه من مادة علمية أو معرفية وماعدا ذلك فليس بكتاب بل هرطقة لا تستحق القراءة لكن من يعي ذلك فالمجتمع يبحث عن الهبه ولو كانت بحجم كوب قهوة..

Riyadzahriny@