مواضيع اليوم

كتاب لديفيد ماكوفسكي ودنيس روس يرسم ملامح واقعية أميركية جديدة

ممدوح الشيخ

2009-11-11 14:32:04

0


كتاب لديفيد ماكوفسكي ودنيس روس يرسم ملامح واقعية أميركية جديدة:
ترسيم حدود إسرائيل.. وترهيب إيران.. وتوازن المصالح والمبادئ

الأساطير...الأوهام والسلام: البحث عن اتجاه جديد لأمريكا في الشرق الأوسط
روس وماكوفسكي: حل الصراع العربي الإسرائيلي ليس مفتاح حل مشاكل المنطقة!

 

بقلم/ ممدوح الشيخ

خصص المنتدى السياسي الخاص بمعهد واشنطن ندوة لمناسبة صدور كتاب "الأساطير...الأوهام والسلام: البحث عن اتجاه جديد لأمريكا في الشرق الأوسط" واشترك في تأليفه، ديفيد ماكوفسكي ودنيس روس. وتحدث في الندوة هوارد بيرمان وديفيد ماكوفسكي، والأول نائب ديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا يشغل منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب وديفيد ماكوفسكي وهو زميل بارز بمعهد واشنطن مدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط.
النائب هوارد بيرمان قال في مداخلته إن دنيس روس وديفيد ماكوفسكي يدعوان في كتابهما إلى "واقعية جديدة" في الشرق الأوسط، ويرفضان فكرة "الربط" القائلة بأن المفتاح لحل كل مشكلة في الشرق الأوسط يكمن في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. ومع ذلك، يتعاطف المؤلفان مع أهمية النشاط الأميركي في عملية السلام. وفضلاً عن ذلك، يؤكدان دعمهما للإصلاحيين في المنطقة، لأن الجمهور في الشرق الأوسط، هو الآن أكثر عرضة إلى المعايير الدولية للحكم الرشيد بفضل ثورة الاتصالات.
والتحليل الذي طرحه المؤلفان حول كيفية إقناع الـ "شين فين" على إبرام اتفاق "الجمعة الحزينة" عام 1997 هو أيضاً مثير للانتباه، لأنه يتم ذكر هذه التجربة، أحيانا كنموذج لإدخال حماس عملية السلام ووفقاً للمؤلفين، كانت الشروط التي فرضت على الـ "شين فين" أكثر صرامة من تلك التي فرضتها اللجنة الرباعية الدولية على حماس. وكما أنهما يعتبران الضغط العسكري البريطاني الصارم كان عاملاً رئيساً في إقناع حزب "شين فين" بنبذ العنف.
ويرى النائب بيرمان أن إحدى السمات المميزة للـ "الواقعية الجديدة" التي يطرحها هذا الكتاب هو أنها راسخة في واقع الشرق الأوسط، مع مراعاة تامة للأوضاع السياسية الداخلية للأطراف الإقليمية الفاعلة. وقد ترغب أميركا في تغيير واقع المنطقة؛ لكن ليتم ذلك يجب فهم هذا الواقع أولاً.
أما ديفيد ماكوفسكي زميل بارز بمعهد واشنطن مدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط وهو أحد مؤلفي الكتاب فقال إن مكانة أميركا في العالم وأهداف سياستها الخارجية، لا يمكن بتاتاً أن
تستند بصورة تامة على المفاهيم النظرية فيما يخص القوة والمصالح. ولا يمكن أن تكون هناك سياسة مستدامة إذا لا يتم النظر إليها من قبل الرأي العام الأمريكي وممثليه في الكونجرس بأن باستطاعتها تحقيق هدف عالٍ من نوع ما. وهذا جزء من روحية الشعب الأمريكي. وبالتالي، ليس من المستغرب أن نرى الأميركيين يشعرون بالقلق إزاء الاحتجاجات الجارية في إيران.
وحسب ماكوفسكي كانت أميركا خلال الحرب الباردة، تتعاطى مع الاتحاد السوفياتي حول الأسلحة النووية وفي الوقت نفسه كانت تعزز قضايا حقوق الإنسان، كما عملت مع المنشقين السوفيات، وبالتالي حققت التوازن بين المصالح والقيم الأمريكية. وبينما ينبغي على واشنطن أن تحاول تكرار هذا التوازن عليها أيضا فيما يتعلق بسياسة الردع أن تكون حذرة حول استخدام التشابه الجزئي بين الاتحاد السوفياتي وإيران. فخلال الحرب الباردة، كان هناك نصف مليون جندي من قوات حلف الأطلسي مرابطين في أوروبا، ورغم هذا كله بقي سوء التقدير خطرا جديا. حتى بافتراض أن تكون إيران دولة عقلانية فاعلة، إلا أن هذه الخطوط الأساسية غير قائمة في العلاقات بينها وبين أميركا، وهو ما يجعل سياسة الردع أكثر خطورة.
ولقد فشلت سياسة العزل التي اتبعتها إدارة بوش، ولذا ينبغي أن تتسم سياسة أميركا تجاه إيران بالتعاطي دون أوهام، وبما أن نجاح الحوار غير مؤكد، فمن أجل كسب بعض النفوذ، يتعين على أميركا إيجاد وسائل لإبلاغ إيران بأنه في حال فشله ستكون هناك عواقب وخيمة.
ويسعى هذا الكتاب أيضاً لفضح فكرة الربط التي تقول بأن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سيؤدي لحل نزاعات الشرق الاوسط، فمنذ عهد إدارة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، ربطت الدول العربية علاقاتها مع الولايات المتحدة وفقاً لكيفية تعامل واشنطن مع القضية الفلسطينية. ومع ذلك، انحازت الدول العربية في سياساتها – إلى حد كبير – مع واشنطن، مع بعض الاستثناءات. وبالتالي يجب على واشنطن المشاركة في الجهود سلمية لأن حل النزاع في حد ذاته أمر مرغوب فيه، وسيؤدي لتهميش وتقليص الإغراء الذي يقوم به المتطرفون الذين يستغلون هذه المسألة العاطفية.
وفيما يتعلق بمسارات الحل يرى ماكوفسكي أنه ليس هناك نهج صحيح ممكن فيما يتعلق بعملية السلام يتمثل بقطع مسار تنازلي من الأعلى إلى الأسفل أو تصاعدي من الأسفل إلى الأعلى. فالنهج التنازلي يفترض إمكان حل جميع القضايا الأساسية على الفور، ولكن نظراً لاستعصاء بعضها حاليا فلن ينجح هذا النهج. أما النهج التصاعدي، الذي يركز على إنشاء مؤسسات اقتصادية وأمنية، وتعميق التعاون الأمني الفلسطيني مع إسرائيل، فهو مهم، ولكنه لن ينجح من تلقاء نفسه إذا اعتقد الفلسطينيون بأن إسرائيل فقط تلعب لعبة "شراء الوقت" لتوسيع المستوطنات، فيجب معالجة هذا الموضوع، وإلا سيؤدي لتقويض السلطة الفلسطينية لصالح حماس. وإن أفضل طريقة للتعامل مع المستوطنات هو جعلها موضع نقاش، عن طريق المضي قدماً في ترسيم الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية. ويجب فصل قضايا الأمن والمستوطنات.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !