كتاب فرنسي يبريء البشير..
ويفضح الدور القذر لكوشنير بأزمة دارفور
محيط : جهان مصطفى
كوشنير تحالف مع واشنطن ضد السودان
يبدو أن تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير حول تورط الموساد والغرب في إشعال أزمة دارفور بدأت تجد صدى لها في عقر دار الغرب نفسه ، حيث أصدر الكاتب الفرنسي بيير بيان كتاباً جديدا كشف فيه الأدوار الخفية التي لعبها وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير في تضخيم أزمة دارفور وإعطاء الأزمة بعداً دولياً لقلب نظام الحكم في السودان وذلك بالتعاون مع الصهيونية ومعسكر المحافظين الجدد في أمريكا.
وذكر الموقع السوادنى للخدمات الصحفية (smc) أن الكتاب المثير للجدل واسمه (العالم وفق رؤية كي) في إشارة للوزير كوشنير ، فضح أساليب تورط كوشنير بالتعاون مع واشنطن في إشعال قضية دارفور وذلك لتحقيق مصالح شخصية تتعلق بالاستثمار في هذا الإقليم الغني بالنفط واليورانيوم ونهب ثرواته ، بجانب خدمة مصالح الصهيونية هناك باعتباره من أشد المدافعين عن إسرائيل داخل فرنسا .
ووفقا للمؤلف فإن كوشنير هو صاحب نظرية التدخل في الشرق الأوسط بهدف فرض النظام في العالم أجمع وهو أول من طالب العالم بالتركيز على ما يحدث في دارفور ، حيث سارع إلى تأسيس منظمة تدعى Darfure Urgenc ( إغاثة دارفور ) واستقطب اليها عددا من أنصار اللوبي الصهيوني في فرنسا والعالم وأبرزهم Jaclcy Mamou الرئيس السابق لمنظمة أطباء العالم (MDM)، التي أنشأها وأسسها كوشنير نفسه، وهي منظمة تعتبر شريكة في غزو العراق ومعادية للمقاومة الفلسطينية.
كما ضمت الطبيب الفرنسي السنغالي الأصل (Bernard Schalscna) أحد نشطاء منظمة (LCR) وIllona Soskin عضو منظمة (LICRA) المقربة من اتحاد طلاب اليهود بفرنسا ، إضافة إلى Phillpe Val رئيس مجلة Harlie Hebdo الذي يدعو إلى تكريس فكرة أن حرية التعبير تكون مكفولة عندما يتعلق الأمر بتوجيه النقد للمسلمين والكاثوليك، بيد أنها تكون ممنوعة في حال توجيه أي نقد لإسرائيل.
وأضاف الكاتب الفرنسي " وقفت منظمة Darfure Urgenc وراء طرح ورقة دارفور إبان حملة انتخابات الرئاسة الفرنسية 2007 ، حيث أنه قبل شهرين من الانتخابات الفرنسية دعت إلى عقد اجتماع موسع ضم سياسيين ومثقفين وفنانين بهدف التوقيع على ميثاق لدعم دارفور من قبل كافة المرشحين للرئاسة الفرنسية، وذلك بهدف الترويج لفكرة استخدام التدخل العسكري الإنساني لحل مشكلة دارفور وضحايا ما سمى بالإبادة الجماعية" ، مؤكدا أن كوشنير بهذا يكون أول من أطلق مصطلح الإباة الجماعية في دارفور، رغم نفي اللجنة الدولية التي شكلتها الأمم المتحدة لمثل هذا الأمر ، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك بزعمه أن دارفور تشهد شهرياً مقتل عشرة آلاف شخص.
كما أطلق في العام 1997 فكرة الممرات الإنسانية في دارفور عبر الأراضي التشادية، وهو مروج فكرة حق التدخل في دارفور، ودعا أيضا في عام 2007 لعقد مؤتمر دولي في باريس حول دارفور حضره الرئيس ساكوزي ووزيرة الخارجية الأمريكية حينئذ كونداليزا رايس.
وفي تأكيد على تحالفه مع المحافظين الجدد في أمريكا ، كشف الكاتب عن تقلب كوشنير سياسياً بين اليسار واليمين وشغله لمناصب وزارية في الحالتين ، مشددا على أنه من دعاة (Bushism) وذلك في إشارة لترويجه ودعم رؤى وأفكار الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش المرتبطة بالتدخل العسكري تحت مزاعم شتى ، بالإضافة إلى مصالحه الشخصية في إفريقيا ، حيث وقع عقودا استثمارية مع الجابون والكونغو وعدد من الدول الإفريقية الأخرى عادت عليه بعمولات وفوائد مادية كبيرة جدا .
ولتحقيق مكاسب مماثلة في دارفور ، كشف بيير بيان أن الوزير الفرنسي يستخدم ورقة رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور المقيم في باريس للوصول لأهدافه ، مؤكدا أن نور صديق شخصي لكوشنير واللوبي الصهيوني .
أزمة مفتعلة
البشير طالما أكد تورط إسرائيل
ويرى مراقبون أن هذا الكتاب من شأنه إثارة مشاعر الغضب أكثر وأكثر في العالم العربي تجاه فرنسا التي دأبت في الفترة الأخيرة على اتخاذ مواقف صريحة مؤيدة لإسرائيل وخاصة عندما أرسلت سفنا حربية لحصار قطاع غزة .
كما أن هذا الكتاب يعطى مصداقية كبيرة لتصريحات المسئولين السودانيين والمراقبين المحايدين حول أن أزمة دارفور مفتعلة وصناعة غربية بالأساس.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أشار في حديث خاص لجريدة الاسبوع المصرية المستقلة في 21 مارس إلي دور إسرائيل والغرب المشبوه في صناعة وإنتاج أزمة دارفور، قائلا :"إن السودان يعاقب بسبب مواقفه في رفض الوجود الصهيوني ووجود القوات الأجنبية في المنطقة ودعمه لحركات التحرير وحقها في الكفاح المسلح لاستعادة حقوقها الشرعية وتحرير أوطانها من الاحتلال الاستعماري" .
وأكد أن بلاده ماضية في طريقها لتحقيق السلام والتنمية في السودان ولن تتواني عن فضح وتحطيم المحكمة الجنائية الدولية ودورها المشبوه والمسخر لخدمة المصالح الاستعمارية ، منتقدا الدور الذي تقوم به بعض منظمات الإغاثة التي تعمل لصالح أجهزة أستخبارية وقال:"إن بلاده تمتلك وثائق واعترافات لشهود سعت هذه المنظمات لتوظيفهم للشهادة أمام المحكمة الجنائية علي غير الحقيقة ، السودان لن يتردد في طرد أي سفير تسول له نفسه التدخل في شئون السودان "، وانتقد الدور الأمريكي التحريضي في الوقت الذي ترفض فيه واشنطن الانضمام للمحكمة الجنائية.
وفي 14 مارس ، شن وزير الداخلية السودانى إبراهيم محمود حامد أيضا هجوماً عنيفاً على إسرائيل واتهمها بأنها وراء التدويل المباشر لقضية دارفور ، موضحا أن هذا الدور جاء الاعتراف به من قبل وزير الأمن الإسرائيلي نفسه.
وكشف عن وجود (500) منظمة يهودية في الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تأجيج قضية دارفور وتسوق لها عبر استقطاب السودانيين من أبناء دارفور إلى إسرائيل بما فيهم عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان لاستخدامهم لأغراض سياسية أصبحت غير مجهولة باعتراف المسئولين الإسرائيليين أنفسهم.
وأكد في تصريح خاص للمركز السودانى للخدمات الصحفية(smc) أن الوفد السوداني الذي زار القاهرة مؤخراً أجرى مباحثات مهمة تتصل بملف ظاهرة تسلل السودانيين إلى إسرائيل عبر الحدود وكذلك اللجوء السوداني بجمهورية مصر العربية ، وقال:"حتى الآن ليست لدينا إحصائيات دقيقة بالوجود السوداني في إسرائيل"..
وأضاف اتفقنا مع الجانب المصرى على ترتيبات محددة لمعالجة قضايا اللاجئين السودانيين بمصر واللاجئين المتسللين إلى إسرائيل عبر الحدود وذلك عبر تبادل المعلومات وتكثيف الإجراءات الأمنية المتفق عليها بين الجانبين.
ووصف حامد وجود أي سوداني بإسرائيل بأنه تآمر على السودان وليس في مصلحة السودان ، وأكد أن إسرائيل لا تقبل بالوجود القانوني إلا للصهاينة وقد سلبت حتى أهل فلسطين أراضيهم ، متسائلا " إسرائيل تمنع أهل الحق الفلسطيني في الإقامة بأراضيها فكيف تقبل باللجوء الإفريقي؟".
التعليقات (0)