رابط تحميل الكتاب
http://gulfup.co/er96w9iqasnt
الفهرست
- المقدمة
- العلم والدين
- الالحاد من فكرة الى عقيدة ... اسماعيل ادهم
- من داعية سلفي متحمس الى مفكر صادم...عبد الله القصيمي
- الملحد بين (واقعه الفكري) و(انتمائه الاجتماعي و جذوره الدينية)
- سيدافع الملحدين عن الاسلام وعن النبي محمد...نعم هذا ما سيحصل يوما ما
- الدجال الديني والدجال اللاديني
مقدمة الكتاب
الخطر الفعلي على البشرية لا ياتي من ذلك الملحد الذي اثبتت له الادلة عدم وجود الله بل من ذلك المؤمن الذي اثبتت له الادلة ان الله موجود ويامره ان يقتل كل من لا يؤمن بوجوده. اكبر كذبة (او شبهة لو احسنا الظن) هي القول في ان الاطلاع على افكار الالحاد يشكل خطر على الايمان...قال احد الملحدين مرة (ان عدم تمكن الانسان من استيعاب ان هذا الكون تشكل من ذاته سببه اعتياد الانسان على فكرة ان لكل شيء مصدر وهو بذلك واقع تحت تأثير ما اعتاد عقله على قبوله استنادا على معطيات هذا الواقع الذي لم يكن له ولقواعده وجود حين تشكل الكون)...نفس المضمون من الممكن ان يقوله مؤمن لملحد يقول (من خلق الله؟؟؟)
الموضوع ليس بهذه السهولة والعقل البشري من الممكن ان يُخدع وقد يكون مصدر هذه الخدعة (مقصودة او غير مقصودة) الدين او العلم على حد سواء... ليس بالضرورة ان ما ولدت عليه هو الحقيقة المطلقة لكن في نفس الوقت لا يعني انه الباطل المحض .
هل يعتبر الحديث عن الالحاد او مناقشة افكاره لون من الوان الترويج له؟؟؟
المروج الفعلي للالحاد حسب اعتقادي هو كل فكر ديني خارج حدود الضمير والعقل فهذه الافكار هي من تحفز نسبة من الناس على اعادة النظر . لكن هذا لا يعني ان الملحد واقع تحت تأثير التطرف فقط...كلا قطعا فالملحد اقتنع بافكار الالحاد لانها توافق تأملاته وتوافق ما وصل اليه عقله واصبح الالحاد هو الحقيقة التي يعتقد بصحتها .
نحن بحاجة الى اربع امور مهمة جدا لنواكب الامم الاخرى او قد نرتقي عليها وهي:
1- نحن بأمس الحاجة لنمرن انفسنا على الاطلاع على افكار الاخر المناقض لنا الذي يثبت عدم صحة اعتقادنا...نعم الاطلاع على الاخر المناقض لنا نحتاجه لنعرف انفسنا ولن نكتشف انفسنا على حقيقتها اذا لم نتمكن من كسر حاجز الخوف من الاخر والتوتر من الاطلاع عليه...اننا نطلع على الاخر في مرات كثيرة بنية الرد عليه او اعتناق افكاره...لا هذا نحتاجه ولا ذاك...نحتاج ان نطلع على الاخر بنية فهمه وتفهمه اما الرد عليه او اعتناق افكاره فكلاهما تحصيل حاصل لا قيمة له امام فهمه وتفهمه...اذا تجاوزنا هذا التوتر والانفعال والغضب الذي ينتابنا حين نستمع للاخر المناقض لنا سنتحول الى مجتمع مذهل .
2- الوقوف على واقع ان عقيدتي الشخصية لا خطر عليها قد يسببه اطلاعي على افكار اخرى مخالفة لها...الخطر الفعلي يكمن في تقوقعي على ذاتي...بربكم الى اي درجة عقيدتي مهزوزة بداخلي اذا كنت اخاف عليها حتى قبل ان اطلع على فكر اخر؟؟؟ جمال العقدية هي انها حقيقية...لو تأثرت بغيرها وتغيرت افكاري لم تعد عقيدة تستحق ان اخشى عليها بل ستصبح مجرد قوقعة اجبر نفسي على الانطواء بها خوفا من المجهول .
3- الوقوف على حقيقة ان هناك افكار خاصة بالفرد نفسه قد لا يتحدث بها امام الاخرين فقد يكون احدنا في احدى اللحظات في قمة الايمان وفي اخرى في قمة الالحاد . للمؤمنين اوقات الحادية وللملحدين اوقات ايمانية فحتى ابرز الملحدين ريتشارد دوكنز يعطي احتمال ضعيف جدا لوجود اله .
4- الاطلاع على الاخر من مصادره دون الاتكال على بعض اصحاب الوصفات الجاهزة الذين يقول لسان حالهم ( نحن سنطلع على الافكار الفاسدة ونبين لك مواطن الفساد فيها دون حاجة الى ان تتعب نفسك اما انت فلا يجب عليك الاطلاع لان ذلك قد يفسد دينك وعقيدتك)
المجتمع الايماني الذي لا يوفر منصة يعبر فيها من يناقض ايمانه عن نفسه بحرية كاملة لا قيمة لايمانه .
اختلفوا في ايمان ابو طالب...هل هو مؤمن بنبوة الرسول ام لا؟؟؟مع ان الشواهد بالنسبة لي تدل على انه مؤمن لكن من يقولون انه غير مؤمن هم في الواقع يمتدحوه من حيث ارادوا ذمه... من يؤمن بعقيدة معينة ويدافع عن نبيها فهذا سلوك طبيعي . اما من لا يؤمن بتلك العقيدة ويدافع عن حق نبيها في نشر افكاره فهو تجسيد لقول فولتير (قد اختلف معك في الرأي لكني مستعد ان اموت دفاعا عن رايك) يتجسد السمو الحقيقي للذات البشرية حين ينفعل الانسان وترتفع غيرته ليس انتصارا لنفسه بل انتصارا لحق من يناقضه بالرأي في التعبير عن نفسه.
التعليقات (0)