كتاب جدد حياتك
بقلم د/صديق الحكيم
كنت ومازلت أحد المحبين والمريدين للشيخ محمد الغزالي ابن قريتي نكلا العنب وأحد المتيمين بمنهجه الفكري وطريقته في فهم نصوص الكتاب والسنة في ضوء مقاصد الشريعة السمحة لذا كانت نظرته للغرب وثقافته مختلفة عن كثير من أقرانه فكان رحمه الله يأخذ الحكمة أنا وجدها لذا جاء كتابه "جدد حياتك" دليلا علي هذا الفهم المدرك لحقيقة أننا كمسلمين لسنا وحدنا من يملك المعرفة الإنسانية
وكتاب جدد حياتك للشيخ محمد الغزالي يتحدث فيه معقبا على كتاب "دع القلق وابدأ الحياة" للكاتب الأمريكي ديل كارنيجي منبهاً المسلمين على أن توجيهات الدين الإسلامي فيها من التوجيهات ومن النصائح التي تقدر ان تعين المرء على عيش حياته سعيدا مرتاح البال طوال عمره.
يقول الشيخ الغزالي في مقدمة الكتاب: (أحب أن ألفت الجاهلين بالإسلام والقاصرين في فقهه إلى الخاصة الأولى في هذا الدين وهى أنه دين الفطرة. فتعاليمه المنوعة في كل شأن من شئون الحياة هي نداء الطبائع السليمة والأفكار الصحيحة وتوجيهاته المبثوثة في أصوله متنفس طلق لما تنشده النفوسمن كمال وتستريح إليه من قرار.)
ويقول الغزالي في صفحات كتابه: (والصلاة في الإسلام تعنى شيئين أحدهما خاص والآخر عام: أحدهما هذه الوجبات الروحية الموزعة على آناء الليل وأطراف النهار متضمنة أفعالا شتى من قراءة وتسابيح وخشوع وتنزيه وركوع وسجود وقيام وقعود وفق ما رسم لها الشارع من صور وهيئات. هذه الصلاة ركن في الإسلام لا يعفى مؤمن من أدائها وهى لقلبه ويقينه كالغذاء لجسمه. فمن حافظ عليها صح دينه وربا إيمانه وترشح لغفران الله ورضوانه. ومن تهاون بها مع علمه بحقها وثمرتها تعرض للضياع والهلكة.)
ويقول أيضاً: (من قديم عرف المصلحون أن بطالة الغنى ذريعة إلى الفسوق. إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أى مفسدة ونضم إلى هذا أن بطالة الفقراء تضييع لقدرة بشرية هائلة وبعثرة مخزية لما أودعه الله في العضلات والأعصاب والأفئدة من طاقات لو فجرت لغيرت وجه العالم. وأحق الأنظمة بالقبول والتشجيع ما رعى هذه الحقيقة ورتب عليها تعاليمه.)
يقول الغزالي في خاتمة الكتاب: (لكى تصون الحقيقة وتضبط حدودها يجب أن تعرف هذه الحقيقة وأن تعرف غيرها معها. قد تقول: `وما شأن هذا الغير؟! `. ولماذا يخدش الجهل به حسن التصور للحق المجرد؟. والجواب أن الصورة الكاملة لا بد لها من حدود تنتهى إليها وعند النهاية المرسومة لهذه الحدود تبدأ حقائق مغايرة. ولن تتميز معرفة الشئ إلا إذا عُرفت الأغيار المجاورة له أو المشتبهة به ولذلك قال الأقدمون: `بضدها تتميز الأشياء`.)
خاتمة القول :كانت هذه سياحة عقلية مع أفكار الشيخ الغزالي ونهجه في فهم الإسلام السمح الذي يحقق السعادة في الدنيا والأخرة للمسلمين إذا فهموه علي الوجه الصحيح ...رحم الله الشيخ الغزالي رحمة واسعة
التعليقات (0)