لأن الكتب تُقرأ من عناوينها . فقد فهمتُ من تسمية الهيئة العامة القائمة على تصريف شؤون ليبيا الجديدة بـ(المؤتمر الوطني)، أن الوطن المُمزّق الذي يمرّ بمرحلة حرجة جدّا من تاريخه، عقب العملية القيصرية الصعبة التي أجراها لتوليد الديمقراطية، والتخلّص من عقود مُظلمة وظلامية كانت تُطلق على دهاليز سجونها ـ التي كبّلت الإنسان الليبي من كل شيء، إلا من المأكل والمشرب والمنكح كما البهائم ـ مُسمّى (المؤتمرات الشعبية) ؟!..
ذاك الوطن الذي شُقّ بطنه، لم يُكشف فيه عن الديمقراطية المزعومة فحسب، بل أيضا تكشّف ما بداخله من أورام خبيثة للعصبيّة الجاهلية، والقبليّة المقيتة من عصور ما قبل تاريخ الفاتح المُعظّم، والغالق المُبجّل، وقبل مجيئ ملك الملوك، والنبي، والمهدي المُنتظر، وكذا الدّجال ؟!.. بعد كل ذلك النزيف المُستمر لا أرى إختلافا بين عناوين كتاب عصر الحريّة ـ مع التحفظ ـ، وكتاب عصر القهر والعبودية، سوى أن في ذاك الزّمان لم تكن روائح الرّجولة والفحولة تفوح من آباط التيّوس الليبية، لأن التيّس الأعظم كان يتباهى بمعيزه اللواتي كُنّ يُلازمنه كظله . حتى شك العالم في قدرة باقي التيوس حتى عن الوقوف كالخُشب المُسنّدة بجانب الفحل الليبي الأوحد الذي لايزال بعضهم والكثير من معيزهم يُولولون على رحيله، ويحنّون إلى زمانه ؟!..
فعذرا إخواني لو قرأتُ عنوان كتابكم الجديد خطئًا، وفهمتُ أنه لايختلف كثيرا عن القديم الذي كنتم تحفظون كلماته عن ظهر قلب رُغما عن أنوفكم . لكني أعدكم بأن أعيد قراءته من جديد بعدما تتخلّصون من توقكم البادي لأفكار ومصطلحات المجنون البائد، ومما علق في أذهانكم من صدى زعيقه ونعيقه وصراخه في وجوهكم . ذاك الذي ما إستفزّكم سوى بسؤالكم عن فصيلتكم من المخلوقات، حين قال : (مَن أنتم) ؟!.. فهل عرفتم فعلا بعدما قتلتموه شرّ قتلة مَن أنتم ؟!..
إذا عرفتم أن حقيقتكم التي تكشّفت للعالم بدونه بشعة، فأنتم في مصيبة، وإذا لم تعرفوا بعد فأنتم في مصيبة أعظم، لأن ليبيا الجديدة لازالت بلا عنوان يميّزها عن ليبيا القديمة إن لم تكن أسوأ، لأنكم تأبون إيقاف نزيفها !.
08 . 10 . 2012
التعليقات (0)