مواضيع اليوم

كتاب العصيان

عبد الوهاب الملوح

2012-05-11 08:12:50

0

  

 

عبد الوهاب الملوح

 

 

 

 

 

 

كتاب العصيان

                شعر

 

 

 



 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الشاعر هو ذلك الخاسر الأكبر الذي لم يهزمه أحد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                           طريق مصراتة

                                                          

 

 

 

 

 

 

 

 

بين مصراتة والبحر
ظل يتوهم إنه جدار
بين مصراتة والبحر
عمال أفارقة حبسوا البلاد في صورة عائلية يعلقونها على الجدار
هكذا بلا إطار
بين مصراتة والبحر
سماء تصب جهنم
وشمس تطلع عادة قبل منتصف الليل ؛
تحط على كف صبي ينام عند الميناء الإغريقي
ينتظر عودة السفن من منفى
حذو فكرة لم تكتمل
حذو شجرة أعلى من صباح بلا قهقهات تلاميذ المدارس
بين مصراتة والبحر
بحر لا موج له ولا مد ولا جزر
ولا أخضر
ولا هواء مملح
ولا عشاق يحرسون السمك من قناصة الماء
بين البحر ومصراتة
طريق قديمة لا تؤدي إلا لمصراتة دائما

                           قفصة 17/03/2011

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                          ما لابد منه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كان لابد من حزن بلون الدم؛
كان لابد من هتاف بحجم النواح
كان لابد من جرح عميق باتساع الهاوية
كان لابد من مساء يتيم بلا قهوة ولا صبايا يعتقن ضحكات الخشب البري
كان لابد من شجن يقطع يد النهر المعدني
كان لابد من سفر بلا زاد ولا مناديل أثناء الوداع
كان لابد من بكاء مر بطعم علبة سردين فات وقت استهلاكها
كان لابد من نهار بلون فاكهة متعفنة
كيف يمكن التحقق إن هذا النهار بقايا معطف أهمله الشتاء ؟
كان لابد من بطء يزيد من ضغط الدم
كان لابد من يد تفتقد أداءها اليومي
ولا بد من عاطفة يغتالها الإخوة الأعداء
ولا بد من صورة عائلية بلا ديكور خلفي
ولابد من منفى في دعاء الجدات
ولابد من ذئب
وسكاكين
وحطابين بلا فؤوس
ونوم بلا سرير
وحروف عطف بلا معطوف عليه
وشوارع بلا أرصفة للمتسكعين
وكان لابد من. طريق أخرى
وفوضى ليتضح في العتمة
ما كان لابد و تناساه الآخرون
كيف أعدل من قامتي إذا كان الممر ثقب في فكرة؟

 

 

                                               تونس 08/02/2011

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                 

 

 

 

                                          لا حاجة الآن لنا بالوهم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ليس جوعا

ليس صراخا واحتراقا

ليس موتا

وجع طال

وشجَّ الروح والصمتَ

ورجَّ الأرض

كفى

لا حاجة الآن لنا بالوهم

لا حاجة للحزن فقط.
أحوالنا موجعة
والأمل الباقي حصى
نرمي بها أقدارنا
نمشي إلى
شرفتنا قتلى
وهذا شأننا
ليس لنا غير يد الريح
تلوح عبر هذا الغبن
نهرا عالي الضوء
كفى
ليس احتراقا
غصة تصعد
ليلَ الجدران
غصة مبحوحة
تخرج
من حشرجة الموت
وتعلو نوحها
حمراء في الليل
قتلانا على التلَّة يأتون بأسماء البلاد
من دماهم.

 

                         قفصة  24/12/2011

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                  طوارئ الدم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ليس الليل مستودعا للحجز كان الصمت امرأة تمشي محلولة الشعر قي العتمة والوقت ساعة بعد دم الطوارئ لم يعد الأولاد من المدارس.
أخرجوا الشوارع من حقائبهم وانتعلوا الهتاف خفاف
مرّر أحدهم البلاد عبر المبراة وهو يهتف:
غدا نقتلع شجرة الموت ونغرس في التراب تفاحة آدم
شتاء هذه السنة مطر مذكر
غالبا ما ينجح الأولاد في الوصول إلى النهر قبل هبوط الليل
لا حاجة الأنة لغرفة الإنعاش ؛ الريح لم تعد مجرد فكرة على بنك الاحتياط
انتشر الجيش حذو القلب
والحليب لم يعد قابلا للتعليب
أوقع القتيل القناص من أعاليه واستقال الظل من مهام يديه
يا خزّاف عرق الروح
يكتب سورة الفيل بالنار في أعضاء وهمه
تخلع ستراتك وتتقدّم ف منطقة ملغومة تهتف
:
من أجل منطقة منزوعة البوليس
:
من أجل فكرة بلا سقف ؛
تهاجر برّا دونما حاجة للتوقف عند نقاط التفتيش
تهاجر جزا دونما حاجة لهبوط اضطراري
تخلع ستراتك وتتقدم في الأمام تدفع بالجو المشحون إلى حتفه
تتقدّم دفعة واحدة أعزل من كل شيء في مواجهة قاتل مدجج بالخوف؛
يُصوّب من خلف ظله ؛
من خلف جدار مغشي عليه
من خلف الخلف ؛ يُصوّب في اتجاه حالم حوّل وجهة حلمه ومشى معه في الأمام
مشى يتقدم نحو
من سقطوا قبله ....

                                                   قفصة  17/01/2011

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                       بوسعي الذهاب إلى ما تهيّأ من شجني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ذلك الدَّرْبُ يَعْرِفُنَا جَيِّدًا ؟
الْمَسَافَةُ بَيْنَ الْقَفْزِ وَ قَاعِ الْحَضِيضِ
الْمَسَافَةُ بَيْنَ الْحِبْرِ وَ مَا تتَخَيَّلُهُ كَائِنَاتُ الْبَيَاضِ
التَّشَابُهُ بَيْنَ سَقِيفَةِ سَاعِدَةَ العربيَّ وبين الْعَشَاءِ الأَخِيرِ
تَمَزُّقُ حَبْلِ الْوَرِيدِ لِنَشْرِ غَسِيلِ السَّرَابِ
شَظَايَا الرُّوحِ تُوقِع بِالْوَهْمِ؛ والأَمْرُ لاَ يَتَعَلَّقُ بِالْفَقْدٍ ؛ لاَ يَتَعَلَّقُ أَيْضًا بْأَحْزَانِنَا .
سَتَمُرُّ الْجَنَائِزُ فِي دَمِنَا وَتَمُرُّ الْحَرَائِقُ
لَيْسَ يَهُمُّ/
فثَمَّةَ فِي الْبَيْتِ صَبَّارٌ يَنْمُو.

صبْيَانُ يَحْتَفِلُونَ بِميتَافيزيقِيا الْمَوْتِ .
لاَ بأسَ و لا َبَأس/ مِنْ عَادَةِ الْغُرَبَاءِ تَفَقُّدُ نَبْضِ الرَّصِيفِ بِمَا يَتَوَهَّجُ مِنْ حَسَرَاتِ النَّبِيذِ
اتْرُكُوا الْمَوْتَ يَكْبُرُ فِينَا جَمِيلاً وَمُرُّوا قَرِيبًا مٍنَ النَّهرِ يَمْنَحْكُمُ الْمَاءُ سِرَّ نُبُوءتِهِ؛
أَوْدٍعُوهُ هَوَاجٍسَكُمْ أَوْ
دَعُوهُ يُدَلٍّلُ مَشْيَ الْهَوَاءِ ؛

 يُعٍدُّ لَنَا عٍنْدَ مفْتَرَقٍ فِي الْبٍلاَدِ وَلاَئٍمَ بِاسْمِ التُّرَابِ لِفَوْضَى الرَّحِيلٍ إٍلَى وَطَنٍ هُوَ أَوَّلُ مُفْتَرَقِ الدَّرْب.
كُفُّوا عَنْ الانْشِغَالِ بِنَا؟
فَلَكُمْ صَبْرُنَا ؛
وَ..
لنَا مِلْحُ مِحْنَتِنَا !
إِنَّنَا ذَاهِبُون َ
عَمَاءُ الهَوَاءِ يُضِيءُ لَنَا الُّسُّبُلَ الباقية
فَسَدَ الْوَقْتُ
لَيْسَ لَنَا مَا سَنَفْعَلُهُ بِالْكَلاَمِ
سَيَشْغَلُنَا حُزْنُنَا فِي الطَّرِيقِ/ تُشَاغِبُنَا الرِيحُ
لَنْ نَصِلَ الآنَ أَوْ بَعْدَ يَومَيْنِ
ليس يُهمُّ الوصولُ
وليس يهمّ توحّدُ إخوتِنا ضدّنا
فلدينا مشاغلُ أخرى
وليس لنا سببٌ آخر للبقاء
وَمَا يَتَبَقَّى يُهَجِّجُنَا خَارِجَ الروح
خَارجَ أجسادنا
خَارجَ الْمُدُنِ الخائنة.
خارجونَ إلى شجنٍ ثملٍ بالحنين
إلى بلدٍ ينتهي زهرةً في الصّباح
ويكبرُ حرية في المساء
سَنَعْبُرُ غيابة الصمْتِ/ يسبقُنا حلمُ فجرِ الشهيدِ
وفوضى الصّعود إلى جبلِ الرغبات
وتسبقنا الضحكات
وأعياد أطفالنا
وكتائبُ سروٍ تطلُّ على الأبدية
نعبرُ ليلاً تقادمَ جُرْحاً تَوهَّج مِنْ عرْيِنَا
كُلّهُمْ تَرَكُونَا هُنَا عِنْدَ مُفْتَرَقِ الْمَوْتِ
نَعْرِفُ أنَّ الوُصُولَ إلى الْحَرْبِ يَعْنِي التَّخَلِّي عَنِ الحِبْرِ والْحُبِّ وَالْبَحْرِ
مَا شَاْنُنَا نَحْنُ والْحُبُّ
ماذا أضاف سؤال القصيدة للدم
البارحة
نَزَع الْمَوْجُ مْعْطَفَه وَمَشَى مَعَنا
لَمْ نَقُل إِنَّنَا ذَاهِبُونَ
لنا في البلاد عدوَّان يكتملان بنا
واحد يتملك سيرتنا بعصا العُرف
آخر يسلبنا عزنا
وتوهُّجنا بيد الخوف
لم نمضِ/
ولَكِنَنَا عَاطِلُونَ عَنِ الْحُلْمِ
نتبع ظلاً بلا أمل
ولنا في المتاهة مستقبل
يعرفُ النهرُ فينا ينابيعَه
رغمَ أسوجةِ النارِ من حولنا
وعماءِ الحقيقة
فالعاصفاتُ هنا
-
فِي الْجَنُوبِ -
هِي َ البوصلة..
خَارجُونَ منَ الوقتِ خلفَ السكونِ
وَصَفِّ الحيَادِ/
طَريقُ الصَهيلِ طَويل
ويحتاجُ أَن نسبق الصبحَ حتى يكون الندى معنا/
قبل أن تطفئ الشمسُ وهْج هتافاتهِ
للطيورِ الشريدةِ أن تذهبَ الآن أبعدَ من بُعدِ هذي السماءِ بأجنحة الوجعِ الصعبِ كي يتحرَّرَ لونُ الهواء
من العلبِ الجاهزة
ومن المدنِ الخائنة
خارجونَ من الخوفِ
عبرَ الممرِّ الأخيرِ إلى غيمةٍ
سَجنَ القلبُ ضوءَ يديها
مخافةَ أنْ يذبحَ الليلُ
إيقاعَه المتهالك/ ما شأنُنا نحنُ والحبِّ
ليسَ لنا ما سنفعلُهُ بمعاركً تصنعُها العاطفة..
إننا ذاهبون إلى آخر الدرب
آخرةِ المستحيلِ
إلى جهةٍ في المسافةِ/ بين خيوطِ المطر وبروق الحجر..
اُخْرُجُوا مٍنْ نَشِيجِ الرُّوحِ فِينَا
تَرَكْنَا لَكُمْ ربَّكُمْ وَتَعَالِيمَهُ
ربكم ليس ربي
ولا شأن للحرب بالغيب
أمس اختلفت مع الفقهاء
وسرت وحيداً
أشدّ على الجرح بالجرح
لا أحد الآن غيري
ولا أحد الآن يمشي معي
فأعدِّي النبيذَ لوقتي وشيئاً من الملح/
قد تعب الحزن مني
وما تعبت نحلة القلبِ/ بعد قليل سيأتي هنا قاتلي .
سيكون
بوسعي الذهابَ إلى ما تهيأ من شجني.
أشربُ الشايَ في شرفة الصّبح/
وحدي أعدُّ حذائي لقهقهةٍ/ يشتهيها معي
إنّه يسكر الآن من وحشة الانتظارِ و غربته .
ويجيءُ الغزاةُ على عجلٍ/ محتمين بكم
فادخلوا معَهم بيتَ ذاكرتي
تجدوا فيه ربّي كبيراً
-
كما هو -
أكبر من ربّكم
وَ تَرَكْت لَكُمْ أَمَلَ الْعَاطِلِينَ وَ غَلَّةَ رِيحِ الْفُصُولِ
تركتُ تركنا نشيدَ البلادِ
وَحِصَّتَنَا مِنْ مَحَاصيلِ زَرْعِ الْمَوَاسِمِ/ كُفُّوا
عَن الانْشِغَالِ بِنَا !؟
وَاتْرُكُونَا نُؤَهِّلُ أَحْزَانَنا وَنُصَالِحُ أَسْمَاءَنَا وَنُجدِّدُ مَعْنَى الْوَطَنْ ؛؛؛؛
اتْرُكُونَا نُرَمِّمُ قُبَّعَةَ الرِّيحِ
فالْمَوْتُ فِينَا على خَيْرٍ
الْمُهِمُّ ، المُهِمُّ
تَعِبْنَا وَحَاجَتُنَا لِلْمَسَافَةِ حَاجَةُ أَجْسَادِنَا لِمَلاَذِ الْخَطَايَا التُلعْثمُ خُطوَتِنَا .
ذَلِكَ الدَّرْبُ نَعْرِفهُ جَيِّدًا .؛.؛.؛.
وَحَواسُّ تلوُّعِنَا تَصْعَدُ التَلَّ مَصْحُوبَةً بِهَوَاجِسَ بَرِّيَّةٍ وَحِكَايَاتِ (بورخيس)؟
يَا نَدَامَةَ أزْمِنَةِ الأَبَدِ الْمُتَقَادِمِ
عِطْرُ الْقَتِيل يُعِدُّ لِصَفِّ الْمُعَزِّين
أُرْجُوحَةً وَمِنَصَّةَ صَمْتٍ وينأى عَنِيدًا
يَضِيعُ مَنَاطِيدَ/ تَعْلُو وَتَهْبِطُ
تَهْبِطُ مِنْهَا السَّمَاءُ مُفَتَّتةً قِدَدَا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                        

                                                      

 

 

 

                        

 

 

العودة للمدارس

 

 

تأتي الصباحات غارقة في الضحك؛

 تنعطف الشوارع إلى الصخب الملوّن بالغبطة؛

 الطالعة من أفئدة تتنفس هواء الخريف يبلل منديل المدرسة بروائح الكراسات الجديدة و الطباشير ولون السبورة الحائطية ..

 سنبدأ الدرس يقول المعلم

 تنفتح شبابيك الفصل

ويشيع الهواء في المكان طيشا يلاحقه التلاميذ بدفاترهم.. يكتبونه بحبر سري

 

 

 

 

 

 

   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                          المشي  دون نعال

 

 

 

 

أعيـــــــــــدي للذاكرة حبرها السري واخرجي من شرك التردد إلى شارع قرب المحطة سانتظرك على الجانب الايسر من جسدي وستعرفينني بوقفتي التي تشبه ضحكة متطلع للشمس في الضباب

أفضِّل أن نواصل الطريق غريبين ؛

 نتجنَّب الوقوف عند المحطات نرجيء الوصول الى حيث لابد الانتهاء من المشي ؛ وإن حدث وان توقفنا سنتوقف على مسافة من الوهم ؛ على مسافة من الحلم ؛ على مسافة منا ؛ لن نكمل القهوة ولكن سأشعل لك سيجارة وستتركين ظلك على كرسي عند قارعة الأمل المعلق على قارعة الطريق ينتظر ضجرا ولا بد ان نواصل حيث لا ننتظر شيئا زلا ينتظرنا شيء حيث قد نفترق عندما يكسرنا المعنى..

لا أُفكِّر في ما سيأتي ؛ لا أُفكِّر فيما أنقضى ؛ لا أُفكِّر في ما يحدث ؛
أفكر أن أَتفقَّد حواسَّ عزلتي وأُطْعمها خبز حيرتي ؛
أفكّر أن أحدق في السقف وأعتني بالشيبة هناك
الجدار يوشك على البكاء
والهواء قليل في المدخل
ربما أفكر أن افتح شباكا من جهة ما في القلب وأروِّض هذا الليل ليخرج معي إلى حفلة تنكرية يُقيمها هواء الخريف على نخب غريبين  عادا من البلاد إلى  المنفى بأجنحة تحلق أعلى من السماء ؛ عادا بأقل الضررين 

 

 

 

 

 

 

                                                        

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                           لا أدّعي شيئا

 

 

 

تَعْوِي الْكَلاَليب القَديمةُ

تنهشُ الضوءَ القليلَ من اليديْنِ

تَفكُّ أعضَاء الشوارعِ أو تفكُّ الريح َ من مفاصِلها ؛

ولأنَّ سيرتنا عراكٌ مستمرْ,

ولأنَّ مُنتصف الجنون حماقة لابدَّ منها ,

ولأنَّه  لاشيء يعنينيا .

كنَّا ثلاثة أشقياء ٍ:

أقلًّ من أثنين؛ أكثر من حصى الأنهار ِ.

(نسقط من جبة الله واقفين )

كنَّا غيرنا ...

لم نفتح الأبواب عند سقيفة الممشى

تركنا حظَنا اليومي لنا ولصدفة أخرى ؛

تركنا حلمنا الورقي وحاجتنا لعائلة السعادة ؛

هكذا لابد من كومونة للطيش والفوضى!

تركنا ما علينا والتفاصيل المملة وهي تأكل لسان الثور وتلقي للطواحين العتيقة قمحنا البعلي؛

تركنا علبة التلوين والممحاة والدرس القديم كساعة مكسورة القدمين؛

كما تركنا عمرنا القاسي وساعة حزننا عند الظهيرة ؛ لن يرى أحد دواب َّ الريح فينا توقظ الغرقى ( ليعودوا بغنائم أكثر ) وتدفعهم إلى الأعلى؛

تركنا ظلنا الأفقي يُبرِّد خاطر الأشجار في المنفى ,

 تركنا جوقة الجدات يسردن الخرافة مهنةً للخوف...

لم نترك ذئاب صداعنا مرعى لحملان الظلام ,

’’كفى سيأتي الليل’’ قالت

واكتفت بالصمت يضيء لنا رصيفا مهملا.

قالت سيأتي الموت للإسعاف.

قال لن يجيء الفجر بالمطر المذكَّر ؛

توشك القمصان أن تمشي على حبل الغسيل إلى عوائدها !

حذار الآن يا موتي القديم 

لا أدّعي شيئا

ولي من حصة القتلى

دم ٌ حارٌّ وحر

كان المكان حديقة تمشي  على مهل إلى مقهى قريب من حفلة الضحك العمومي

كان المكان فراشة تروي أساطير الهنود الحمر ؛

غرفتنا تطل على دواخلنا وتفتح قلبها للريح .

- لن  نكتفي بالحلم والسمك المملح بالرغائب والنبيذ التونسي .

خذ حصتي من صابة الشهداء ؛

عد بالحرب والأسرى إلى سلم  تعد لها الأرامل مقعدا متحركا

و خذ بيدي قليلا أيها الماء المحايد وامش بي عبر الممر نعدُّ للأشياء  أسماء مؤقتة وتوراة مؤقتة وآلهة مؤقتة و...

موت بارد.

كنا غيرنا بل كنا كآخرة مؤجلة ؛

 شتاء هذا العام يمطر من حرائقنا دما .

الحب أيضا ثورة .. الحب فعل مقاومة يا صاحبي .

الريح قامتنا وتونس حاجة المعنى لحاشية المسوَّدة القديمة ؛

 حاسة العميان ( تعيد النشيد الوطني للبلاد)

   لا أدَّعي شيئا

أرتِّب عزلتي

في الطابق الأعلى من الشجن المبعثر في دمي

أحصي اختيارات الصداع

كنَّا ندرِّب مرّة أخرى أصابعنا على الهذيان

أو تعتاد  تجربة الرصيف  وحُرقة المعنى

ونمضي حيث نعتق حتفنا منَّا ..

ليلنا يأتي قليلا

والنهار دمي ..

لا أدّعي شيئا 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                                

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                    لا ينفع أن أحبّك فقط

 

الريح وهي تهاجر بالوردة إلى عطرها

وتعدُّ من قماش الإلياذة فستانَ زفاف السماء

التي تتعالى في غيبوبتها

ذلك شأنها...

سوف أتفرَّغ للغياب؛

أفترش دمعة الأكاسيا على أمل أن أحلم بها منفى.

سوف يأتي الليل؛ يتَّهمني عسسُه باغتيال الجاذبية؟

أيها النسيان

هاك صلاة العاشق

هاك طفولة الثوريّ

هاك عاطفة الفوضويّ

هاك ما علّمتني من أسرار البياض

هاك ما تهالك منّي فيك

تأكّدت الآن أنك الأبدية

أنك حديقة في الانتظار،

قبل قليل رأيتك مشهداً قبل التكوين؛

قبل ترتيبات الخلق؛

قبل شكوك ليليت؛

رأيت حزنك نبيذاً تعتَق في صمتك وانسكب في صوتك

حارقاً يملأ كؤوساً زجاجها الغيابُ

لن ينفع أن أحبّك فقط

من عادة الكلمات أن تمشي معي،

تحدّثني سرَّاً عن العشق البدائي،

عن مدارات تعدُّ الطقس أغنية لعشّاق

بلا مظلاّت لما يسقطون من سحابة باردة كامرأة في الخمسين

بلا شاعر خارح التصنيف...

بلا قصائد  عذرية

بلا أنظمة للتحسُّس

بلا معاطف من وَبَرِ الكلام...

الحب بعد الموت

قبل الخروج للاحتفال بزفاف الوطن  والمنفى

الحب... ذلك شأنه

هل ينفع أن أقول لك أحبّك.

 

                                          

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                      بينك  وبين ظلك

                                                                                                                                      

 

 

 

   

 

 

  قلت ِ:اضحك فضحكت
قلتِ: اسجد توضأت بماء ضحكتك وأقمت سجودي نوافل بلا عدد
قلت ِ:اشرح لي صدرك كسرت فؤادي بقبضتين من حنيني القاسي إليك ..
قلتِ : فجرت من دواخلي كل الأبار والموائد المائية حتى صرت سيولا نارية
قلتِ : اعشقني على طريقة البوذيين صرت ناسكا وكاهنا وألاها نرفانيا
قلتِ : ابق ..
كنت ُ بينك وبين ظلك قد انتحرت .

        

                                                  قفصة    13/09/2011

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                                                                                                    

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                                                                                                      

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                                                                                                                    الجنَّة

 

 

 

 

 

حين وجدتك
عرفت إن الجنَّة ليست في الأرض
وليست في السماء
أو ما بينهما
...
وبدأت أكون
ومن حولي
يكون ألهواء
وتكون الفراشات حدائق برية
وتكون الأيام عربات نور
لم أندم إني غيرت اسمي باسمك
وعدَّلت فامتي تأخذ شكل الريح
لم أندم إني غيرت عاداتي
واستبدلت الشاي بالقهوة
والحلم بالمشي ليلا بعيدا عن حلم غبي
حين وجدتك
عرفت انى
بدأت أكون في جنتك

 

                                           قفصة 05/08/2011

 

 

                  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                      أجرب أن أكون شاعرا في غيابك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


يَخِتَبرُ النسيان بالصمت
يكنس الانتظارُ ردهةً تُطلَّ على ضجيج بارد؛
ليس من داع لإزاحة الستائر؛
لن يأتي أحد ؛
العتمةُ: بياض يترك الفقدَ رغبةَبلا قدمين
أو ينشغل بالتفكير في شؤون عاطفة تعرك الظلال في المسافة
سوف يربِي في الغياب حزنه ليكبر أشجارا في شارع منسي
ثمت خلف الباب ظلٌّ يُدخّْن سيجارة ويُأخذ بيد أمل مُسِنٍّ
يتنزّه به في حديقة ترقد عارية في حضن الضباب ممراتها مرصوفة بالقرميد.
كنتُ بصدد تنظيف جدران حجرة القلب من العناكب
تلك السيدة عند الشرفة هناك تصفف شعرها عكس السنين ؛ تُفرد للعشاق الآتين من العزلة خُصلات الريح؛ وحجرها شمس تم تحويل وجهة أمنيتها
الانتظار بطانية في برد الفقدان والذاكرة أرجوحة تجدد الاوكسيجين ؛
أتذكر كم مرة أغلقنا الأبواب علينا وفتحنا أجسادنا مشرعة تأتي بجميع الرياح ؛
كم وقعت مغمى على لوح كتفيك قلتِ :
-
أحب ُّ صوتَك.
نزعت صوتي وغطيتك به خشية أن تأخذي بردا في الغياب بعدها صرت دائما أخرس!
صمتي رابط الجأش.
خذي كل شيء ؛لا تتركي شيئا مني للموت .
يأتيني الضوء من عضة كنت تركتها أسفل شفتيك وعنفوان آهة خمدت عند لحمة كتفيك؛ يا لا هذا الشعاع الذي يغشى عيني ؛ كيف السبيل لأراك في الغياب دراجة هوائية يعبر بها شيخ بوذي صحراء اليأس .
أتدرب أن أكون صوفيا في غيابك أعلِّم هذا البوذي كيف يوقد للروح مباهجها من بين أصابعك.
كيف يًشعل المرء سيجارة بين يديِّ الظلام ؟
يسحب السيجارة يبرمها بين السبابة والإبهام من جهة الفيلتر ؛ يرققها ؛ ينزع الشعيرات الغليظة, يبلُّ بريقه إبهامه بسرعة يمررها بلطف على الظهر ذي النتؤات الخافتة يضعها عند طرف شفتيه يحنُّ بشفتيه عليها ؛ يتركها تستلذ أنينها هناك ؛
رغم أسلوبه المتكرر سيكون الانتظار أقل ملل .
يُلقمها نارا تكاد تنطفئ ؛ لا يستعجل احتراقها ؛
فالحرقة ما نستأجره لنلوذ به من نكد التسكع في شارع منسي بلا أشجار.
اشكُّ إني حزين ؛
اشكُّ إني على وشك الهذيان ؛ بوسعي أن أنساك قليلا حين أضطجع ظلَّ رائحتك فيما استجمع أنفاسي عند أول نفس من سيجارة تركت أعقابها في منفضة الصالة حيث مازال ظل كاحليك مستبدا بالمكان.
كلما زاد البعد ترجل الضوء يثير الصخب في زوايا العتمات.
قلبي فرن مقفل يلتهم لهبه ؛
في السابعة مساء حين تغيب الشمس ؛ ربما بعدك قليلا ؛ قبل انشغالي بتحويل البن رفيقا لسيجارة أطلت احتراقها ؛ سأجرب أن أكون مثل رماد السيجارة بين يدي عاشق يُطيل قامة الأمل ؛ كُفّي عن الدهشة أني في قفص دانتيلا رغبتي !
تأخذ السيجارة قامة مسافة تطول ؛ تأخذ شكل طريق يلتوي ويوهم أن ينتهي ؛
لن تنتهي السيجارة سألوذ بكاس بائسة لأغلب طول الدخان ؛
أنا المغلوب على أمره في حبك ...
أُوُلِي صمتي شطرَ وجهك الحرامِ ؛
ما ألذ التبغ الرخيص في غيابك ؛
ما ألذ الليل وأنا أتخيله يُمطر بين نهديك ؛
سأعترف إني قليل البلاد؛
البلاد بدونك بلا ثورة ولا انقلاب ولا شهداء ؛
كم البلاد بدونك مستعمرة للغباء ؛
كم هي قصيدة عمودية لا تحتاج حتى شرطي مرور؛
دابة حزني تجتاز العروض دونما عكازة الرهابنة ؛
قولي كم الله حزينا بلا أنثى !
قولي كم كنت بلادا وجعلوك منفى!
لست حزينا من أجلك؛ لست حزينا من اجلي ؛ هل فكرت معي في شأن أحفاد مسافتنا ومستقبل دمعتكِ؟
مازلت سيجارتي تشتعل ورمادها لن ينطفئ؛
ما شأني والعزلة؟

                                            قفصة 25/07/2011

 

 

 

 

 

 

 

                                  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                  واقف  في الممر بيني وبينك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لو ..
والظل يستدرج ذبابة الصخب إلى حتفها عند مفترق الصمت
الليل قليل هذه الأيام ليس بحكم الطوارئ
كان الهواء يتفسح في ضحكة لامرأة تتظاهر بالنسيان على حافة روحها
وتعلك لبان حزنها نكاية في الوقت
كانت تعري الأيام من ملابسها الداخلية ؛
توقظ العمود الفقري للوقت
وتجلس على الرصيف تقشر الشمس للعابرين ..
الكلام حلوى يوزعها الفضوليون على المارة
كان الرصاص أيضا حلوى
لو ..
والعاطلون عن العمل لن يتوقفوا عن الأمل
والخارجون عن النظام يعددون الفوائد النفسية للفوضى
قيل وقتها إن عاشقين انتحرا بفعل الحب
قيل أيضا إن دراجة هوائية خرجت للتظاهر ضد غباء الطقس
قيل بما لا يدع مجالا للشك إن جنازة الذبابة كانت السبب في حرب أهلية
ها أنا ذا عند الطريق الرابطة بين شمال وجنوب قلبي
وكإجراء وقائي سأعلن حظر الجولان في دمي
معطوب بدونك ؛
مغدور في غيابك؛
محجوز في انتظارك ؛
ممسوس بالحزن في الطريق التي تؤدي إليك؛ ما أبعدها الطريق التي تؤدي إليك ؛
مهدود ابحث عن حرف له مقاسات لفتتك ؛
واقف في المهب عند الحافة بيني وبينك سوف أشيد في الغياب بيتي من هذا الفراغ
أشوفك ؛ أبصرك ؛ أراك غيمة من بين ستائر ضباب يهبط كثيفا ..
ألمسك ؛ أمسك؛ أتحسسك تضاريس على هيئة ماغما بركان نائم في الدواخل ؛
..
أشمك ؛ أتشممك رائحة أدغال برية قبل فصول التكوين ..
أتذوقك فاكهة غابات بكر تغتسل بأمطار باردة ؛
أصغي إليك ؛ أسمعك تراتيل كهنة أزمنة الأساطير..
أهجس بك ؛ أحدس إنك تمدُّدّ ُ حواسي بين أصداء المكان وحواشي الزمان ؛
أنتظرك أترصدك ؛أطاردك أقع في فخاخ كمائني التي نصبتهالك أطاردني فيك
أهوى من غيبوبتي عبر أرجوحة ضحكتك ؛
أرددك ؛ أتنفسك ؛ أكونك ؛
أتهجاك أبجدية بأكثر من لغة ولا معجم يسعها ؛ أترجمك لغات أخرى للطير و أترجمك طلاسم سحرة أساطير الوثنيين وأنشدك مدائح للنور ؛
أشرحك تأويلا أخر للصمت ؛ أقشر ضحكتك وأغرق في جداول بهجتها ؛ ألبسك وأتعرى لك
أخشع فيك ؛ أدركك لحظة هاربة من الزمن؛
أتعثر بي فيك ؛ أتسلق صوتك عسى أن القاني على مقعد في حديقة حلمك ؛
أتنزه في نظرتك لأراني خارجا مني في اتجاهي أليك ؛أ هتف بك وأتلعثم
غير إني أتداعى
من شغفي
في لوعتي
من فرحتي
في شجني
من عشقي
في جنوني
ومن دهشتي
كان صوتي منفى ..
جاهز تماما للرحيل
ثمت محطة وحيدة
قطار وحيد
طريق وحيد
وموسيقى تعزفها الريح آتية من جهة رائحتك ؛
كان من الممكن ان
تعدي لي بين رفوف صمتك غرفة للعناية الفائقة
كان من الممكن أيضا
أن تجرحي الوهم بضحكتك ..
لو
قشرتني فاكهة للنار
لو منحتني للعابرين ناي يوجز الطريق ..
لوعرفنا الطريق للمنفى منذ زمن
ايها المنفى انت ِ طبعا

                                    قفصة 15/08/2011

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                       إني المتأخر دائما

 

 

 

 

 

 

يسبقني التلاميذ إلى ضحكة منسية خلف الباب
يسبقني عامل التنظيف البلدي المسن إلى شارع غسل
سترته في أحواض دموع سكارى آخر الليل
يسبقني الصباح إلى موعد مؤجل في القصيدة
بائع الصحف اليومية وهو يروج لحرب لن تندلع كان قد سبقني هو أيضا
يسبقني ظلي إلى حيث ينتصب عموديا
تسبقني سلحفاة ابني الصغيرة
يسبقني الاطفال الى نهر عند أعلى الفرح فاض من حلمي
إني المتأخر دائما وهو أمر لا يزعجني
لن يسبقني أحد الى امرأة تهبني الصباح كل لحظة متجددا

 

 

                                      تونس 10/05/2010

 

                                                        

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                              

 

 

 

 

 

 

                                        مطر خارج الفصول

 

 

 

 

 

 

 

 

وَأَنْتِ تَسْتَلْقِينَ عِنْدَ مَدْخَلِ الَّليْلِ جَنْبَ صَمْتِي

كَانت عَيْنَاك؛ السَّمَاءَ

وَقَمَرٌ طَائِشٌ يَهْتِفُ فِي أَنْحَائِهَا ثَمِلاً .

قُلْتِ : أَلَنْ تُمْطِرَ الليْلَةَ؟

كَانت السَّمَاءُ صَافِيَةً دُونَ أَدْنى شَكٍّ.

رَأَيْـث العُشْبَ يَسْهَرُ عَلَى إِيقَاعِ شَهْوَةٍ تَتَوَهَّجُ

وَأَحْوَالُ الطَّقْسِ الحَارِ تُطْفِئُهَا .

كُنْتُ أُمْطِرُ فِيكِ .

 

 

 

 

                                       طرابلس 20/11/2010

                                                      

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                     يوم الأحد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في الأحد المتبقّي من الأصابع
على هيأة فكرة عند طاولة
قبالة ظهيرة
لم يُعدَّ لها سكان الصمت المجاور
حديقة تقلِّل من مزاج سيء السمعة .
الأحد المتدلّي من حبل غسيل يُجفِّفه
الضجر ا لعاطفي,
وحماقات الانتظار ,
يردد جزافا ’’عما يتساءلون’’ يمشي عشوائيا في اتجاه ؛كيف يتساءلون ؟
ما الداعي ليوم قيامة آخر يسيل من بين ركبتي طفلة تدشّن أنوثتها بالبكاء الأحمر فجأة؟
الأحد الجالس على كرسي هزَّاز عند شرفة تطل على المكر العائلي ؛
الجالس على رصيف شارع لم يزرِّرْ سترته يمشى عكس الدورة الدموية ؛
يمشى إلى آخر زقاق في العزلة ؛
الجالس كبوذي على حافة الإفلاس الروحي
يربت على كتف طقس منشغل بتسوية شؤون تقاعده المبكر ؛
الجالس على ركبة امرأة خرجت تتشمس في الذاكرة
كإله في المنفى
كوردة لم تتفتح في كورال عطرها
الأحد مبتور الساقين؛
يخرج للتنزه على هيأة فكرة تستحم في مسبح نظرية الفوضى
ليس شماتة في التوقيت الإداري
ليس نكاية بربطات عنق تورطت في عقدها
ليس تشجيعا لألوان لن تكتمل قوس قزح بعد صفارة الحكم الفيدرالي
لعله الهواء وحده يصلح لمغازلة النساء اللواتي
يطلع النهار من تعثُّر الماء في نظراتهن.
من المفترض
أن يعود الرعاة
بسلال مملوءة بالخلاء؛
والبحارة بحدائق ضوء تدافع عن عزلة الدلافين
من المفترض
أن يجلس الظل يرتق المسافة بين فردة حذاء مهملة
وأخرى مافتئت تتأنق في حبسها خلف فترينة .
من المفترض إنه يوم وطني لأداء الواجب الجغرافي وانتخاب الهواء بدل
توريث الكلام
والرقص بالمقلوب !
يأتي يوم الأحد بشق الأنفس ,
يأتي من ملل سترة
من بكاء أبكم
من جدار أعياه عرق العاطلين
من مفترق السؤال عن رغيف الفرن التقليدي
من بطانية يلوذ بها حلم المغتربين
من زيت الزيتون تعده ربة البيت لصغيرها المستعجل دائما إلى مدرسة تغلق أبوابها برتاج بيداغوجيا فارقة.
يجلس الأحد حذو الجسر يلهو بأعضاء السراب
ليس لأنه الأحد
أو ربما كان يوما آخر يشبهه
يوم لا يعاني برد المفاصل
يوم أقصر من سلم بين قرطاج وروما
أقصر من ترتيبات لقاء أخير بين عاشقين بلا ركلات ترجيحية .
أقصر من تهريب ’’ ألف ليلة وليلة’’ إلى بورتبلات صبية القرن المراهق
أقصر من دخلة عروسين على غربتهما
من المفترض
إنه يوم خارج التاريخ
بلا نكد رسمي
بلا مهام حزبية
بلا أوهام ايروتيكية
فقط ..ثمة واحد وعشرون جراما زائدة
كل ما جاء في بالنا أن في الحياة يوم أحد متجدد !

 

 

 

 

 

                             تونس 15/05/2011

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                       الطائر في عزلته

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

طالما فكّر لو كان بإمكان يديه
أن تُعدَّ الحزن نهرا لا تدلُّ الندم القاسي على منبعه,
حيث الحصى يختبر الفقدان ؛
أو يمنح النيلوفر أختام الملوك,
أو يسمِّي الصمت موالا لغرقى اعتقلوا وجه البياض !
طالما فكَّر لو كان بإمكان يديه
حيث فوضاه كراسي تلعب النَّرد ,
قد بعثرت النسيان في مشهد فيلم ل ’’ ايستوود’’.
واقف في منتهى خيبته يعلو رؤاه
ويرى من فوق سطح البيت
سريالية تمشي إلى صفصافة يرتع سنجاب حواليها يعصر الضوء .
تمرُّ البنت عجلى ؛
ويرى لفتتها تخفق أسماك سلامون بلا أجنحة ,
توقع صيادين ضاعت بهم سفنهم ,
والنهر ما ضاع ..
طالما فكّر أن ينسى تماما ؛
يُكسر الفانوس ,
أو يطفئ شمس الذاكرة
والمطر العالق في القلب
وأنباء الغيوم
وفم الريح
ولن ينسى قليلا ؛
يغلق الباب وموسيقي الشبابيك
وضوضاء الممرات ,
يُغرق الوردة مدقَّات بلا عطر ؛
ولن ينسى أخيرا .
ناوليه شالك الأزرق دوريا شقيا؛
ناوليه كفك / الماء فِراشا لاحتراقات الجسد؛
هات انشغال السَّرو بالظلِّ وبالضلِّيل ينأى في الأعالي ؛
هات كورال ذراعيك نشيدا وطنيا ,
وأعدِّي الشاي بالقرفة والحبق البرّي.
كم يلزمه من غلطة أخرى
وحبلٍ يتدلّى ضحكة للناجين من سيرتهم .
لو لم تكن قهوته سوناتة نثرية !
لو لم تكن جلسته جوراسية !
لو لم يكن جوربه تجربة الإخفاق !
واللغو بطانية في نزلة السرد
كما النحو ايديلوجيا تصنع بيجاما لحلم الفقهاء ؟
واقف في منتهى خيبته
يدَّخر الحزن لأيام الضحك
-
طالما يتبع أغراب الرؤى لن يستقيم-
لن يفيد الجري وراء العرق النازف من خاطره
لن تنفع اللوعة أيضا واحتياطي وهمه .
واقف ضد الطمأنينة
والموجِ على الساحل لا مرئي ويخضرُّ جريحا
ضد حزن خاسر ؛
ضد نهار يحرس الوقت كسمسار كسول
ضد موت بارد
ضد عصا حكمته
ضد مشاريع هواه
ضد ما لا لبس فيه ورجال وقعوا أسرى حروب لم تقم
ضد نساء يتهيأن لفعل الحب في الليل فقط ؛
ضد أٍرشيف الخيانات.
طال ما لبس فيه
طال ما أهمله من شجر العليق يكسو درفات الوهم
يفلى سقف الروح
يقفو عزلة الطائر يعلو في سماه
ذلك الطائر يرفو بجناح الوعل
قمصان الهواء .
طائر مشتعل
لو كان بالإمكان..
                        
سيت فرنسا/ المنستير قفصة تونس
                                                                                                                                            
صيف 2010

               

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                     

   

                                            صباح يؤنث النهار

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مرحٌ يتدلَّى سريرا
كأجنحة تتسلَّى مبلَّلة بنوازع غبطتها .
ويُشاغب ظلَّ عجوز يُلاحق غيمة سيرته ,
يتسلَّق دالية الضحكات ؛
لقامته أبد الفرح الثمل يعرك الموت ,
أوَّل هذا الرذاذ كمنجات ضوء
وأرجوحة توقظ البنَّ,
أو هكذا يخلع الليل سترته امرأة تتمشَّى الهوينى على حافة الشهوة البكر بين ممرين ينتهيان إلى حجرها ,
بينما الظل ُّ يفتح منعطفا حيث يرقد في غمغمات ا لندي رجل يرفو بأصابع مهجته ذاكرة الغابات وثرثرة الصبيان ...
صباحٌ
يطيِّر أجنحة الحلم
يُلقي التحايا على حجل الشرفات
يؤنث قلب النهار
يُشمِّس ظهر الممرات
أو يرتق الانتظار ؛
يهيئ كراسيه لدلافين تأتي مبكرة
قبل حشرجة الماء
قبل اغتيال القرنفل
قبل صحارى الشغب
يتدفق من نظرة متثائبة
ويهيئ كراسيه لغرباء مضوا دونما سفر
لحديث بلا سبب
لهواجس ابعد من عنفوان الحنين, اقل من الحزن
كان الرصيف يدلل عري النهار
وهو يداعب حلمة منتصف الشمس
تغوي الصباح ؛ يغير جلسته...
رأيت الهواء يغير فستانه.                                                 صيف قفصة 2010

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                      معزوفة هايدن

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لم يكن في حاجةٍ ليبرر فرحه لأحدٍ.

يُصدِّق حواسّه,

ويمضي في اتِّجاه صوتها .

الماء وهو يهبط من الأعالي يكنس أزقة العتمة بين يديه ؛

ويزيل صداع المسافة ؛

كأصابع كفٍّ تلوِّح من بعيدٍ عبر الغياب ,

كأنامل أثملتها معزوفة هايدن , ضيَّعت مفاتيح السلم الموسيقي

كأظافر مطلية برغوة الشهوة ...

كان صوتها ؛

غبطةَ السلاميات تكتب اسمه في الهواء

أو تبرِّر فرحه للجميع ِ

 

 

                          ب...   في ../../..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                             

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                             الفوضوي الأخير

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بلا سببٍ
ستخرجُ من منازلك الجديدة
ترتقي بخطاك سلَّم غيمة ورقيَّة
وكعادة الفقراء تنام مضطجعا يديك
وفكرة تنزِّه شجرا على وشك التمرُّد
عاريا
كخطيئة خرجت تشمّس ظهرها
كنهاية اختصرت خواتمها .
خرجت إلى الخلاء تضيع منشغلا ؛
ستترك غبطة البجع المرقَّط
يفتح الشرفات أشرعة تطير
ستترك الجدران تحلم وحدها
وستترك الأبواب ذاهلة
وأشياء التفاصيل الصَّغيرة

 

 

 

 

 

 

بهجة السجَّاد؛ موسيقي سترافنسكي ورائحة الشراشف بعد فعل الحب ؛ منفضة السجائر ؛ زرقة الموسلين يصنعها الحنين بحيرة ؛ إيقاع موال الفراغ ؛ شهود ثرثرة الأرائك ؛ خفَّة كائنات المسا الثمل وأروقة النزوات ...
تترك كلَّ هذا بلا أسف
وتخرج حافيا
حسنا
وماذا بعدُ
يُشرعك الغياب طعنة خنجر حمَّته شموس الظهيرة
هكذا يتوهَّج النسيان فيك حماقة أخرى
تفتح الفوضى على كل ِّ احتمالات الغواية
والمهمُّ الآن أن تتنفَّس العشب المبلَّل بالحياة
يُبارك الألم الرشيد خطاك ؛ كم تتلعثم الطرق السويَّة في خطاك
تُديم طول الجوع ثمَّ تُميته
وتُعدُّ أعضاء التراب لغربة أخرى تُرمّم في البلاد حروفها الأولى
صباح الخير
يا فوضاك وهيَ ترتِّب المنفى
صباح الخير يا منفاك
يا وطن القصيدة

 

 

 

هكذا شنفرت عروق الماء
وأودعت الهواء جنون سيرتك المريبة
حيث قمت هناك شاهدة لقبر في الأعالي
حيث ظلك قامة للريح
حيث شقاء روحك زرقة منهوبة اللون في لوحات فان غوغ
بحرص زائد تختار ساعة حزنك اليومي
توقظ حاسَّة العتمات
ترسلها حديث رعاة آخر لغط ما في الصمت
تنشرها قمصان سيدةتبللها سلالم موعد في الحب
محتفلا
ستعلن في العموم بدابة العصيان :

 

 

 

 

                                                 بلا تاريخ ولا مكان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                              كمن يدَّعي خطايا ليست له

 

 

 

 

 

 

 

أخطئ إن قلت إن حذائي رصيف

ورأسي خزنة لمهملات يوم يسحبه سيزيف إلى أسفل الضوء

ودولاب لثيابي الداخلية المتّسخة

أخطئ إن قلت إن موتي  فاكهة لحفلة الأصدقاء واختبار الضحك

أخطئ إن ادّعيت إن حزني بلاد عند منتصف العلم

تقاسمت الايدولوجيا والتراب دمي

أخطئ إن قلت إني وضاح النساء

غاية ما في الأمر

إني تعودت البكاء بعمودي الفقري

أخطئ إن ادعيت إني قليل الحياء فتصدقت بجورب مثقوب لنهار يتسوّل مؤونة الليل

بلا طائل

أخطئ أن اعترفت بما ليس لي

 

 

 

                               شتاء 2009

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                        

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                             محمــود درويش

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مِنْ عَادَة ِ الُّلغَةِ الشَّفِيفَة أَنْ تُخَفِّف مِن جِرَاحَاتِ الحَصى؛

مِنْ عَادَةِ العُشَّاقِ أَنْ يسْطُوا عَلَى الآَتِي

وَ

مِنْ عَادَاتِكَ التِّرْحَالُ منْ لُغَة إِلى

وطَنٍ إلى

جُرْحٍ إِلى

حَبقٍ  إلى

موتٍ إلى

مَنْفى..

مسَاء الخيْر يَا مَحْمُودُ:

هَلْ هَذَا اسْمُكَ الْحَرَكِي؛

لِتُنْقِذَ زَهْرَةً مِن عِطْرِهَا ؛

لِتَذَكِرَ امْرَاَةً بِأُنْثى في خُطَاهَا ولَفْتَتِهَا؛؛

خَذَلَتْكَ رَائِحَةُ الحَبِيبَة فاعْتَلَيْتَ مِنَصَّةً في الغَيْمِ

تَكْتُبُ مَوْتَكَ العَلَنِي بِقَتْلِ الانتِظَارِ

بِحِبْرِكَ السرِّي

وَتَصْفِيَةِ الحِسَابِ منالنِّهَايات المُمِلَّةِ

هَكَذا؛ رَتَّبْتَ كُلَّ لَوازِمَ السَّفَر الجَديدِ

وَ قُلْتَ كَفَى أنا

حَيٌّ هُنا...

حَيٌّ هُنَاك ...

أَنا هُنا ..وَهُنَاكَ

دَرَّبْتَ الكَلاَمَ عَلى التَنَفُّسِ في المَضَائِقِ والأَعَالي؛

أَيُّها المُتَمَرِّدُ... المُتَأَنّقُ...  المَلِكُ... الُمَشَرَّدُ..  يا نُبوءة جُمَلةِ الشُّهَدَاءِ .

مَنِ سَيُصَدِّقُ الكَلِمَاتِ بَعْدَ الآن؟

مَنْ سَيزْرَعُ في القَصِيدَة قَلْبَهُ ؟

كَمْ مَرَّة كَذَّبْت جُرْحَك وانْشَغَلْتَ تُعَتِّقُ المَعنى تُرَبّي في تَشَرُّدِنَا الأَمَلْ.

كَمْ مَرَّةً جَهَّزْتَ مَمْشَى في الْمَجَازِ يُؤَدِّي إلى ضوء يُدَشِّنُ كَرْنفالات المَطرْ.

كَمْ مَرَّة

وَلَك البِلاَدُ فَراشَةٌ والأرض بوصَلَةٌ

بِوِدِّكَ الآن أَن تُرَمِّمَ فَتْحَةً في قَلْب هَذِي السنديانة فهْي

ظِلُّكَ للأبدْ

 

 

 

 

                                صيف 2008

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                          صباحات خارج الدورةالزمنية

 

 

 

لأًمْرٍ يَعْنِيهِ يَخْرُجُ الصَّبَاحُ

كُلَّ يَومٍ مِنْ حًيْثُ لاَ يَنْتَظِرُهُ أَحَدٌ

الذِينَ خَرَجُوا بِدَوْرِهِم لَنْ يَسْأَلُوا

لِمَ يُبَكِّرُ الصَبَاحُ كَعَادَتِه

قَبْلَ التَّوقِيتِ الإِدَارِي

وَقَبْلَ أَن يَسْتَفِيقَ العَلَمْ

لَنْ يَسْأَلوا أَيْضًا

لِمَ يَجلِسُ الصَّبَاحُ عَلَى مَقْعَدٍ فِي الْحَدِيقَةِ

وَيَظْفِرُ بِنَظَرَاتهِ نَزَقَ الحَجَلِ

وَيُعِدُّ سِلاَل القَهْقَهَاتِ يُوزِّعُهَا عَلى أَطْفَالِ المَدَارِسِ .

الذين خَرَجُوا

هَؤُلاَء ؛ ليس أولئكَ

سَأَلوا فقط لِمَ يَخْتَفي الصباح مُبَكَّرًا ؟

 

 

                        بلا مكان ولا تاريخ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                   فخاخ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لايكفُّ عن تدبير مكائد بالفرح
يُهرِّب الأشجار للموتى
يهب الشعراء طين صرخته
يغسل المساءات بأهات خطواته
وما ينزف من صمته
لا يكفَّ عن تدبير مكائد للفرح
غير إنه يقع في فخاخ الألم

 

 

 

 

 

                                 شتاء 2010

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                           الجرح

 

 

                

 

 

لم يكن عميقا ؛لا لون له ؛ لم يكن مفتوحا ؛لا شكل له ؛ ليس ثمت من شيء يدل عليه . كان ينظر بعينين متألمتين ذلك الجرح في عمق الروح.
جمرة اللوعة
لسنوات طويلة ظلَّ يبذر أكفَّ الأطفال بسمات
يُسرج أحصنة الريح للمراكب
يقشِّر الغيم لنساء اليأس
لسنوات اخرى ظلَّ يعزف الليل مقطوعات رعوية لسكان المدن
يخلع على العشاق سترته
يحجز للبلاد سماء في دمه
كبُر الأطفال
عادت المراكب محملة
تفتحت نساء اليأس مزاهر
خرجت البلاد تتفسح مع الخونة
ومازال هو كعادته يوقد النار بجمرة لوعته

 

 

 

 

 

                                           خريف 2010

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                            

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                                      نبوءة

 

 

 

 

 

 

 

 

لِي
نُبُوْءةُ الطَّائِرِ الْجَمِيلِ الْذِي مَاتَ فِي السَّمَاءِ و
لَمْ يَسْقُطْ
نُبُؤءَاتٌ أَتْلُوهَا مَزَامِيرَ لِلدّهْشَةِ
تُهَاجِرُ بِي مِنْ أَزْمِنَةِ الْفِقْدَانِ
إِلَى مُدُنٍ أَفْتَتِحُهَا للِطَيْشِ
أَبْوَابُهَا مُشْرَعَةٌ لِحَمَاقَاتٍ أُخْرَى
اَشَيِّدُ فِيهَا أَبْرَاجًا ممِنَ الرِّيحِ
أَعَالِيهَا شُطْآَنَ الْغِبْطَةِ
لِصَوْتِي
قَامَةُ الصَّمْتِ فِي مَدِينَةٍ اخْتَلَس َ الْغُزَاةُ صَبَاحَاتِهَا
وَأَضَاءَتِ الْفِتْنَةُ مَسَاءَاتِهَا
صَمْتُ بُكَاءِ الأَنْهَارِ وَهْيَ تَسْتَدْرِجُ
الْقَتَله إِلَى جَنَائِزِهِم عِنْدَ الضِّفَّةِ
جَاهِزٌ كَمَا يَنْبَغِي للضَّحِكِ
أَغْدِرُ بِأَحْزَانِ
خََذَلَتْني حِينَ تَعَثَّرْتُ بِالْحُلْمِ وَأَرْسَلْتُ
إلىَ سَمَاءِ مَهُزُومَةٍ فَيَالِقَ أَنْجُمٍ
وَجَعَلْتُ لِلْفَرَاغِ أَرْجُلٍ
أُمَجِّدُ لَغْوِي
وَاُقِرُّ فَوْضَايَ دُسْتُورًا بِلاَ فُصُولٍ
سَأُلَمِّعُ حِذَائي بِحْكْمَةٍ نَاصٍعَة الْبَشَاعَةِ
لِتَأْخُذَنِي إِلَى خَطَايَا
تُتَوِّجُنِي مَلِكًا
تَاجُه الْجُنُونُ
صَوْلَجَانُهُ الشِعُرُ
و
حَاشْيَتُه
ا
ل
ر
ي
ح

هَاتِ نَبِيذَ ضِحْكَتَكِ
وَاهْتَدي بِي
أَو
اسْفَحِيِ رُحِي كُؤُوسًا تُتْرِعُ مَسَاءَات بَلَدٍ
يَغْتَالُ الشُّعَراءَ وَالزُّهُور
أَرْتَجِفُ بِكِ فِي الْغِيَابِ
هَاتِ صَوْتَكِ فِي غَيَّابَة ِ النِّسْيَانِ
قُطْعَانَ أَيَائِلَ هَارِبَةٍ عَبرَ الَّليْلِ
مَوَاوِيلَ فِضَّةٍ تَهْطُلُ فِي أَصْقَاعِ
المَتَاهَةِ أَعْرَاسَ ذُهُولٍ

لِي
نُبُِضاتِ دَلِكَ الطَائِرِ الجَمِيلِ
الْذِي حَط عَلَى مَضَاءِ نَظَرَاتِكِ
وَمَازَالَ فِي السَّمَاءِ يَطِيرُ
نُبُوءةٌ أَتَوَهَّجُ بِهَا فِي النِسْيَانِ
أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ الْعَاشِقَ الْمَنْسِي فِي الْغِيَابِ
لأَخُتَبِرَ حَوَاّسَ الْحَيَاةِ فِي جَسَدي
هُنَا لاَشَيْء يَدُلُّ عَلَيَّ سِوَاكِ
هُنَا لاَ شَيْءَ يَسْمَعُنِي
يَهْجِسُ الْفَقْدُ بِي
وَالْوَقْتُ أَعْتِقُه مِنَ الدَّوَرَانِ الأَعْمَى
كَمَا أَعْتِقُنِي مِنُ جِدِيَّةِ بَلْهَاء
كَاُطْرُوحَات فَلْسَفَة ما بَعْدَ الُحَدَاثَةِ
و
يُعْجِبُني مِزَاجِي
يَتَفَقَّدُ الصَّبَاحُ وَجْهِي بْمَاءٍ كَانَ يَحْلُمُ بِكِ
سَاُدَخِّنُ سِيجَارَتِي الأُولَى مُرْتَكِبًا مَعْصْية الْحَيَاة
رَغْمَ تَوَاطُؤَكِ مَع الْمَوتِ ضِدِّي ؟؟؟.

تُرَى هَلْ كَان َ مِنَ الْمُمْكِنِ
لَوُ لَمْ أَرْتَجِفْ بِكِ فِي الْغِيَابِ
أَنْ أَفْتَتِحَ مُدُنًا للطَّيْشِ
وَاُعِدُّ
اَلْمَقَاهِي ….الأَسْواقَ ….الْمَحَطَّاتِ الْعُقُولَ…مَجَالسُ البرلمانات القلوبالبنوك…الخ
حَلَبَاتٍ للرَّقْصِ الجَمَاعِي
وابتِكَار موسيقى بِلاَ نوتَاتٍ
فقط
لأَنَّني أرْتَجِفُ بِكِ في الغِيَاب ِ

 

 

 

 

                                    ما بين خريف وشتاء 2009

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                              أصـــــــــوات الرصيف

 

 

بينما الدهشة تحبس الوقت في لفة الهذيان ..

اتسع لمزاج الصباحات الغريبة وأعود بالنهار إلى مساءاته سالما؛

..اتسع ضاحية لأغنية مزقت نوتاتها الريح وأعيد جدولة أحزان الممسوسين بحب المعرفة
كنا اكثر من ثلاثة وأقل من اثنين نركض في الموسيقى ونشد من أزر الهواء
ضيقة كانت  الأرض حين عبرنا الطريق المؤدية إلى حوار الكراسي في حانة تضيئها أحزان السكارى
كنا نعدُّ أزرار المكان ونخطيء
فنبكي
ونشعل شمعة فوق فكرة مشغولة بتفكيك فوضى زوربا
كل ما علينا في الحساب ديون عاطفية سنسددها خطايا دفعة واحدة
تتمدد الحافة لإقامة بلا تأشيرة
كنا بحاجة لقبعة اسكافي وخبرة مسمار لننتعل الأرض حذاء الغياب السميك
ونركض إلى جهة تنشف فراغها من عرق العابرين
للتذكير فقط
ليس الليل رصيف النهار
بينما يصير اللقيط شارعا طويلا يعلن العصيان بمنعطفاته الحادة
يصعد الشارع النهار عموديا ويذكر عمـال التنظيف البلدي بحواسه
نحن بداية المفترقات ولا معنى نتخذه مأوى عند كل مفترق
ضيقة الارض وعكازنا التيه
أما السفن التي أضاعت طريق التوابل ستقتفي أثر الإبل في لامية الشنفرى والنصوص المتمردةعلى الأجناس..

 

 

                                                     ..... في .../../..

 

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !