كتاب الأسلحة الذكية
تقديم
يقول احد المفكرين:
مرّت البشريّة عبر تقدّمها بثلاث موجات.
الموجة الأولى:هي الموجة الزراعية. في هذه الموجة كانت الأرض هي مصدر الثروة، ودليل القوّة. من يملك الأرض، كان يحكم. فسيطر الملوك والأمراء على الأرض فحكموا الشعوب والبشر.
أما الموجة الثانية: فهي الموجة الصناعيّة. بدأت هذه الموجة منذ القرن السابع عشر. شكّلت الآلة والمواد الأوليّة، مصدر الثروة لهذه الموجة. وبدا رأس المال ضروريّا للحصول على المزيد من الآلات. بدأ الغرب هذه الموجة، وسيطر على الآلة، وسيطر على منابع الثروات عبر المستعمرات التي احتلّها. خاض الغرب استنادا إلى وسائل هذه الموجة، حربين عالميّتين، استعمل في إحداها أكثر الأسلحة دمارا، ألا وهو السلاح النووي.
أما الموجة الثالثة:فهي الموجة التكنولوجيّة. في هذه الموجة تأتي المعرفة والمعلومات في المركز الأول كمصدر للثروة. وحلّ الفكر بشكل تام مكان القوّة العضليّة. وبالتالي، كان لكل موجة تأثيرها الخاص على التطوّر البشري. وكان لكل موجة وسائلها، ولغّتها الخاصة.
المنجل في الموجة الزارعيّة، مقابل الحاصدة الآليّة في الموجة الصناعيّة، مقابل الغذاء الكامل عبر حبّة من المختبر الغذائي في الموجة التكنولوجيّة.
الخنجر في الموجة الزارعيّة كسلاح، مقابل البندقيّة في الموجة الصناعيّة، ووصولا إلى الليزر في الموجة التكنولوجيّة.
أنتجت كل موجة مجتمعها الخاص، وعلى شاكلتها. اغلب أفريقيا حاليا، لا يزال يعيش في الموجة الأولى. الشرق الأوسط، يعيش الموجة الصناعيّة. أما أميركا والعالم الغربي، فهو انتقل وابتكر الموجة التكنولوجيّة. إن حلول الموجة الثالثة، لا يعني إطلاقا أن الموجات الباقية قد زالت إلى غير رجعة. ففي أميركا، قائدة الموجة الثالثة، لا نزال نرى ظواهر الموجات التي سبقتها. لكن الفرق يبدو، في أن أميركا، قد زرعت نتاج الموجة التكنولوجيّة، في وسائل وعتاد الموجات السابقة، خاصة الصناعيّة. فأصبحت مثلا الطائرة والتي كانت من الموجة الصناعيّة، مجهّزة بكومبيوتر يشغّلها وهو من نتاج الموجة الثالثة.
وسوف نتناول في هذا البحث الحقائق العلمية، والمعلومات المتوفرة في الموجة الثالثة، وخاصة الذخائر الذكية المستخدمة في الحروب القادمة وتقديم بعض المعلومات عن بعض الدراسات التي فرضتها المتغيرات والتطورات العلمية والتكنولوجية الحالية،والبحث عن بعض الحقائق التي يبشر بها خبراء الإستراتيجية العسكرية لحروب المستقبل والتي تتضمن في مجملها ان الحروب القادمة لن تكون حروب تقليدية، إذ ستحتوي على أسلحة ومعدات متقدمة جدا قد تفوق الخيال العلمي وستؤدي إلى تقليل الحاجة إلى البشر، وستصبح الأسلحة التقليدية الموجودة لدى معظم دول المنطقة عديمة الفائدة، باستثناء إسرائيل خلال السنوات العشرين القادمة.والحقيقة أن من يبحث في مثل هذا الموضوع يتولد إليه شعور وإحساس عميق بالقلق حيال فاجعة ممكنة تواجه البشرية والمنطقة.
الى الكتاب الذي يشتمل على دراسات وصور حديثة جدا لتلك الاسلحة .
http://www.4shared.com/document/4m6x5__Z/__online.html
.
التعليقات (0)