كتاب : حياتي مع طالبان لعبد السلام ضعيف

 كتاب:حياتي مع طالبان لعبد السلام ضعيف 

كتاب يروي السيرة الذاتية لاحد قادة حركة طالبان الافغانية المتطرفة وسفيرها في باكستان الملا عبد السلام ضعيف،وهذه الطبعة العربية الثانية في عام 2015 وهي مليئة بالاخطاء سواء من ناحية الترجمة او المطبعية! وهو بقلم محررين من الغرب(غير مذكورة جنسياتهم!) مع مقدمة لهما ولكتاب اخرين … الكتاب ضعيف على اسم صاحبه ! بمجمله ولولا المعلومات المتوفرة فيه لفقد كل قيمة له،فهو يذكر تفاصيل حياته وجهاده ضد السوفيات والحكومة الشيوعية الموالية لهم كما يذكرا تفاصيل نشوء الحركة بعد سقوط النظام الشيوعي عام 1992 وانتشار الفوضى والقتل والسرقة والفساد بين المقاتلين السابقين واخرين حتى اصبحت تلك الفوضى الدموية دافعا للمتشددين وهم في اغلبهم لم يكملوا تعليمهم الديني مما جعلهم فريسة سهلة للتفسيرات المتشددة للدين والتي تمتاز بضحالتها مع القسوة اللا متناهية مع الخصوم وكل من يرفض الخضوع لاحكامهم المتشددة،ويذكر تفاصيل ذلك ولكنه يتجنب ذكر كل الاخطاء الكارثية التي قامت بها تلك الحركة الارهابية المتخلفة من منع تدريس البنات في المدارس وعدم السماح لهن بالعمل كما لم يذكر التطرف الطائفي والعرقي المشين وبخاصة ضد الاقلية الشيعية التي تشكل ربع سكان البلاد والتي عانت بشدة من الاجرام المتسلسل لتلك الحركة ومن يؤيدها،ولم يشير الى تلك الفترة بالتفصيل لانها تكشف حجم الجرائم المرعبة ضد تلك الاقلية وبقية الفئات الاخرى ولم يذكر سوى حادثة واحدة في تدمير الابار وتسميم المياه اثناء الحرب مع الشمال،ومع انه يذكر تفاصيل تلك الاحداث في الجنوب الا انه يشير الى تقدم شمال البلاد عليه في كل شيء عندما عين في مسؤولا في مدينة هرات …ذكر تفاصيل حادثة تدمير الآثار في باميان عام 2001 المقدسة لدى اتباع الديانة البوذية ورفضهم بهمجية فارغة كل المساعي الدولية للحيلولة دون تدمير تلك الاثار بحجة انها مخالفة للدين وهي تماثل الاعمال الهمجية للتنظيم الارهابي الاخر داعش والذي يماثله بالفكر والسلوك ولا يختلف عنه سوى بالاسم فقط…

يذكر عبد السلام ضعيف تفاصيل حياته في باكستان بأعتباره سفيرا ويعادي تلك البلاد بشكل مثير للاهتمام لانها لم تقف مع الحركة ضد امريكا وكونها احد ادوات الهيمنة على افغانستان،كما يذكر تفاصيل اعتقاله وتسليمه للامريكان ونقله لمعتقل غوانتانامو وبقاءه اربع سنوات ورغم ذكره للتصرفات الخاطئة للسجانين والمحققين الا انه يتجنب المقارنة عما كانت تفعله حكومة طالبان قبل وبعد سقوطها عام 2001.

مشاركة الملا ضعيف في حركة طالبان الارهابية تبيح للحكومة الافغانية او للقوات الامريكية اعدامه ولكنها اطلقت سراحه ليعيش بأمان في كابل! ويهاجمهما معا ويقارن بين الرئيس الافغاني السابق كرزاي والملا عمر ويعتبر الاخير مستمعا جيدا والاول متحدثا لا يستمع ولكنه يعتبره طيب دون ان يذكر جرائم الملا عمر صاحب الوجه القبيح والاعمال الشريرة .

الكتاب ليس محاولة لاعادة تقييم الاحداث والشخصيات بل الدفاع عن السلوكيات المنحرفة والتفكير السطحي المتشدد رغم آثارها المدمرة على المجتمع الافغاني ككل،والاحداث السردية فيه هي لغاية منتصف عام 2009 وعليه فأن وفاة الملا عمر والاحداث التالية لغاية مفاوضات السلام والوهمية في الدوحة غيرموجودة والتي تعطي الملامح التفصيلية لتلك الحركة الارهابية المتطرفة التي هيمنت على بلاد الافغان بقسوة لامثيل لها.

https://www.goodreads.com/review/show/3428198996?book_show_action=false