هل يمكن كتابة التاريخ ابتداء من سنة 2000 حتى سنة 2011 ؟ ...من الذي سيكتب وماذا يكتب عن حرب العراق أو حرب لبنان أوالثورات العربية...... سوف يكون المؤرخون من الغرب مخالفين في شرح أسباب الحرب ومختلفين في نتائجها وآثارها عن المؤرخين العرب ...والمؤرخون العرب أنفسهم سوف ينقسمون إلى معارضين للحرب ومؤيدين لها... وسوف يكتب كل مؤرخ ما شاهد وقرأ وسمع من وجهة نظره.... وكما نختلف الآن في تحليل الحروب ونتائجها بين معترف بالهزيمة لهذا الطرف ومن يجزم بأنه انتصر, يوجد هذا الاختلاف كذلك في تاريخ الإنسانية المسجل في كتب التاريخ...ليست هناك حقيقة مجردة عند أى كاتب للتاريخ تتطابق مع ما كتبه الآخرون...يعني هذا أن تسجيل التاريخ كله مزيف ويقرأ من جانب واحد...درسنا في دراساتنا في مقتبل العمر أن الحملة كذا كانت أسبابها كذا وكذا ونتائجها كذا وكذا وطبعا كل ذلك ليس حقيقيا والدليل أننا مختلفون في كتابة ما نرى بأعيننا في العصر الحاضر...نخلص من ذلك إلى أن الأحداث الكبرى تذكر بحقيقتها ولا تبرر ولا تفسر مثل أن تقول جاءت أمريكا واحتلت العراق ...لكن لماذا احتلتها؟ الأسباب غير معروفة تماما هي من وجهة نظر العرب احتلال استعماري وعرب آخرون يقولون تحرير العراق من صدام وآخرون يقولون تأمين لإسرائيل!! لا نعرف أين الحقيقة وخذ مثلا آخر ما يجري في سوريا... هي ثورة في نظر بعض الكتاب والمؤرخين... وقمع للشعب في نظر الآخرين...وتدخل تآمري في نظر مؤرخين آخرين ..فأين الحقيقة ...لن ننضم إلى فريق دون فريق لأننا نقرأ ونسمع ونتعاطف وندين ونحلل يمينا ويسارا وكل ذلك تخمين وأهواء لا تستند إلى الحقيقة ...المهم أن يذكر التاريخ أنه جرى في سوريا عنف بين أطراف معروفة وغير معروفة ومنها الحكومة والشعب وقتل فيها الكثير من القتلي أو الشهداء سمهم ما شئت واعتبرهم كيف تعتبرهم ...خذ مثلا آخر ثورة مصر في 25 يناير ...هل هي ثورة شعبية أو مؤامرة أو يد خارجية أو انقلاب ذكي من المجلس العسكري على إثر بيان تخلي مبارك والله أعلم هل كتبه مبارك أم المجلس العسكري.....التاريخ الحديث مزيف قطعا والتاريخ القديم أكثره هراء ومجرد أهواء وغسيل للأدمغة....أذكروا الأحداث.... وقولوا هكذا حدث ولا ندري لماذا ولا كيف حدث؟ ومن الذي كان وراء الحدث؟
ثم استمتعوا بهذه المسرحية الدولية التاريخية الممتدة عبر سنوات العمر والتاريخ والعصور
التعليقات (0)