كتائب عبدالله عزام تنفي مسؤوليتها عن تفجيرات سوريا
الثلاثاء, 27 كانون الأول 2011
بسم الله الرحمن الرحيم
::كتائب عبد الله عزام::
بيان رقم (8) ضمن سلسلة ولتستبين سبيل المجرمين
(تفجيرات دمشق)
الحمد الله الذي أشهدَنا عاقبة الثبات والصبر، وأشهدَنا مهلك طاغوت تونس وليبيا ومصر، وأرانا في سورية تباشير النصر، حتى شِمنا مخايل انقلابِ مجرميها إلى خُسر، فله وحدَه سبحانه الشكر. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وسيد ولد آدم أجمعين، وعلى آله وصحبه الميامين، أما بعد:
فمع ثبات أبطال الأمة في سورية، وفشلِ نظام طاغوت الشام بشار الأسد في إخضاع الثائرين عليه بالقوة والقتل والمبالغة في الإجرام؛ لجأ النظام إلى تصعيد مؤامراته على الثورة بمكر سوء جديد دبَّرته أجهزة مخابراته، {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلا} .
ويظهر تصعيده هذا من تحركات أدواته في سورية ولبنان، وما كان منهم آخِرا من أعمال نسبوها كاذبين إلى المجاهدين، معلنين –عمليا- أنهم لن يدَّخروا حيلة يرون فيها منجاة من الهلكة النازلة بهم، وخلاصا من الثورة التي عرفوا أنها لن تهدأ إلا أن يكون للناس خلاص من طغيان هذا النظام. فلنا وقفة مع هذه الحوادث الأخيرة:
تفجيرات دمشق:
شهدت دمشق يوم الجمعة [28/1/1433هـ الموافق 23/12/2011م] تفجيرات استهدفت مقرين تابعين لأمن بشار الأسد وعصابته، وزعم إعلام النظام من فوره أن العلامات الأولية تشير إلى المجاهدين الذين وصفهم بالجماعات الإرهابية، وأظهر صورا ولقطات يتسول بها تعاطف الغرب ووفد الجامعة العربية والشعب السوري، وأخذ يبالغ في وصف الحدث وأنه مؤامرة، وأسهب –كعادته- في الكذب الواضح والاتهامات الباطلة.
ونحن في كتائب عبد الله عزام نحب أن نوضح لشعبنا الصابر المجاهد الصامد في سورية هذه الحقائق:
الأولى: أن المجاهدين بكل جماعاتهم لا صلة لهم بهذه التفجيرات الآثمة –إثمَ غرضها- واتهامهم بها كذب وباطل، والمسؤول الحقيقي عنها هو المستفيد منها، وهو نظام الأسد ومخابراته؛ ولذا فيجب أن تسجل هذه العملية الفاشلة عليه، ليحاسب هو عليها ومن نفذها –من رجاله- لصالحه.
ولن يغير من هذه الحقيقة أن يخرج علينا غدا في وسائل الإعلام الرسمية أو في مواقع مشبوهة على الإنترنت تسجيل لأحد المجاهدين يتبنى فيه هذه العملية؛ فمجاهدو الأمة في سجون هذا الطاغوت بالآلاف ولن تعجز مخابراته أن تفعل كفعلها من قبل، وتجبر أحد الأسرى على تسجيل اعتراف بعملية لا يدري عنها شيئا تحت وطأة التعذيب،كما فعلوا مع أحمد أبو عدس.
والمجاهدون لهم وسائلهم الإعلامية الرسمية وهم لا يصدرون أي بيان إلا منها.
الثانية:وهي ما ذكرنا مرات: أن المجاهدين لا يخفون أعمالهم ولا يستحيون منها، لأنهم لا يقدمون عليها إلا عن قناعة كاملة مبنية على نظر شرعي واف ورؤية استراتيجية واضحة؛ فعدم إعلانهم عن عمل، هو في النفي كإعلانهم عن عدم مسؤوليتهم عنه سواء.
الثالثة: أن نظام بشار وذراعه في لبنان (حزب الله الشيعي) ليس لحيَلهم عرف تلتزمه من دين أو مبادئ أو أخلاق؛ فلن يبالوا بمصالح البلاد، ولن يتورعوا عن قتل الأبرياء أو ارتكاب أي جرائم تنجيهم مما يؤول إليه أمرهم من الزوال ومن سقوط هذا النظام، الذي أصبح الآن يتهاوى بفضل الله ثم بثبات أبطال الثورة في سورية، وبما قدموه من تضحيات عظام.
مؤامرة المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان:
وفي ملهاة هزلية هزيلة أخرجتها المخابرات السورية وجسَّدها ضباط مخابرات الجيش التابعون للحزب، وحزبٌ قومي يدَّعي الممانعة في صيدا، وبعضُ أدواتهم في مخيمات الجنوب؛ قام هؤلاء على مؤامرة بدأت حلقاتها، تريد إشعال الأوضاع في مخيمات الفلسطينيين المهجرين، ولتحقق المخابرات السورية والحزب من دماء هؤلاء، وبصراعاتهم فيما بينهم؛ أهدافَها الخبيثة، بتنفُّس النظام في سورية على حساب أطراف هذا الصراع في المخيمات، وليصرف به الأنظار عن جرائمه في سورية ولا سيما مجازره الأخيرة في حمص وحماة وإدلب (جبل الزاوية) .
ونحن هنا نحذِّر هذه الأطراف من الوقوع في فخ النظام السوري والحزب؛ فيستغلهم ويحقق أهدافه السياسية بدماء أبنائهم، وعلى حساب أمن أهلنا في المخيمات، وندعو جميع الأطراف –من مختلف الانتماءات- إلى أن يكون عندهم وعي بما يراد بهم وما يحاك لهم، وأن يضنوا بدمائهم على مشاريع إقليمية لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وليعلموا أن النظام في سورية وذراعه في لبنان لا يَعدمون الأدوات التي يحركونها لتحقيق أهدافهم، وقد بدؤوا مسلسل الاغتيالات والتفجيرات والصواريخ؛ يريدون منه خلط الأوراق وإطالة عمر نظام طاغوت الشام بشار الأسد، وليعتبروا بلطف الله إذ كشف لهم –بأبسط الأسباب- ما دفع إليه الحزبُ قبل أيام، وفضح الأداة التي استعملها فيه، ومكر أولئك هو يَبور.
وأخيرا نقول:
إن تآمر بعض رموز النصارى –كقائد الجيش وغيره- مع نظام الأسد باعثه اعتبارات ومصالح شخصية، وهو كائن على حساب مصالح النصارى في لبنان وأمنهم.
والتغيرات الحادثة في المنطقة كبيرة، ولا يحسن بالعقلاء –من أي طائفة- التعويل على قوى زائلة، ولا إطلاق أيادٍ محسوبة على الطائفة لتفعل ما تشاء، ثم تطلب النجاة والسلامة من مآلات أفعال هؤلاء المحسوبين عليها، ونحن إذ نثني على مواقف منصفة وشجاعة من كثير من زعامات وقيادات النصارى والدروز في لبنان، لإبائهم نصرة الظالم ولو بكلمة، فإننا نلفت انتباههم إلى المواقف المخزية من بعض من يقدِّم مصالحه الشخصية على مصالح طائفته ولو جرها إلى ما تنأى بنفسها عنه. وقد روي عن نبينا –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لتأخذن على يد الظالم، ولتأطُرنَّه على الحق أطرا) ، فإن الأخذ على أيدي هؤلاء السفهاء، هو من كمال هذا الموقف المنصف وتمامه. والمسلمون يجازون بالعدل؛ المحسنَ بالإحسان، والمسيء بما يستحق.
ونسأل الله الذي بتوحيده الأمن وفي شرعه العدل؛ أن يسبغ على بلاد الشام الأمن، ويرسي فيها العدل، وأن ينصر أهلنا في سورية، وأن يحفظ أهلنا في لبنان، وينتصر بلطفه للمظلومين، ويهلك بحَوله الظالمين.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر مركز الفجر للإعلام
التعليقات (0)