كتائب الاقزام ولصوص سرقة العمليات.. شيفونية عالية من التضليل في عملية خان يو نس
بقلم/ مراقب
عذراً على استخدام هذا المصطلح "شيفونية"، لكن ما دفعني لاستخدامه هنا بالتحديد هو ما ألحظه في سلوك "كتائب القسام"، هذا الجهاز الذي كنت أحسبه واحداً من أهم أجنحة المقاومة المسلحة على أرض فلسطين، وحتى وقت كان كذلك... ، لكن الوقائع التي تتابع تشير إلى انقلاب في صورة الكتائب.
لا أريد أن أتحدث عن دخول الكتائب على خط الانقسام وما ارتكبوه من جرائم خلال حربهم على "فتح"، وما تبعها من (بلاوي) يندى لها الجبين.
باختصار شديد... الكتائب أصيبت بحالة من الغرور والاستعلاء والتضخم الهائل، أصاب قيادتها وعناصرها، حالة من العُجب بالنفس والتكبر الشديدين، وهذا لا يمكن أن يكون بحال من خلق المجاهدين.
لقد أصيبت الكتائب بداء "الشيفونية" العالية ...
و"الشيفونية" هو مصطلح شيوعي قديم لوصف أمراض تتعلق بالغرور والاستعلاء على الغير بسبب الدين أو العرق أو الجنس، هي مرض خطير يصيب صاحبه بإحساس متنامٍ بالتميز على الغير، وهي حالة من التعصب والعنصرية.
كتائب القسام ابتليت بهذا الداء الخطير .. إذ بات من الصعب عليهم تقبل أن يحقق أحد كائناً من كان أي إنجاز يذكر، يعيشون حالة احتكار لكل شيء، ولا يمكنهم تقبل شيء، يمكن أن يسبقهم فيه أحد ولو كان هذا السبق مؤقتاً.
أختم بذكر دليل واحد على ما سبق، وهو العملية الأخيرة التي لا يمكن لعاقل أن ينكر أن من خطط لها ونفذها هم شباب إحدى المجموعات في سرايا القدس الجناح المسلح للجهاد الإسلامي.
إذ لا يمكن لعاقل أن يتصور أن شهيد السرايا الذي عثر عليه في قلب المعركة تواجد في المكان بالصدفة.
ولا أحد يمكنه أن يتصور صدق رواية القسام الأولى حول العملية والتي نقلتها وسائل إعلام حماس الحزبية، والتي قال فيها أحدهم إنه أطلق النار من سلاح قناص ورشاش ثقيل من نوع "bkc" على الجنود فأرداهم قتلى وأن طائرة مروحية هبطت لنقل القتلى، وأنه كان سيقصفها لكن ما منعه هو أخلاق الإسلام عندما وجد شارة إسعاف على الطائرة؟!!
(الله أكبر "أخلاق الإسلام" مع اليهود المحتلين منعته أن يقصف طائرة ويحقق إنجازاً غير مسبوق لقوى المقاومة، فأين كانت هذه الأخلاق عندما نكلت القسام بقتلى "فتح" في الاقتتال الداخلي وأين كانت "أخلاق الإسلام" عندما أطلقوا النار على الإسعافات وعندما أعدموا الناس، وعندما استخدموا سيارات الإسعاف للهجوم على الآمنين، وعندما قصفوا موقع قريش وموقع الإدارة المدنية شرق جباليا وأجهزوا على المصابين بداخله).
وأين هذه الرواية (أقصد الخرافة) من الرواية الأخيرة التي فبركتها ماكنة الدعاية الحمساوية في شريط مصور بحثت فيه عن طائرة فلم أجد!! أين كانت هذه الطائرة ؟؟
أفصحوا ... أم أن الرواية الأخيرة المصورة نسخت ما قاله "المجاهد النقي" الأول؟؟!!
وهل علينا أن نبقى أسرى لدعايتكم لننتظر رواية جديدة تنسف الرواية الثانية.
وهل يهون عليكم دم أبناء شعبكم والدم الشاهد والشهيد الذي خضب أرض عبسان الطاهرة وعثر عليه في قلب المعركة.
هل هان عليكم هذا الدم لدرجة أنكم لم تصدقوه...
هل هان عليكم هذا الدم... أم أنه دماً ليس نقياً مثل دماء أبنائكم ...
لقد سفهتم وحقرتم جهاد الشعب الفلسطيني كله لأنكم كنتم تحسبون علينا دماء أبنائكم في الانتفاضات والثورات، وخرجتم بقناعة أن كثرة ما نزفتم من دماء كان دليلاً على أنكم رواد المقاومة والثورة والانتفاضة..
أفلا يصلح اليوم دليل مماثل على أن من نفذ عملية عبسان طرف غيركم؟؟!!
ما لكم كيف تحكمون؟؟
أم هي الشيفونية العالية التي أصابت قلوبكم وأعمت أبصاركم وأغفلت ضمائركم؟؟؟
واختم بقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"
ولا حول ولا قوة إلا بالله
التعليقات (0)