كيفية تحضير النورة السقطرية
منظر من أرخبيل سقطرى
من تحت هذه العصا الغليظة ( المسباط ) تواصلت الحضارة في سقطرى وقامت وأزدهرت لأن أول نشأة الحضارة هو العمران وتمت العمارة وشيدت منابر في المساجد التي لا تزال الى يومنا هدا وهي التي بنيت من نوره وعلما بان المنارات السقطرية لا ابالغ ان قلت سحاب تعانق السماء وأرتفعت مآذن بيضاء تحت سماء سقطرى يذكر منها اسم الله كل يوم عدة مرات ...
فأضحت كبنيان التهامي شادهبطين وجيـار وكلـس وقرمـد
ونوره توجد في كل ارجاء سقطرى حتى في العاصمة حديبوة وقلنسية ومن ذلك نستدل على انها من مواد البناء المعروفة منذ القدم عند العرب ، وقد حافظت سقطرى منذ عهود قديمة وإلى اليوم على صناعة واستعمال النورة ، حيث أنها تعتبر جزءا مهما يستعمل في طلاء البيوت من الداخل والخارج وفي السقوف المشقوقة من الشمس لانها تمنع الشمس من ان تفعل اي ااضرار في السقف لانها مادة بيضاء تعزل اي شي عن الشمس . وتستعمل في مونة البناء وكانت تحل محل الاسمنت لما لها من مواصفات شديدة تشد الحجارة وتسد بينها وتتحمل التقلبات والعوامل الجوية المتقلبة .. وحول حرفة وتجهيز واعداد وانتاج واستعمال النورة تعالوا نوثق في سقيفة الشبامي بالمعلومة المصورة صناعة النورة فيسقطرى. مكونات صناعة النورة : أولا : بناء الكير ( الميفاء ) ================ ماهو الكير أو ( الميفاء ) ؟ الكير هو الفرن الخاص لحرق الحجارة الكلسية حتى تتحول الى هيدروكسيد الكالسيوم بفعل الحرارة العالية. ويبنى الكير على شكل دائري عالي تكون قاعدته عريضة ويضيق من اعلى ، ويختلف حجمه وسعته من فرن الى آخر، ويتكون هذا البناء من (( جفنتين ) حجرتين تبنى من الطوب (( المدر )) تليس (( تمحض )) من الداخل في كل مرة يتم فيها استعمال الكير حرصا على عدم تشقق جدران الكير بفعل تأثير الحرارة العالية بداخله. ويتكون الكير من قسمين أو حجرتين ( جفنتين ) هما : 1- الحجرة ( الجفنة ) الأولى : وبداخلها تتم عملية حرق الحجار الكلسية . 2- الحجيرة الثانية أو ( البطن ) : عبارة عن غرفة مستطيلة تقع في فوهة الكير ( الفرن ) يتم عبرها تزويد الفرن بالوقود لاستمرار وضمان اشتعال النار بحرارة عالية ثانيا : الأحجار الكلسية وطريقة وضعها في الكير : وتتم في خطوات شاقة وهي المهمة الأساسية واولى خطوات الاعداد لحرق الحجارة الكلسية ، حيث يقوم العمال الحرفيون بمهمة جلب الحجارة الكلسية من جنبات مجاري الشعاب الجبيلة إلى موقع الكير ( الفرن ) ويتم تكسيرها بأحجام مختلفة ثم ترص الحجارة الكلسية في الحجرة الأولى من الكير فوق بعضها البعض ( بناء ) على شكل جدار قد يستغرق العمل فيه أكثر من 24 ساعة و هي من أهم الخطوات واشدها صعوبة ودقة بحيث يضمن العامل الحرفي تدفق السنة النيران والحرارة العالية بين الحجارة بشكل متجانس تماما ، ولهذه الحجرة فتحتان جانبيتان سفلى و الثانية عليا ، ولها فوهة أخرى من الأعلى يتم عبرها خروج وانبعاث الدخان .. ثالثا : وقود اشتعال الكير ( الطاقة ) : من المفروض ان تكون حرارة الكير عالية جدا ولهذا تتطلب العملية وقودا كافيا وغالبا ما يكون وقود الكير من الحطب وجدوع النخيل وبقايا الاطارات المطاطية وغيرها من المخلفات التي تسهل عملية الاشتعال وتوفر الطاقة الحرارية. خطوات صناعة النورة : ============ بعد أن ترص الحجارة جيدا على شكل جدار ويتم سد كل الفتحات بأحكام ما عدا فتحة واحدة وهي التي من عبرها يتم تزويد الكير بالطاقة ووقود الاشتعال يبدأ الحرفييون بإشعال الفرن بقوة و حرارة عالية جدا ، حتى تتدفق ألسنة اللهب بين جنبات ومن خلال جدار الحجارة الكلسية المبني بالحجرة الأولى ويتواصل العمل على استمرار مصدر النيران داخل الكير دون توقف لمدة تزيد عن ثمان واربعين ساعة تقسم حسب عرف هذه الحرفة نوبة العمل على أوضاح وكل إثنا عشر ساعة تسمى وضح و يتم حساب الأوضاح بناء على كمية الحجارة وصلابتها وخلال الأوضاح ، يتناوب العمال أدوارهم في العمل ليلا و نهار من أجل ضمان سير عملية احتراق الحجارة الكلسية بالصورة المطلوبة، وإلى أن يصل اللهب إلى أعلى فوهة الفرن ويتأكد العمال القائمين على التناوب ( اوضاح ) بأن الأحجار قد استوت وتغيرت من حالتها الصلبة إلى الحالة الجيرية يقوم احدهم بأخد عينة بواسطة أداة طويلة تشبه الملعقة طويلة يسحب جزءا صغيرا من الحجارة ويختبر ذلك لمعرفة استوى الاحجار وبعدها يتم التوقف عن ضخ الوقود في الفرن ويترك لمدة تزيد عن 24 ساعة حتى يبرد . ثم يبدأ عملية إخراج الحجارة التي تحولت إلى كتل هشة يميل لون سطحها الى اللون الرمادي . و هي عملية في غاية الصعوبة والخطورة ، ويتم وضعها في مساحة مخصصة تفرد لها وترش الكتل الجيرية بالماء حتى تنطفي حرارتها ويتم تكسير الكتل الهشة لتتحول الى مسحوق أبيض وتكوم للتعبئة والتسويق على هيئة مسحوق ابيض .
بقلم العسماوي |
التعليقات (0)