كبسولات تأمينية (8) وكالة الإمتثال الحكمي في التأمين (3)

2012-05-14 06:12:17

بقلم د/صديق الحكيم
MB BS, TQM, IFCE

فاتحة القول
يحدث الإمتثال الحكمي عند ما يكون المؤمن أو وكيله، قد قادا المؤمن له إلى الاعتقاد بأن التغطية موجودة، و نتيجة لذلك، فإنه لا يمكن أن يدعي المؤمن لاحقا أن التغطية كانت غير موجودة. على سبيل المثال، إذا طلب المؤمن له نوعا معينا من التغطية وقت تقديم طلب التأمين، ولم يخبر المؤمن له وقتها بعدم وجود التغطية، فإن تلك التغطية قابلة لأن تكون موجودة، حتى لو كانت الوثيقة تنص على خلاف ذلك، في هذه الحالة فإن المؤمن يحرم من إسقاط أو إنكار ذلك الحق للمؤمن له، لأن الوكيل شمل مثل هذه التغطية ضمنيا في وقت بيع الوثيقة.
إنشاء وكالة عن طريق الإمتثال الحكمي أو الإفتراضي :
يمكن أن تنشأ علاقة وكالة عن طريق الإمتثال الحكمي أو الإفتراضي، عندما يوحي أو يتضمن سلوك الأصيل بأن هنالك وكالة موجودة. في حالة كهذه، سيتم إسقاط حق الأصيل حكميا لإنكار وجود الوكالة ( أنظر أعلاه السلطة الملزمة للوكلاء).
قد تنشأ مثل هذه الحالة عندما تعلق الشركة نشاط الوكيل، ولكن بالرغم من ذلك ظل الوكيل محتفظا بحيازة وثائق التأمين التي لم يتم استعمالها أو إعادتها للشركة. لذا إن ترك تلك الوثائق مع الوكيل السابق، يجعل تصرف الشركة كما لو كان هو الوكيل الحالي.
بناء عليه، إذا قام الوكيل السابق بإصدار تلك الوثائق، فإن حق الشركة يسقط حكميا في إنكار وجود علاقة وكالة، وسوف تكون الشركة ملتزمة بموجب الوثيقة. و إذا كان الوكيل، و الذي تم تعليق نشاطه، يقوم بتقديم أعمال إلى الشركة، و يتم قبول تلك الأعمال من قبل الشركة، فإن علاقة الوكالة تكون مؤكدة و مصادق عليها بمثل ذلك التصرف، و يسقط حق الشركة حكميا في إنكار وجود العقد. و يحق للشركة أن ترفض مثل هذه الأعمال عند تقديمها، ولكن بمجرد قبولها، فإن الشركة تتنازل عن الحق في إنكار أو رفض التغطية على أساس عدم القبول.
خاتمة القول
كانت هذة كبسولة تأمينية جديدة عن (الإمتثال الحكمي أو الإفتراضي و إنشاء وكالة عن طريق الإمتثال الحكمي أو الإفتراضي) وهنا أود أن أقدم خالص الشكر للدكتور محمد عبدالرحمن عثمان الذي كانت مقالاته هي منهلي الأول لكتابة هذه الكبسولات الثلاثة عن عقد الوكالة في التأمين أرجو أن تسهم هذه الكبسولة وأخواتها في إثراء الثقافة التأمينية لدي المواطن العربي
والله من وراء القصد
للتواصل مع الكاتب: