كان ياما كان في قريب الزمان
كان ياما كان منذ زمن قريب التواصل الاسري واجب ... وكانت الاسر تنتظر نهاية عطلة الاسبوع بفارغ الصبر .. الكبير فيها قبل الصغير لتجتمع الاسر في منزل العيله وتتواصل الارحام......
وكان الناس ينتظرون العطل المدرسيه (عطلة نصف العام الدراسي , عطلة الربيع , وعطلة نهاية العام ) وكان لكل عطله من تلك العطل..... مخطط اسرى تعمل فيه الاسره على التواصل وصلة الرحم ..
ففي العطل القصيره تسافر الاسر من المدن باتجاه القرى القريبه لزيارة اقربائهم هناك والذين يجتمع عندهم خلال تلك العطله كل الاقرباء من كافة المدن ..
وتكون فرصة لقاء الاحبه وتمضي العطله سريعا وكأنها لحظات . حتى انه خلال تلك الفتره لايكاد يرى الشخص اطفاله او عائلته لان كل التقى باصدقائه من اقربائه ممن قدموا من مدن اخرى او من بالقريه
ويحلى في هذه الايام السمر والوناسه وتحلى الجلسات بالبساتين التي عادتا تكون قد اعطت خيراتها بكل ماوتيت من قوه . وتمضي الايام سراعا . وما ان تنتهي الاجازه حتى يتفرق الاقارب والاصحاب كل الى مدينته ومقر عمله وهم في شوق كبير جدا للاجازة القادمه علهم يلتقون مرة اخرى ...
وما أن بدأ التفريق بين الاسر وظهور لنا حكاية الاختلاط حرام والتي لم نكن نعرف عنها شئ .. وحذرونا ان خلف هذا الاختلاط سيحدث مايحدث من ( زنا . وفواحش و.. و...) حتى اخذ كلا يتحفظ وبدأ العزل
وصار الاخ عند اخيه ضيفا . لامكان له الا بالمجلس حتى تنتهي الزياره ثم يسافر حتى دون ان يلقي التحية على زوجة اخيه ولو من خلف الاسوار ..
وبدأت نية الناس تتغير .... وكل من يحضر من مدينته الى القريه يذهب ليستأجر شقه ليسكن بها وافراد اسرته ولا يجتمعون الا لساعات قليله جدا قد لاتتعدى ساعه او ساعتين وربما لايلتقون باليوم واليومين ...
حتى مل الناس .. وكثيرا منهم اخذ يعتذر من الحضور اما لخشيته ان يختلط اطفاله الذين حتى لم يدخلوا المدارس باطفال اخيه او ابن عمه لما سيعود عليهم من هذا الاختلاط من اضرار . والبعض الاخر رفض الحضور احتجاجا لما وصل بنا الحال ..
وتناقصت الاعداد وابتعد الاهل والاقارب واصبحوا لايرون بعض لسنوات عديده .. الا في حالات نادره .. كالوفاة او بعض المناسبات التي قد لايجتمع فيهاالا القليل ...
وبدأ قطع الرحم .. واخذ اهل القرى يتحسرون على ماضي الايام .. ويتمنون عودتها .. الايام التي لم يعرفوا فيها معناً لكلمة اختلاط ...
الى ان وصلنا لليوم الذي اصبح الجار لايعرف جاره ..والاخ لايزور اخيه .. وهم يسكنون ببلد وربما بحارة واحده ...
وان حدث اللقاء .. فانه لقاء لاطعم ولا رائحة له ... ولا نستطيع ان نسميه صلة رحم . بل زيادة في قطع الرحم ... لانه خلال تلك الزياره ... يمنع فيها ان يلعب الاطفال حتى ممن لم يدخلوا المدارس مع بعضهم لانه حرام الاختلاط بينهم ..
والانكى والامر . إن كان الاخ ليس معه الا طفله والاخر ليس لديه الا طفل .. فهنا ممنوع ان حتى يجلسا مع بعضهما بل يجلس الطفل مع والده بقسم الرجال ..
بينما تجلس الطفله بقسم النساء .. حتى انتهاء الزياره .. حيث يفرح اولئك الاطفال فرحا شديدا بأنتهائها .. لانهم سيتحررون ويتمكنون من الحركه كل حسب رغبته ..
ثم وصلنا لمرحلة ان تتم الزيارات بدون اطفال وفي فترات متباعده جدا .. لان الاطفال يرفضون الحضور لمعرفتهم المسبقه ماسيلاقونه من سجن خلال تلك الزياره ..
كان بالامس كل رجل وكل امرأه وكل طفل وشاب يعرف اقاربه فردا فردا واسمائهم واعمالهم ومراحلهم الدراسيه وكل صغيره وكبيره ويفرح بلقاء أي منهم ... ويفرح لفرحهم ويشاركهم فيه .. وبحزن لحزنهم ويشاركهم فيه ....
واليوم وصل بنا الحال ان يعمل ابناء العم في مكان واحد وربما لايعرفان بعض او لايوجد بينهما أي تواصل وان التقيا فيلتقيان كالغرباء ..
فقد تقطعت بنا السبل وانقطعت صلة الرحم ..
واخذنا نسمع بان فلان او فلانه انتقل الى رحمة الله وهو من اقرب الاقرباء....وفلان رزق بمولود ونحن لانعرف كم عنده من الاطفال وهو اقرب الاقربون . وفلان احتفل بزواجه او زواج ابنته او ابنه ولا نعرف حتى اسمه . وتمر بنا تلك الاخبار مرور الكرام .
هذا ماوصل بنا الحال ياساده ياكرام فهل الاختلاط بتلك الطريقه حرام .؟..
وكان ياما كان..... والى حقيقه قادمه جديده ان شاء الله .... نقبلوا تحياتي والسلام..............
ابو بندر// سعود عايد الرويلي .......
التعليقات (0)