كاميرون و كراتينه

      كاميرون و كراتينه

غادر رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون سدة الحكم تاركاً ورائه سٌلطه وحضور سياسي وطريق ثراء فاحش , قبل تسلمه رئاسة الحكومة خرجت صورة لديفيد كاميرون وهو يحمل كراتينه ومقتنياته الشخصية , صورة الأمس هي صورة اليوم فالكرتون القاسم المٌشترك بين الزمنين زمن الدخول وزمن الخروج !

 بريطانيا الملكية الدستورية تؤسس للمستقبل بل أسست للمستقبل منذ عدة قرون فصل للسلطات وحريات وقانون لا يعرف المراوغة , خروج الشاب كاميرون بعد أن سلم السلطة لـ تيريزا ماي أثارت حفيظة بعض التسلطيين فالمنصب مصدر للثراء والتسلط وهذا ما يٌميز عالمنا العربي المتخلف , رئيسة الوزراء القادمة ستنجو من أشياء كثيرة يمتاز بها النظام السياسي العربي كالتزوير والتطبيل والتضليل الخ لكنها لن تنجو من المساءلة والمحاسبة والشفافية وهذه ميزة النظام السياسي البريطاني , الشاب المخذول بالثقافة العربية الأمين بالثقافة الإنكليزية لم يجد غضاضة في تهنئة خلفة السيدة الشقراء ولم يجد غضاضة في الاعتراف بنتائج خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولم يجد غضاضة في مخاطبة الشارع السياسي والخصوم السياسيين بعبارات صادقة ملئها الحب والدفء السياسي , شخصية ليست مثالية فهي محكومة بمجموعة من القيم والقوانين وتعمل من أجل الوطن والمواطن البريطاني !

أظن أن السيد كاميرون وحسب الثقافة العربية لم يحسن التصرف فلو خبأ مبلغٍ من المال للزمن وحول الأموال لخزائن المصارف الأجنبية وشرد نصف الشعب لكان شخصية رائعة وتستحق الاحترام فالوطن العربي جٌبل على تقديس الطغاة والتماس الاعذار للخائنين والسارقين , المنصب مصدر فخر واعتزاز وفرصة ذهبية لا تٌقدر بثمن , الأمة الانجليزية أمة بلا إحساس كيف تترك رئيس وزرائها يقضي بقية أيامه مٌشرد بلا دراهم معدودة وكيف سمحت له بحمل مقتنياته المتواضعة بوضح النهار , أمة بلا إحساس وبلا مشاعر ليت تلك الأمة تقرأ تاريخ أمة تعيش في وحل التخلف لترى كيف تٌعامل شعوبها وكيف يٌلعن من تبوأ أعلى المناصب والمراتب ؟