في حالة فريدة .. وشديدة .. ومركزة من النشوة .. والانبهار .. والتيه .. والفخر كنا نقرأ تصريحات وأقوال وانطباعات واعترافات وشهادات زعماء .. وقادة .. ورؤساء .. ووكالات الأنباء .. والصحف العالمية - الغربية خاصة- والمعادية على وجه الخصوص والتي جمعها ونقلها ووثقها لنا وللتاريخ العلامة والجغرافي الكبير جمال حمدان تحت عنوان " ماذا قال العالم عن المعركة " في "وثيقته " أو كتابه الخطير " 6 أكتوبر في الإستراتيجية العالمية" فيما يخص الإعصار الرهيب الذي اجتاحت به الجيوش المصرية والسورية حصون وموانع وسواتر الكيان الصهيوني المجرم في حرب "تشرين " أكتوبر عام 1973..
إعترافات هنري كيسنجر .. وموشيه دايان.. وجولدا مائير .. وحاييم بارليف.. وعساف ياجوري.. و أرييل شارون وغيرهم بتلك االمفاجأة الصاعقة .. والمهارة الخارقة في التخطيط العربي لحرب أكتوبر 1973 ..
والأهم من هذا كله كان في نظرية الخداع الاستراتيجي المحكمة والرهيبة التي قامت بها مصر على كافة الجبهات والتي ساهمت إلى حد كبير جداً في إحداث ذلك الزلزال الذي هز العالم أجمع ولا زالت توابعه تتمدد حتى الآن ..
إلا أن ذلك كله يتجدد الآن أضعافاً مضاعفة ونحن نبسط موائد الامتنان والفخر بجيش مصر وبقادته العظماء وبالرئيس الداهية الماكر الراحل أنور السادات وخاصة حينما نضع على تلك الموائد اعترافات "طازجة" صدرت "السبت" على لسان "شيمون مندس " الضابط الإسرائيلي في تقرير نشرته مجلة "همذراح هتيخون" الإسرائيلية المعنية بالشئون العسكرية والسياسية ..
وذلك بمناسبة الجدل الدائر في جنبات الكيان الصهيوني "المتورمة" بشأن حقيقة علاقة "أشرف مروان" صهر الرئيس السادات بإسرائيل قبل وأثناء وبعد إعصار أكتوبر 1973.. والسؤال الذي حاروا في إجابته ..
هل كان أشرف مروان جاسوساً يعمل لصالح لمصر أم لصالح إسرائيل ؟!..
الصهاينة روجوا أن أشرف مروان كان جاسوساً مزدوجاً جندته إسرائيل لصالحها واخترقت به أخطر دوائر صنع القرار في مصر بل واخترقت به السادات نفسه .. وبهذه المناسبة صدر كتاب "الملاك" للبروفيسور الإسرائيلي أوري بار يوسف الذي تناول فيه علاقة مروان مع جهاز (الموساد) الإسرائيلي الذي أطلق على مروان اسم العميل "الملاك" في الفترة التي سبقت وأعقبت حرب أكتوبر 1973،
إلا أن تقرير "الضابط شيمون مندس " والذي نشرت عنه صحيفة المصريون المستقلة قد كذب هذا الكتاب واصفاً إياه بعدم القيمة وأوضح أن :
"المعلومات التي نقلها مروان لإسرائيل (قبل حرب أكتوبر 1973) وصلت بشكل مستمر للصفوة السياسة والعسكرية معًا، وقامت بتخدير الجهتين، جولدا مائير رئيس الوزراء الإسرائيلية السابقة، والآخرين الذين كانوا يتحدثون عنه بوصفه "صديق".
وأضاف: "يمكننا القول إن الغش والاحتيال المصري كان كاملاً ومكتملاً ورمى أساساته في رأس كل النخبة الإسرائيلية"،
معتبرًا أن "الخداع المصري ليس له شبيه في عالم الاستخبارات كله".
وتابع: "لو كان مروان عميلاً إسرائيليًا لكان اتصل بـ "دوبي" المسئول الأمني عنه بباريس وأخبره بالاسم الكودي للحرب "اشلجان"- أي بوتاسيوم بالعبرية- بدلا من الذهاب إلى لندن بعدها بيوم في 5 أكتوبر ومقابلة رئيس "الموساد" ليخبره بنفس المعلومة وذلك كي يمنح تل أبيب وقتها للتعبئة.
وأشار مندس إلى أن مروان الذي كان يعمل مديرًا لمكتب الرئيس الراحل أنور السادات كان بمثابة اليد اليمنى للأخير، وأحد المطلعين على سر الحرب، لذا من المستحيل أن يمر سفره قبل الحرب مرور الكرام على المصريين،
ووصفه بأنه كان "رجل السادات بطل المكر والحيلة الذي جعل الموساد يتجرع الخداع".
وأبدى سخريته من الحكومة الإسرائيلية التي سقطت في شراكه آنذاك بعد أن اعتمدت عليه كمصدر وحيد للمعلومات، بقوله:
"الحمير الحقيقيون هم نحن الذي أهملنا شريعتنا الاستخبارية الكلاسيكية التي تدعو إلى عدم الاعتماد على مصدر واحد للمعلومات"
، مقتبسًا الآية القرآنية: "مثل الذين حُمِلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا".
وقال إن مروان هو الذي قام بتحريك وتشغيل وتجنيد رئيس "الموساد" وليس العكس،
موضحًا أنه وقبل أن يظهر في السفارة الإسرائيلية بلندن ليقدم خدماته قام العديد من المصريين بتقديم خدماتهم لإسرائيل ورئيس فرع 6 الخاص بمصر في لندن لكنه رفضهم جميعا.
وأضاف: هذا يعني أن المخابرات المصرية قامت بمحاولات سابقة لإدخال عملاء لهم لخداعنا قبل ظهور مروان في الصورة.
وذكر أنه لهذا حصل مروان من على وسام الشرف من الدرجة الأولى من السادات تقديرا له على إنجازاته في حرب أكتوبر.
وكعادة اليهود الصهاينة دوماً يؤلمهم الاعتراف بالحقيقة فيحاولون تشويهها .. كمثل ما آلمهم الانسحاب من مباني مستعمرة " ياميت" في سيناء فقاموا بتخريبها قبل تسليمها للقوات المصرية ..
فهاهم وفي ذروة اعترافهم بأن السادات استحمرهم حيث قرر شيمون مندس (الحمير الحقيقيون هم نحن الذي أهملنا شريعتنا الاستخبارية.. إلخ)..
إلا أنه لم ينسى طبيعتهم التاريخية في تشويه نصر عدوه عليه وبخسه حيث كالوا كافة الصفات المشينة بالشعب المصري جميعه واعتبروا أن " ثقافة الكذب والغش والاحتيال موجودة في مصر منذ جريان النيل فيها كما أنها جزء من كيمياء تلك المياه، كل مصري توجد تلك الثقافة في دمائه منذ آلاف السنين".. هكذ !!!!!
وربما نسوا أن يقولوا أن المصريين هم الذين يحرفون الكلم عن موضعه !!..
ويؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض !!.. ويقتلون النبيين بغير الحق!! ..
ويتعاملون بالربا !! .. ويأكلون السحت !!.. ويعدون في السبت !!..
ويسرقون البلاد !!.. ويقتلون المدنيين والأطفال بالنابالم والقنابل المحرمة دولياً !!..
ويحتمون بالبلطجة والعربدة الأمريكية !!..
وربما نسوا أيضاً أن يقولوا أن "شيلوك" " تاجر البندقية" الذي أراد أن يقطع من لحم المدين المعسر وفاء للدين " كان مصرياً من مواليد منيا القمح شرقية " بلد عبدالعاطي صائد الدبابات الذي اصطاد وحده 21 دبابة إسرائيلية في أكتوبر 1973" !!..
و أخيراً ..
عندما يصرح.. وعندما يعترف الضابط الإسرائيلي " شيمون مندس " بأن :
"الخداع المصري ليس له شبيه في عالم الاستخبارات كله".
" الحمير الحقيقيون هم نحن الذي أهملنا شريعتنا الاستخبارية.. إلخ"
مقتبسًا الآية القرآنية: "مثل الذين حُمِلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا".
فلا نقول إلا ..
صدق الله العظيم ..
رابط الخبر http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=63043
شالوم
التعليقات (0)