مواضيع اليوم

كارل بروكلمان

الدكتور صديق

2012-07-30 10:16:14

0

 

كارل بروكلمان

 

(1868 - 1956م)

 

كارل بروكلمان Karl Brockelmann مستشرق ألماني ولد في مدينة روستوك، على ساحل البلطيق في شمالي ألمانية. وكان والده يتجر بما يسمى سلع المستعمرات، أما والدته فكانت سيدة موهوبة، ومنها ورث ميوله العلمية والأدبية.

ظهر ميل كارل إلى التعمق في الدراسات الشرقية قبل أن ينهي دراسته الثانوية في بلدته، فانتمى إلى جمعية يقوم أفرادها بقراءة بعض المجلات العلميّة الجغرافيّة. كما انصرف اهتمامه إلى دراسة بعض اللغات واللهجات، وخاصة لهجة البانتو التي يتكلم بها سكان المستعمرات البرتغالية سابقاً، إضافة إلى العربية والعبريّة والسريانيّة. وكان هدفه من ذلك أن يعمل في بلاد الغربة، ترجماناً أو مبشِّراً أو طبيباً، خاصّة بعد أن أصاب الركود الاقتصادي بلاده. ولكن حينما شعر بتعذّر تحقيق أمله بمغادرة بلده، أخذ يتعمّق في دراسة اللغتين اليونانية واللاتينية، لكي يستطيع التقدم لامتحان التدريس العالي، فالتحق أولاً بجامعة روستوك سنة 1886م، ثم انتقل بعد ذلك بعام إلى جامعة برسلاو، حيث حضر دروساً باللغات الشرقية وخاصة الهندية الأوربية.

وفي عام 1888 انتقل إلى ستراسبورغ لحضور دروس المستشرقين: نولدكه وهوبشمان Hubschmann ودومشن Dumishen باللغات الشرقية عامة ومنها السنسكريتية والأرمنية والمصرية القديمة، ونال بعدها شهادة الدكتوراه من جامعة ستراسبورغ. وبعد ذلك بعام كلفه أستاذه نولدكه دراسة العلاقة بين كتاب «الكامل في التاريخ» لابن الأثير، وكتاب «أخبار الرسل والملوك» للطبري. وقد نالت رسالته هذه جائزة تقديرية وطبعت في ستراسبورغ عام 1890م. فعين بروكلمان، إثر ذلك مدرساً متمرناً في المدرسة الثانوية البروتستنتية في تلك المدينة.

كان بروكلمان يعدّ نفسه للتدريس الجامعي، لذلك انتقل عام 1892م إلى مدينة برسلاو، حيث أنجز تحقيق مخطوط عنوانه «تنقيح فهوم أهل الآثار في مختصر السير والأخبار» لابن الجوزي عبد الرحمن بن علي وحصل بعد ذلك على دكتوراه في التأهيل المهني.

ذاعت شهرة بروكلمان في فقه اللغات الغربية منها والشرقية، قراءة وكتابة، كما اشتهر خاصة في أبحاثه وتأليفه وتعمّقه في التاريخ الإسلامي وتاريخ الأدب العربي، حتى عُدّ علماً من أعلامها. فعين أستاذاً للغات الشرقية في جامعات برسلاو وكونغسبورغ وهاله وبرلين. ثم عاد إلى برسلاو واستقر أخيراً في هاله.

اشتهر بروكلمان بنشاطه العلمي وإنتاجه الغزير، الذي اتصف بالموضوعية والعمق والشمول، والجدّة. مما جعله مرجعاً للمصنفين في التاريخ الإسلامي والأدب العربي. وقد انتخب عضواً في مجامع: برلين، لايبزغ، بودابست، برن، دمشق، إضافة إلى عدة جمعيات علمية آسيوية.

عُني بروكلمان، إلى جانب دراسة اللغات السامية، باللغة التركية، فكتب موضوعاً عن أبنية الفعل فيها، كما كتب عن الشعر التركي القديم والحكم والأمثال الشعبية التي استخلصها من كتاب «ديوان لغات الترك» لمؤلفه محمود الكشغري. وقام إلى جانب ذلك برسم جميع الكلمات التركية الواردة في ذلك الكتاب بالحروف اللاتينية بدلاً من الحروف العربية.

أشهر مؤلفات بروكلمان ومنجزاته

إضافة إلى الرسالتين اللتين قدمهما بروكلمان بين عامي 1890 و1893، للحصول على الدكتوراه من جامعة ستراسبورغ، والأستاذية من جامعة برسلاو، ترجم ديوان الشاعر لبيد إلى اللغة الألمانية، وذيله بالحواشي وجعله في جزأين ونشره سنة 1891 في ليدن.

وحقق كتاب «الوفا في فضائل المصطفى» لابن الجوزي، عن مخطوط ليدن، ونشره في لايبزغ سنة 1895.

وحقق «رسالة في لحن العامة» للكسائي، مذيّلة بشروح وفوائد، نُشرت في المجلة الآشورية سنة 1898.

وألّف كتاب «تاريخ الأدب العربي» في مجلدين، نُشر أول مرة في مدينة فايمار بين عامي 1898و1902.

وألّف كتاباً في «علم اللغات السامية» وأتبعه بموجز «النحو المقارن للغات السامية» في مجلدين نشر الأول عام 1907 والثاني عام 1913.

وأضاف إلى كتابه «تاريخ الأدب العربي» تكملة في ثلاثة أجزاء، نشرت في ليدن إبان السنوات 1937- 1938- 1942.

ترجم الأجزاء الثلاثة من كتاب بروكلمان «تاريخ الأدب العربي» عبد الحليم النجار، ونشرت أول مرة بين عامي 1959 و1962. ثم اشترك في ترجمة الأجزاء الثلاثة الباقية رمضان عبد التواب ويعقوب بكر.

في مقدمة الجزء الأول من «تاريخ الأدب العربي» يقول عبد الحليم النجار:

«لم يكتف بروكلمان بعدِّ أسماء الأدباء من كتاب وشعراء وعلماء وفلاسفة، على نمط كتب الطبقات أو التراجم، ولا بسرد أسماء المصنفات والمؤلفات العربية في مختلف فروع العلم والمعارف والآداب، على أسلوب «الفهرست» للنديم و«كشف الظنون». لكنه ألقى نظرة الفاحص الخبير على الأدب العربي في مختلف أزمنته وأمكنته وفنونه، منذ نشأته إلى هذا العصر. وبدأ بالكلام عن أصل الأمة العربية ووصف شعوبها وأجناسها وبيئتها وأسلوب حياتها. ثم وصف اللغة العربية وخصائصها ومكانة الشعر والأدب والعلوم فيها». ومن مؤلفات بروكلمان المشهورة كتاب «تاريخ الشعوب الإسلامية»، نشره عام 1939، ثم نقله إلى العربية نبيه أمين فارس ومنير البعلبكي عام 1948، وقد أُعيد طبعه مراراً. يمتاز هذا الكتاب بذكر الأحداث التي تعرضت لها الشعوب الإسلامية إبان حقبة لا تقل عن خمسة عشر قرناً. وكان المؤلف حريصاً على ذكر تواريخ تلك الأحداث. ووصف ما جرى فيها، مع ذكر الروايات المختلفة التي وردت في المراجع العربية والأجنبية الرئيسة.

المراجع

زهير البابا : الموسوعة العربية

الاستشراق ـ نولدكه.

ـ عبد الرحمن بدوي، موسوعة «المستشرقون» (دار العلم للملايين، بيروت).

ـ نجيب العقيقي، المستشرقون (دار المعارف، القاهرة).

- محمود الطناحي، مدخل إلى نشر التراث العربي (مكتبة الخانجي، القاهرة 1983م).  
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !