كارثة خروج الحسين على الخلافة الامويةج 4 والاخير .
الامة واحدة والدين واحد والرب واحد فلماذا التشرذم والفرقة يا امة الاسلام يا امة العرب .. ان تاريخكم وحضارتكم وايمانكم تحتم عليكم الصحوة لنبذ الفرقة ومن يدعوا اليها من اعداء داخليين وخارجيين من فرس وصهاينة وعملائهم ....
لنفترض جدلا ان الحسين ((ع)) بايع الخليفة يزيد ((رض)) وقبل به خليفة للمسلمين فهل كان لنا ان نرى كل هذا الانقسام في امة الاسلام وهل كان لنا ان نرى كل هذه الانهار من الدماء التي سالت على مدى قرون وهل كان لنا ان نرى هذا العداء والفرقة والتشرذم الذي تعيش فيه الامة الاسلامية وهل يمكن ان نرى هذا التكالب من الاعداء عليها ونهب مقدراتها واستعباد شعوبها الم تكن الحركات التي تلت خروج الحسين ((ع)) مكلفة للامة ومشتتة لقوتها وكاشفة لحدودها حتى اضعفت وسهل على الاعداء استعمارها وسفك دماء اهلها وانهاء حضارتها التي سبقت حضارة اوربا بعدة قرون ,وهنا يقفز السؤال المهم وهو مدى استفادة الامة من خروج الحسين ((ع)) على خلافة يزيد ((رض))؟ وانا اتحدى ان ياتيني احد بفائدة واحدة من هذه الحادثة حصلت عليها الامة في دينها او دنياها. ثم الا يحق لنا ان نتساءل عن مدى افضلية اهل الكوفة عن سائر المسلمين ليشعروا بهم الامة وبطلم الخلافة الاموية اكثر من الناس الذين سبقوهم بالايمان في مكة والمدينة وسائر بلاد المسلمين ليدعوهم لمراسلة الحسين ((ع)) لتصحيح الاعوجاج في الامة ولماذا كانوا هم وحدهم يرون هذا الاعوجاج .
وبعد ان حدث ماحدث لماذا هذا الاصرار على التذكير السنوي بهذه الحادثة بطقوس واحداث غريبة يراد منها استثارة عواطف الناس وتو جيههم الى جهة معينة وهي ابقاء جذوة ما يسموه ثارا متقدة في نفوس العامة فهل هذا حزن على الحسين واذا كان حزنا وغيرة على قادة المسلمين فلماذا لايكون الحزن على علي بن ابي طالب ((رض)) بنفس الحدة وهو مات مقتول ايضا او عثمان بن عفان ((رض)) وهو مات مقتولا عطشا محاصرا في منزله او عمر بن الخطاب قتل وهو يصلي قاريء للقران ام ان هذا الامر مقصود ومرتب له لاتهام طائفة من المسلمين واثارة الاحقاد ضدها ام انه ايقاض دوري لفتنة لايراد لها النسيان لان وجودها يحقق اهداف اعداء الامة بزرع بذور الفرقة بين شعوبها وطوائفها تسهيلا للانقضاض عليها . بدات بهذه المقدمة لانها مهمة برايي لمن يريد استنتاج الاهداف والمرامي التي تسعى اليها اطراف معادية للامة من وراء كل ما جرى ويجري حول هذه الحادثة ..
عاشوراء هو اليوم الذي انقذ الله به موسى ((ع)) من عدوه فرعون وهو اليوم الذي استشهد فيه الحسين ((ع)) على يد الفارسي شمر بن ذي الجوشن وهذا القتل لم يكن بامر ابن زياد او بامر يزيد((رض)) كما تذكر الروايات المغرضة المفبركة التي يراد بها استثارة الناس ضد بعضهم بل كان اجتهاد من قبل هذا الفارسي الحاقد على الاسلام وعروبة الاسلام , ونتيجة للتفاوت الكبير بالقوة العددية بين الفريقين فقد كانت الكفة تميل لصالح شمر ومن معه فقتل اصحاب الحسين واهله رضي الله عنه وعنهم امام عينيه وبين يديه وهم يدافعون عنه ويذودون عنه بدمهم واراحهم التي فاضت الى بارئها تشكو ظلم الاعداء اعداء الاسلام وامة الاسلام وهذا ما كان يحذره منه صحابة جده ((ص)) وتابعيهم , فلما بقي وحده ((ع)) وهو صامد , وقد كان كل واحد من جيش الكوفة يتمنى ان لايكون قاتل الحسين حتى لايحمل ذنب دمه الطاهر لكن هذا الامر لايهم القاتل الفاجر الفارسي شمر بن ذي الجوشن الذي لايحمل اي مبداء او ايمان فهو قاتل مع جيش الخليفة علي بن ابي طالب ((رض)) في معركة صفين وقاتل الحسين في هذه المعركة , فقام فرمى الحسين برمحه فسقط ارضا فتجمعوا عليه فاستشهد ونال السعادة الابدية , وقد قام هذا الفارسي المجرم باجتزاز راس الحسين , ان ما حدث في يوم عاشوراء ليندى له جبين الانسانية وان بشاعته لاتحتاج الى اضافة القصص المفبركة عليها كقصة منع الماء عنه وانه استشهد عطشانا ان ذكر واضافة هذه القصص هو لاثارة مشاعر الناس باكبر عاطفة مندفعة ممكنة , فالرحمة والسعادة والخلود في النعيم للحسين ((ع)) ولمن استشهد من اهل بيته على يد اعداء الامة .
انا لاانكر حق الحسين((ع)) في الثورة فهو حق مبدئي لكل انسان لكني اتمنى لو كان فضل الوحدة وحقن دماء المسلمين مثل ما فعل اخوه الحسن ((ع)) على ان يقوم بهذه الحادثة التي اصبحت بتوابعها وباستخدامها من قبل جهات معادية للامة كارثة كبرى المت بالاسلام ووحدته . وانا لاانكر ان الحسين ((ع)) مات مظلوما لكني لا اؤمن بان الخليفة يزيد((رض)) ابن كاتب الوحي والذي تتلمذ على يد الصحابة الكرام من ظلمه , فلهذا علينا ان نبحث عن ظالمه وقاتله الحقيقي لنقتص منه انتصارا للحسين ((ع)) وليكون قصاصنا في محله ولا نظلم احدا بحجة الانتصار للحسين ((ع)) يجب ان نبحث عن القاتل الحقيقي لنوجه سهامنا وسيوفنا اليه .
ان الخليفة يزيد ((رض)) لم يقتل الحسين ((ع)) ولم يكن له ان يامر بقتله ولا يمكن له ان يفكر حتى في هذا فعندما اتو براس الحسين بين يديه لعن قاتله وكان يتمنى لو ترك الحسين ياتي اليه في الشام ليقوم على ضيافته . فقد ظهر البكاء في داره لما جاءه خبر مقتل الحسين ((ع)) وهو لم يسبي للحسين ((ع)) حريما بل اكرم بيته واجازهم حتى ردهم الى بلادهم معززين مكرمين فقد كان الامويين يعظمون الهاشميين حتى انه لما تزوج الحجاج من فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان الامر وامره ان يعتزلها وان يطلقها ا كراما لها . اذا علينا ان نبحث عن قتلة الحسين الحقيقيين وهم هنا من وعدوه بالنصر واغروه بالمسير اليهم وخانوه وخذلوه وتركوه فريسة بيد قاتليه فقد بايع الحسين عشرون الفا او اكثر ممن يسمون انفسهم شيعة ال البيت ولكنهم خرجوا على بيعته هذه وخذلوه وقد قال لهم الحسين يذكرهم بيعتهم له وغدرهم به ( الم تكتبوا الي انه قد اينعت الثمار , وانما تقدم على جند مجندة , تبا لكم ايها الجماعة , فقد استصرختمونا فشحذتم علينا سيفا كان بايدينا وحششتم نارا اضرمناها على عدوكم وعدونا , فاصبحتم البا اوليائكم وسحقا ويدا على اعدائكم استسرعتم على بيعتنا كطيرة الذباب , وتهافتم علينا تهافت الفراش , ثم نقضتموها سفها ) وهنا دعا الحسين على من يدعون انهم شيعته قائلا ( اللهم ان متعتهم الى حين ففرقهم فرقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترضي الولاة عنهم ابدا فانهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا ) ومن قتله هم عباد الدينار والدرهم من جيش ابن زياد ومن قتل الحسين هو الحقد الفارسي المتمثل بشمر بن ذي الجوشن . ان ظلم الحسين مستمر وقتله مستمر فكل انسان بريء يظلم بحجة نصرة الحسين هو ظلم للحسين وكل انسان بريء يقتل بحجة الثار للحسين هو قتل له , وعندما تستخدم حادثة مقتل الحسين لخدمة الفرس ومشاريعهم الشريرة ضد العرب وامتهم ودينهم هو ظلم للحسين وتاريخه وعروبته . وعندما يجهل الناس ويستغفلوا بقصص واحداث مفبركة غير صحيحة ويستخدموا لتنفيذ اجندات خارجية ذات اهداف شريرة ضد العرب والاسلام هو ظلم للحسين ولهذا فمن يريد ان يثار للحسين وينتصر له عليه ان يخلص تاريخه من الاكاذيب المغرضة التي تستخدم لظلم الابرياء , ومن يريد ان ينتصر للحسين عليه ان يوقف المجازر بحق الابرياء التي تحدث بحجة الثار للحسين ان انتصارنا للحسين يعني تنزيهه من الاكاذيب التي الصقت به بدون وجه حق ان انتصارنا للحسين هو جعله في المكانة التي وضعه الله بها عبدا لله وابن بنت رسول الله , فالحسين لايمكن ان يقبل ان يكون افضل من جده او افضل من صحابة جده الذين اقاموا الاسلام على عواتقهم كما يصور ذلك المغرضون . فهل نستطيع ان نكون شيعة صادقة محبة للحسين وعروبته ام نكون كما كان من بايعوه وخذلوه وقتلوه هذا هو السؤال الذي يجب ان نجيب عليه باعمالنا واقوالنا لكي نرضي الله ونرضي الحسين وتاريخه العربي الهاشمي المسلم ......
التعليقات (0)