مواضيع اليوم

كارثة خروج الحسين على الخلافة الاموية .ج2

عبد العراقي

2009-07-26 15:26:04

0

كارثة خروج الحسين على الخلافة الاموية ج2.

توفي الخليفة معاوية ((رض)) الله عنه في سنة ستين للهجرة الاسلامية بعد ان ارسى قواعد دولة عظيمة امتدت شرقا وغربا ودانت لها الامم والامبراطوريات لان شعارها العدل وهدفها نشر الاسلام الحنيف وتخليص الانسان من ظلم اخيه الانسان بواسطة دين الله الذي نسخ الاديان كلها ومنحتها الحرية والتسامح والاخاء بين البشر فخضعت لها العقول ودانت لها القلوب راضية مرضية دون تفكير بثورة او تمرد او خروج على ولي الامر , بويع ليزيد بن معاوية بن ابي سفيان((رض)) خليفتا للمسلمين بعد وفاةابيه فارسل الى والي المدينة الوليد بن عتبة بن ابي سفيان لاخذ البيعة له من اهل المدينة وامره ان يبدا بوجوه القوم من القرشيين فاستشار والي المدينة مروان بن الحكم فاشار عليه ان يرسل الى الحسين بن علي ((ع)) وابن الزبير للبيعة باعتبارهم اهم رؤوس القوم فان بايعوا سهل امر الباقين فحضر ابن الزبير عند الوليد بن عتبة واعتذر عن البيعة , ولم يستطع الوليد بن عتبة ان يفاتح الحسين ((ع)) في امر البيعة ليزيد((رض)) وكانه علم ان الحسين ((ع)) سيرفض دون شك وعندها لم يكن يستطيع ان يفرض عليه البيعة لما له من مكانة في قلوب المسلمين ففضل ان لايفاتحه , اما ابن عمر وابن عباس فقد بايعو بدون اكراه وذلك لانهم لم يردوا الحكم او يطمعوا فيه فقد كان حمل مسؤولية الاسلام والمسلمين تخيف من لايجد في نفسه امكانية القيام بواجبات الخلافة والحكم لما يترتب عليها من مسؤولية امام الله والتاريخ,وبعد ان علم اهل الكوفة اهل الشقاق والنفاق بان امير المؤمنين معاوية ((رض)) قد توفي وان الحسين ((ع))رفض بيعة يزيد((رض)) اجمعوا على نصرت الحسين لا لايمانهم باحقيته بالخلافة بل نكاية بمعاوية ((رض)) وابنه وهذا الامر تبين واضحا عندما تخلى هؤلاء عن الحسين ((ع)) وتركوه لقمة سهلة بيد ابن زياد بعد فترة قصيرة عندما راوا خيول ابن زياد , فبدؤوا بارسال الكتب التي تدعوه للحضور الى الكوفة من اجل مبايعته ونصرته ومع ان التاريخ يذكر ان كتب الدعوات التي وصلت الى الحسين ((ع)) كانت بالالاف الا انه لم يستطع ان يثق بهم لعلمه بغدرهم وكذبهم وكان مافعله هؤلاء بابيه علي بن ابي طالب ((رض)) حاضرا بين عينيه , فاراد الحسين ((ع)) ان يتاكد من موقفهم فارسل ابن عمه مسلم بن عقيل سفيرا له يستكشف طبيعة الامر لكي يتخذ القرار الصائب كان خطا مسلم بن عقيل هو الاستعجال في تبين الامر وعدم التروي في اخبار الحسين ((ع)) بامر الناس فارسل الى الحسين ((ع)) ان اتي فان الامر قد تهيء لقدومك وكانت هذه الدعوة المستعجلة هي بداية الكارثة التي المت بالاسلام والمسلمين فعندما وصل كتاب مسلم بن عقيل الى الحسين ((ع)) بادر الى حمل اهله جميعهم وتوجه الى ارض العراق وهذا خطاء اخر ما كان ينبغي على الحسين ((ع)) ا ن ياتي باهله بهذه الصورة وهو لم يرى الامر وطبيعته بعينيه فلو كان خروجه مفردا مع بعض خاصته لتجنب التاريخ الاسلامي امورا كثيرة استغلت من قبل اعداء الدين للطعن برجاله وباخلاقه وبرائته وطهره ,خرج مسلم بن عقيل على ابن زياد مستندا على انصاره المفترضين من اهل الكوفة وحاصر قصره باربعة الاف مقاتل وذلك في منتصف النهار فخرج عليهم ابن زياد وخوفهم بجيوش الشام وبطشها فتفرق اصحاب مسلم بن عقيل حتى لم يبقى معه احد مع غروب الشمس فالقى ابن زياد القبض على مسلم بن عقيل وامر بقتله فطلب مسلم ان يرسل كتابا الى الحسين ((ع)) يدعوه فيه الى عدم المجيء الى الكوفة لان اهلها قد خذلوه وان ابن زيادقاتله وهنا لابد من الاشارة الى حقيقة تخفى من قبل المغرضين من كتاب التاريخ وهي ان ابن زياد بتركه مسلم بن عقيل يرسل كتابا الى الحسين يحذره به من المجيء الى الكوفة يثبت بالدليل على ان ابن زياد لم يكن يحضر لقتل الحسين ((ع)) ولم يكن يحمل عداءا مباشرا مضمورا لال البيت وانه لو لم يخرج الحسين ((ع)) على ولي الامر لما اراد ابن زياد ان يتعرض له باي شيء .

وفي المدينة وعندما اراد الحسين ((ع)) الخروج متوجها الى الكوفة تتابعت النصائح له من قبل صحابة جده رسول الله((ص)) من امثال ابن عباس وابن عمر وابن الزبير واخوه محمد ابن الحنفية وابي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وغيرهم كثير فهل كان هؤلاءالناصحين وهم من اعلام الصحابة وكبرائهم يؤيدون يزيد ((رض))مع علمهم انه بكل الصفات المذمومة التي يصفها به اعداءه واعداء الامة ان مبايعة عدد كبير من الصحابة المشهورين بسداد الراي والحكمة ليزيد((رض)) يثبت بما لاشك فيه انه لم يكن بالصفات الذميمة التي الصقت به عمدا لتشويه سمعته ولزيادة العداء له من قبل بسطاء المسلمين ولزيادة التعاطف مع قضية خروج ومقتل الحسين لزيادة الفرقة والتباعد بين المسلمين ان يزيد((رض)) من التابعين وهو ابن كاتب الوحي وامينه ولايمكن له ان يكون بالصفات التي كتبت عنه في صفحات الكتب المغرضة التي سودت صفحاتها بمداد الحقد والكراهية للامة الاسلامية ان من واجب مثقفي الامة وعلمائها ان يبينوا للناس الكذب والتزوير المشين الذي الصق بقادة الامة الاسلامية .

ان اعمال الخليفة الاموي يزيد((رض)) في الفتح الاسلامي وزيادة رقعة الدولة الاسلامية والتوسع في نشر الاسلام على يد قادة عينهم هذا الخليفة يبرئه امام الله والتاريخ مما الفه عليه اصحاب الغرض السيء من امثال ابي محنف والواقدي وابن الكلبي من الكتاب الشيعة المتعصبين ممن امتهنوا تشويه صورة الاسلام والمسلمين خدمة لكل ما يلمع ,من تهم لايمكن لها ان تكون باكثر الناس كفرا والحادا لتكون في خليفة وضعه الله في موقع المسؤولية عن امة ناهضة هي خير الامم , ان هذه التهم قد وضعت في كتب الفت جلها في العصر العباسي الذي كان على خلاف سياسي مع الاموين وكان من مصلحتهم تشويه صورة خلفاء بني امية ان من مناقب هذا الخليفة الاموي انه كان على راس الجيش الذي غزا القسطنطينية وقد قال الرسول الكريم محمد ((ص)) على هذا الجيش انه مغفور له , ولقد استمر الفتح الاسلامي في ايامه شرقا حتى وصل الى خراسان وغربا الى ان وصل الى مدينة باغاية في اقصى افريقيا وهزم الروم والبربر في اكثر من موقع ان من يقبل ان يتهم احد خلفاء دولة الاسلام بتهم كالتهم التي نسبت الى الخليفة الاموي يزيد ((رض)) هو ابعد مايكون عن الخلق الاسلامي وعن العفة الاسلامية والغيرة العربية .

ان التاريخ يذكر لنا شهادة صادرة من احد اطراف ال البيت بنزاهة وكرم الخليفة الاموي يزيد((رض)) فقد روى البلاذري ان محمد بن علي بن ابي طالب المعروف بابن الحنفية دخل يوما على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد ان بقى في ضيافته فترة من الزمن فقال له يزيد وكان له مكرما يابا القاسم ان كنت رايت مني خلقا تكرهه نزعت عنه واتيت الذي تشير به علي ؟ فقال له والله لورايت منكرا ما وسعني الا ان انهاك عنه واخبرك بالحق لله فيه لما اخذ الله على اهل العلم من ان يبينوه للناس ولايكتموه وما رايت منك الا خيرا . فمن كان يحب ال بيت الرسول الكريم محمد ((ص)) فيالياخذ عنهم هذه الشهادة الحقة .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !