لم تستغل حادثة تاريخية على مر العصور والايام مثلما استغلت حادثة خروج الحسين عليه السلام على الحكم الاموي من قبل اعداء الاسلام والمسلمين للطعن في الدين وشق الصف الاسلامي الواحد فكل الروايات التي تتحدث عن هذه الواقعة الكارثة دخلها التزوير حتى اصبحت بعيدة عن التصديق من قبل اي شخص يحترم عقله وادراكه وانا اصف هذه الحادثة بالكارثة لانها فعلا كانت كارثة على الامة الاسلامية بتوابعها التي شقت عصا المسلمين منذ حداثة التاريخ الاسلامي وبكونها واقعة تحتمل التزوير المؤثر في حياة وتكوين شعوب الامة الاسلامية بكونها تتحدث عن احد رموز اهل بيت النبوة والظلم الذي وقع عليه من قبل باقي المسلمين مما يجعل التعاطف مع اي طرف من اطراف هذه الحادثة يعتبر شق لوحدة الاسلام والمسلمين حيث ان تعاطف المسلمين مع الحسين عليه السلام يحتم عليهم معاداة من ظلمه وقتله مما يؤدي الى معادات طرف مهم جدا من المسلمين والتعاطف مع الامويين يضع صاحبه في خانة معادات اهل بيت النبوة وهذه تهمة لايمكن لاي مسلم ان يتحملها او يقبل بها ولهذا فان من واجب المثقفين من المسلمين شرح هذه الحادثة بصورة تقترب من العقل وتبتعد عن العاطفة لكي يستطيع الانسان المسلم العادي ان يكون مع اي طرف من اطراف هذه الحادثة دون ان يكون بالضرورة معاديا للطرف الاخر وهذا ما سنحاول الوصول اليه انشاء الله .
تبدا اوليات هذه الكارثة يوم مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان (( رض)) على يد عصابة ضالة متامرة على الاسلام بعد ان حاصروه اكثر من اربعين يوما في بيته ومنعوه من الصلاة بالمسجد ومنعوا عنه حتى الماء وهو من وضع كل امواله في خدمة الاسلام والمسلمين ان سكوت الصحابة على هذه الحادثة حتى ولو كان هذا السكوت بامر من الخليفة نفسه(( رض)) قد فتح ابواب الفتن على الامة الاسلامية فقد اهينت الدولة فبدات بوادر الانقسام تتكون في جسد الدولة الاسلامية منذ تلك الحادثة , عندها اراد المسلمين مبايعة علي بن ابي طالب ((رض)) ليكون خليفتا للمسلمين ليعيد الامور الى نصابها بدا الخليفة الرابع (( رض)) عمله بعزل الولات الذين عينهم الخليفة الثالث ((رض)) وهو احد مطالب العصابة التي قتلت خليفة المسلمين قبل يوم واحد فكان كانه يوافق على مافعله هؤلاء وهذا الظاهرمما كان ونحن لانستطيع ان نقول اكثر من ذلك , لكن والي الشام معاوية بن ابي سفيان (( رض)) لم يقبل بتسليم الولاية للوالي الجديد الا بعد ان يستلم قتلة الخليفة عثمان(( رض)) ويقتص منهم باعتباره وليا لدمه فبدا الخلاف برفض الامام علي تسليم قتلة عثمان الى معاوية الا بعد ان تنتهي الفتنة ورفض معاوية ذلك واصر على التحقيق مع القتلة المتامرين يقول التاريخ ان الامام علي رفض التحقيق مع هؤلاء واصر على حرب معاوية باعتبار خروج معاوية على بيعة الامام هو تقليل لشان الدولة والنظام لكن الم يكن ترك عصابة ظالة من محاصرة وقتل خليفة المسلمين هو تقليل من هيبة الدولة والم يكن ترك قتلة خليفة المسلمين طلقاء هو تقليل من قيمة الدولة وشانها والتهاون في حد من حدود الله انا لا استطيع ان اقبل فكرة ان الامام العادل الشجاع علي بن ابي طالب ((رض)) يترك قتلة خليفة المسلمين عثمان بدون عقاب مهما كانت الاسباب اذن هناك تزوير وتحريف في احداث التاريخ لخدمة اطراف كانت قد بدات تامرها على الدولة الاسلامية منذ ذلك الحين لان هذه الدولة اسقطت امبراطورياتهم واذلت اكاسرهم .
بعد مقتل الخليفة الرابع الامام علي بن ابي طالب(( رض)) على يد ابن ملجم خلفه في منصب الخلافة ابنه الحسن عليه السلام لكنه لم يامن اتباعه فبايع معاوية خليفة للمسلمين مما ازعج كثيرا من المحيطين به من اتباعه وشيعته وعابوا عليه عمله هذا حتى لقبوه بمذل المؤمنين وقد دفعهم هذا الى اغتياله بالسم عليه السلام لانه اراد ان يكف عن المسلمين القتال وهذا الامر لايرضيهم لانهم يريدون ان تسيل دماء المسلمين غزيرة لكي يثاروا لامبراطورياته واكاسرهم.
لقد توقفت حركة الفتوحات الاسلامية في اواخر عهد الخليفة عثمان ((رض)) وفترة خلافة امير المؤمنين علي(( رض)) نتيجة للفتن التي اصابت جسد الدولة الاسلامية والتامر الذي وجهه عليها اعدائها , فعمل معاوية ((رض)) منذ بداية خلافته على تجهيز الجيوش الاسلامية وشن حرب شاملة على الامبراطورية البيزنطية لتحرير شعوبها وادخالها في دين الله القويم وابعاد خطرها عن تخوم الدولة الاسلامية حتى جهز جيشا لللاستيلاء على عاصمة الدولة البيزنطية وليحقق قول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ((لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش)) فعادت المياه الى مجاريها في جسد الدولة الاسلامية وبدات الفتوحات تتوسع وبدات الشعوب تدخل في دين الاسلام افواجا افواجا لقد صنع امير المؤمنين معاوية(( رض)) من الدولة الاسلامية قوة عالمية استطاعت ان تحاصر عاصمة البيزنطيين لمدة سبع سنين مما جعل اباطرة الروم يتخلون عن احلامهم باستعادة اراضي العرب في مصر والشام التي حررتها جيوش المسلمين لقد استطاع امير المؤمنين معاوية(( رض)) ان يوصل الفتوحات الاسلامية حتى كابول وبخارىوسمرقند شرقا والى تونس غربا , لم يرضي اعداء الامة الاسلامية حالها الذي وصلت اليه فبدؤوا يتحينون الفرص للانقضاض عليها واحياء الفتن فيها فاستطاعوا ان يؤلبوا عوام الناس في الكوفة وغيرها ليكونوا بذورا للفتنة التي ستكون مقدمة للكارثة القادمة .....
التعليقات (0)