كارثة خروج الحسين على الخلافة الاموية ج3.
اننا نستطيع ان نبني دولتنا الاسلامية العظمى التي تحافظ على حقوقنا بنفس سرعة انشائها اول مرة في زمن الاسلام الموحد اذا ما ابعدنا عن عقولنا اكاذيب المغرضين وانتبهنا لاهدافهم المجرمة ..
يتهم الامويين انهم كانوا معادين للهاشميين منذ ماقبل الاسلام وانا اقول لماذا لانقول ان الهاشميين هم من عادى الامويين باعتبار انهم طرفين في عصبية قبلية واحدة والعادات والتقاليد القبلية كانت واحدة وتؤثر على الطرفين بنفس النسبة فالاسلام هومن ابعد البغضاء والعداوة بين البشر والاسلام انتشر بين الامويين والهاشميين بنفس النسبة تقريبا في مكة حيث ان هذا الدين لايعترف بنسب الانسان بل يعترف بايمانه وعمله فقط فالعمل الصالح هو اساس الانتماء لهذا الدين والايمان به وانا اسال من يحب الهاشمين ويبغض الامويين انطلاقا من ايمانه المفترض بالاسلام واقول له من هو الافضل عنده ابو لهب الهاشمي عم الرسول الكريم محمد ((ص)) والذي مات كافرا بعد ان اذا الرسول الكريم والاسلام كثيرا ام ابو سفيان الاموي الذي امن بالدين وصاحب الرسول الكريم محمد((ص)) باعتبارهم من نفس العمر ومن نفس الموقع القيادي في قريش ,اذا عرفنا الجواب الصحيح لهذا السؤال بعيدا عن كون ابا لهب هاشمي او ابو سفيان اموي وجعلنا ايمانهم وعملهم هو الحكم والفيصل نعرف ميزان الحكم على الامويين والهاشميين ومدى عداواتهم لبعض او عداوتهم من قبل المتحمسين لاي من الطرفين . ان الاموين كانوا مميزين بحنكة القيادة ومعروفين بين العرب قبل الاسلام وبعده بهذه الصفة فلهذا استطاع الخليفةالاموي معاوية ((رض)) ان يلجم الفتنة ويقودالامة من نصر الى نصر ولعلمه ان خلو موقع الخلافة بعد موته سيدفع مثيري الفتنة الى الظهور وتدمير الامة فلهذا كان اجتهاده باخذ البيعة لابنه يزيد وهو حي درءا للفتنة واسكاتا لاصوات مثيريها وهو بعمله هذا لم يخالف شرع ,صحيح ان المجتمع الاسلامي لم يعهد ان تكون الخلافة وراثة في اسرة واحدة لكن للضرورات احكام وهو لم يستطع ان يطبق مبداء الشورى في هذه الحالة لان كبار الصحابة والقادة كانوا منتشرين في بقاع الارض يفتحونها للاسلام والنور وكان من الصعب عليهم ترك مواقعهم للقيام بالشورى وهو بعمله هذا انقذ الامة من الانقسام الشامل المؤدي الى موتها واضمحلالها وهذا هو هدف المصلحين من امة محمد ((ص)) ثم ان عدم مبايعة جزء من المسلمين لخليفة ما ليس سبب لاسقاطها فالمسلمين صححوا مبايعة الخليفة علي ((رض)) عنه مع ان جزء من الصحابة لم يبايعوه وهم سعد بن ابي وقاص وزيد بن ثابت وحسان بن ثابت وغيرهم .
بعد ان غادر الحسين ((ع)) مجلس الوليد بن عتبة توجه الى مكة وفي الطريق وقد كان الحسين قد اجتمع بابن الزبير في الطريق بعد ان خرجا كل على حدة وبينماهما متجهان الى مكة التقيا بابن عمر وعبد الله بن عياش وكانا قادمين من العمرة فقال لهما ابن عمر «أذكِّركما الله إلا رجعتما فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس و تنظران فإن اجتمع الناس عليه لم تشُذا، و إن افترق عليه كان الذي تريدان» لكن الحسين وابن الزبير لم يستمعا الى هذه النصيحة الغالية , وجاءه عمرو بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وقال له بلغني انك تريد التوجه الى العراق واني مشفق عليك ان تاتي بلدا فيه عماله وامراءه ومعهم بيوت الاموال , وانما الناس عبيد للدينار والدرهم فلا امن عليك ان يقاتلك من وعدك نصره فلم يستمع له الحسين ولا ندري لماذا فهل كان الحسين((ع)) يثق كل هذه الثقة باناس خانوا ابيه قبله بعد ان وعدوه النصر ام ان الحسين((ع)) كان طالب ملك مصرا عليه , وجاءه ابن عباس وقال له قد ارجف الناس انك تريد العراق فخبرني ما انت صانع ؟ فقال الحسين((ع)) له اجمعت على المسير احد يومي هذين فقال له ابن عباس اعيذك بالله من ذلك خبرني رحمك الله اتسير على قوم قتلوا اميرهم وضبطوا بلادهم ونفوا عدوهم فان كانوا فعلوا ذلك فسر اليهم وان كانوا انما دعوك اليهم واميرهم عليهم قاهر لهم وعماله تجبي بلادهم فانما دعوك الى الحرب ولا امن عليك ان يغروك ويكذبوك ويخالفوك ويخذلوك ويستنفروا اليك فيكونوا اشد الناس عليك , فقال الحسين ((ع)) فاني استخير الله وانظر ما يكون . فهل استخار الحسين ((ع)) ووقعت الخيرة على المسير مع ما يتبع هذا المسير من ويلات وكوارث لانعلم فعندما اتى ابن عباس في الوم التالي ليستطلع امر قرار الحسين((ع)) ونصحه مرة اخرى بعدم الذهاب الى اهل الكوفة وذكره انه معزز سيد في الحجاز ولا حاجة له بالذهاب الى قوم خذلوا ابيه قبله ونصحه بالذهاب الى اليمن فان بها حصونا تحميه وشعابا تعزله عن الناس فيقوم على دعوته بوجه افضل فلم يسمع منه الحسين((ع)) شيئا فنصحه ابن عباس ان لايذهب بالنساء والاطفال حتى لايقتل امامهم كما قتل امير المؤمنين عثمان((رض)) فابى عليه ذلك واصر ان يذهب بنسائه واطفاله بموكب واحد وقد كان لهذا العمل تبعات كارثية استغلت من قبل اعداء الدين والامة لتشويه صورة الاسلام واخلاقه . وقد جاءه كتاب من عبد الله بن جعفر يقسم عليه ان لايذهب الى الكوفة ومع كتابه كتاب من عمرو بن سعيد فيه الامان يساله الرجوع فاابى وتم على وجهه فقابله عبد الله بن مطيع ولما علم بوجهته قال له اذكرك الله يا ابن بنت رسول الله ((ص)) وحرمة الاسلام ان تنتهك انشدك الله في حرمة العرب فابى الا ان يمضي . ولما كان في الثعلبية جاءه خبر مقتل ابن عمه مسلم بن عقيل فقال له بعض اصحابه ننشدك الله ان ترجع فانه ليس لك في الكوفة ناصر ولا شيعة بل نتخوف ان يكونوا عليك فاراد الحسين ان يرجع فوثب بنو عقيل وقالوا والله لا نبرح حتى ندرك ثارنا او نذوق كما ذاق مسلم , وكان على الحسين في هذه الحالة ان يردع هؤلاء لان المسالة ليست ثارا شخصيا بل هي اعمق واكبر من ذلك بكثير فوحدة الامة وقوام الدين مهددان لكن المشكلة ان الحسين ((ع)) وافقهم على ذلك واستمر في المسير الى الكوفة , فارسل ابن زياد جيشا قوامه الف رجل بقيادة الحر بن يزيد التميمي فطلب قائد الجيش من الحسين((ع)) ان يرجع ا وان يذهب الى الخليفة يزيد ((رض)) لعلمه انه سيكون بامان في دار الخلافة فرفض الحسين واستمر في سيره الى كربلاء , فاقبل جيش اخر لبن زياد بقيادة عمر بن سعد فطلب من الحسين ان يذهب معه الى ابن زياد فابى الحسين ذلك ,فلما راى الحسين ان الامر جاد هذه المرة قال لعمر بن سعد اخيرك بين ثلاث .
اولها ان تدعني ارجع من اين اتيت .
وثانيهما ان اذهب الى ثغر من ثغور المسلمين .
وثالثهما ان اذهب الى الخليفة يزيد ((رض)) لاضع يدي في يده .
فقد كان الحسين ((ع)) مطمئنا للخليفة يزيد ((رض)) حتى وهو خارج على حكمه وهذه شهادة من الحسين ((ع))لكرم واخلاق ودين الخليفة يزيد ((رض)) تدحض كل التخرصات التي الصقت بهذا الانسان المؤمن من قبل اعداء الامة والتاريخ من شعوبيين وفرس .فان كتب التاريخ مليئة بشهادات تدل على ايمان وحكمة وخلق هذا الخليفة ففي البخاري عد ابن عمر الخروج على يزيد غدرا فقد جمع ولده ومن معه وقال لهم ( انا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله واني لااعلم غدرا اعظم من ان يبايع رجل على حب الله ورسوله ثم ينصب له القتال ) وقد كان ممن يروون الحديث , ولما سمع عبيد الله ابن زياد بذلك ترك الخيار للحسين ((ع))لان ابن زياد لم يكن مصرا على قتل الحسين ((ع)) كما تصور لنا القصص العاطفية الحماسية التي روجها اعداء الامة ليوجهوا قلوب الناس الفقراء الى اية وجه يريدونها وتخدم مصالحهم , وهنا تدخل الفارسي المجوسي شمر بن ذي الجوشن وبدا يحرض ابن زياد على قتل الحسين ((ع)) واخذ يوقض الغرور في نفس ابن زياد ويشير اليه بان ينزل الحسين ((ع)) على حكمه بصفته والي الكوفة والامر يجب ان يرجع اليه في هذه المسالة , رفض الحسين ((ع)) هذا المطلب الفارسي المجوسي فاستلم الشمر قيادة الجيش وكانت الكارثة ...
التعليقات (0)