بقلم زيد يحيى المحبشي
توجه مخيف وممنهج نحو تجهيل المجتمع
كانت مساجدنا عامرة بالعلماء والمتعلمين؛ يدرس فيها علوم لغتنا واخلاق ديننا وأحكام شريعتنا وفلسفة الخلقة والأخلاق والعدل والتوحيد وأصول التشريع والاجتهاد .. كتب متنوعة هي عصارة اكثر من 1300 عام لعلماء الزيدية والشافعية تم تنحيتها ووضعها في رفوف النسيان .. ثراء فقهي وتشريعي ومعرفي وفكري وثقافي وأدبي بدأ بالذوبان في بحيرة محدلة التجريف والتجهيل .. 1300 عام من انتاج اليمن الفكري والمعرفي والفقهي اختفى فجأة ليتم استبداله وبتوجه رسمي لم يعد خافيا على أحد بالتسطيح والطمس والتجهيل والمنع لأسباب يعلمها الله والراسخون في العلم ..
لم أتفاجأ في نهاية رمضان الفائت بتواصل أحد الأخوة الأعزاء المقربين من الحكام الجدد وأحد المستائين من توجههم المتعمد نحو تجهيل المجتمع .. وهو يشكو لي بكل حرقة وألم تفشي الجهل بأحكام العبادات والمعاملات بين الشباب ووقوع الكثير منهم في المحظورات الشرعية وتجاوز نسبة الالحاد في مدينة صنعاء وحدها 10 بالمئة .. وعندما سألته عن السبب؟ .. قال: توقف تدريس العلوم الشرعية التي اعتاد أباؤنا وأجدادنا على دراستها في المساجد واستبدالها بتدريس فكر الجماعة وبالتالي توقف المساجد عن أداء رسالتها التنويرية .. ما نراه شيئ محزن ومؤسف .. يحتاج الى المراجعة وتدارك ما يمكن تداركه إن كان لا يزال هناك بقية من ضمير
وحسبنا الله ونعم الوكيل
التعليقات (0)