مواضيع اليوم

كارثة إسمها .. توليد الكهرباء بالنووي

بلقيس سليمان

2010-08-27 15:23:49

0

كثيرا ما سمعنا عن توليد الكهرباء بالطاقة النووية في كثيرا من البلدان خصوصا العربية وقد اتجهت بعض منها إلى وضع خطة دراسية لإقامة تلك المفاعلات النووية على أرضها لتوليد الكهرباء ، حتى في بلادي اليمن أرض السعيدة كان قد وعدت الحكومة اليمنية أثناء الإنتخابات الرئاسية في 2006م بتوليد الكهرباء بالطاقة النووية ولم نرى بعد الإنتخابات شيء من ذلك ، ولربما انتبهت حكومتنا النزيهة إلى حجم الخطورة التي كانت ستقع على هذا الشعب بل على كل حي في هذه الأرض لو أقيم فعلا هذا المشروع ، صحيح أن هناك ميزات وفوائد إقتصادية وغيرها مقارنة بالنفط وأن توليد الكهرباء بالنووي جاء ليحد بشكل كبير من حجم استهلاك هذه المادة الثمينة ، لكن حجم خطورة استخدام الطاقة النووية أعظم من ذلك لو تابعت معي المقال .


النفط :
منذ 2500 ونحن نستخدم ذلك السائل الأسود ( النفط) ونبحث عنه كبحثنا للماء واصبح مادة أساسية في استخداماتنا اليومية ، ولربما كان هرم ماسلو المكون من خمسة حاجات عند السياسيين ستة بعد اضافة – الحاجة للنفط ، لما لها من أهمية اقتصادية وعسكرية ، وتعتبر النفط مادة قابلة للإستنزاف والنضوب ومن المتوقع نضوبه سيكون خلال قرن واحد على أكثر تقدير وهو ما ذكرته بعض الدراسات وسيكون محصورا بين الدول المنتجة لها وسيكون بالكاد يكفي لسد حاجاتها
وتجنبا من إهدار هذه المادة الثمينة كان لا بد من البحث عن مصادر أخرى بديلة لتوليد الطاقة بدلا منها فكانت - توليد الكهرباء بالطاقة النووية هو البديل الأكثر شعبية.


لماذا الطاقة النووية :
برغم من تعدد مصادر الطاقة في توليد الكهرباء ولتحلية مياه البحر وغيرها مثل: الطاقة الشمسية – القوة المائية – قوة الرياح ... وغيرها إلا أننا إخترنا موضوع النووي لما فيها من خطورة بالغة فهذه الطاقة تعد تكنولوجيا قديمة قد عفى عليها الزمن كما يقولون وكان أول إستخدام لها في الاتحاد السوفيتي ولمالها من أضرار وخطورة بشرية من جراء اشعاعاتها القاتلة والمميتة أو المسرطنة كأقل خطورة اتجهت تلك الدول ( الأوروبية والامريكية ) إلى استخدام طاقة بديلة أقل كلفة واقل خطورة وبنفس المخرجات والنتائج كالطاقة الشمسية .. وغيرها ، وخوفا من تلك المعدات المولدة للطاقة النووية أن تتعرض للتلف أو ينتهي عمرها الإفتراضي ( أي تصبح خردة) رأت أن أملها الوحيد هي دول الشرق الأوسط ودول العالم الثالث فهم خير من يبحثون عن التكنولوجيا القديمة ، ومن المؤسف أن بعضا من تلك الدول بدؤوا بالفعل بشرائها أو التخطيط لإقامة تلك المفاعلات على أراضيها .
وقبل أن نتحدث عن خطورة هذا المفاعل لا بأس بأن نتحدث عن ميزاته لنكون بذلك قد ألممنا بالموضوع من زواياه المختلفة وحتى لا نبقي للقاريء حجة بعدها .


من ميزات هذه الطاقة:
- تعد الطاقة النووية أكثر اقتصادا من الطاقة المستخدمة حاليا في توليد الكهرباء فالكمية المطلوبة من هذه الطاقة لتوليد الكهرباء هي أقل بكثير من كمية البترول والفحم لتوليد نفس الكمية فعلى سبيل المثال طن واحد من اليورانيوم يقوم بتوليد طاقة كهربائية أكبر من تلك التي يولدها استخدام ملايين من براميل البترويل أو من أطنان الفحم .
- محطات الطاقة النووية تنتج أقل كمية من النفايات والأبخرة إذا ما قارناها بالطرق المستحدمة الآن
- مصادر توفر اليورانيوم متوفر بكثرة وبكثافة عالية وهو سهل الاستخراج والنقل

أما إذا تحدثنا عن أضرارها:
- التلوث الحراري: تنتج المحطات النووية كمية بسيطة من الأبخرة أو النفايات المشعة مقارنة بالمحطات الحرارية التي تعمل بالطاقة الأحفورية كالفحم والنفط وغيرها لكن هذه الإشعاعات الصغيرة قد تكون قاتلة للإنسان أو الحيوان أو قد تتسبب في عاهات وتشوهات لا علاج لها
لهذا فإن جميع الدول التي تستخدم الطاقة النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية تعمل على التخلص من تلك النفايات المشعة بدفنها في الطبقات الجيولوجية العميقة تحت سطح الأرض بعيدا عن الناس وبعيدا عن الكائنات البرية الحية ، وقد تستمر فاعلية الإشعاعات في تلك الطبقات لقرون بل لآلاف السنين حتى يخمد هذا الإشعاع أو يصل إلى مستوى يعادل الإشعاع الطبيعي. وهذا يؤدي إلى الأخطار التالية:
- لو حصل أي خطأ في المحطة من أي عامل فلن يكون النتيجة أقل من حادثة تشارنوبل ، أما إن كانت هناك عوارض طبيعية وحصلت أقل هزة أرضية فستكون  الكارثة كبيرة .
- كما ستتضرر التربة الزراعية فتصبح تربة غير قابلة للزراعة فيها
- ومن الحلول كذلك دفن النفايات في أعماق البحار وهو ما يؤدي إلى موت تلك الأحياء البحرية وتضرر شعبها المرجانية .
ونذكر هنا ما قالته الوكالة الدولية للطاقة الذرية :(iaea)
أن كمية الوقود المستهلَك الناجم عن مفاعلات الطاقة التي يتم تخزينها ، تحتوي على الأطنان من البلوتونيوم، كما أن بعض العناصر الموجودة في الوقود المستهلَك وفي النفايات مثل عنصر البلوتونيوم، هي ذات فعالية إشعاعية عالية وتبقى كذلك لمدة آلاف السنين. ولا يوجد حاليًّا نظام آمن للتخلص من هذه النفايات.
وإن الخطط المقترحة للتخلص من النفايات عالية الإشعاعية وتخزينها لا تضمن حماية كافية للأفراد أو للمياه الجوفية من التلوث الإشعاعي.

الحل :
ولنتجنب الأضرار الذي ستخلفها علينا تلك المحطات التي تعمل بالطاقة النووية لا يوجد إلا حل واحد هو استبعادها كليا والبحث عن بديل .
وهناك أكثر من مصدر للطاقة مثل: الطاقة الشمسة – الطاقة الريحية – الطاقة المائية ... الخ
ونشير هنا إلى أن دول العالم الأول بدئت بالفعل بالتخطيط لإستغلال هذه المصادر الطبيعية غير الضارة مثل أستراليا: فإنها ستعمل على الطاقة الشمسية بشكل كليا في نهاية هذا العام 2010
اليابان والصين : بدءا بشكل جدي باستغلال الطاقة الشمسية والتخلص من الطاقة النووية خوفا من تسرب الإشعاعات للبيئة
ألمانيا تعتمد بنسبة 30% على الطاقة النووية وستتخلص منها في العام 2020م وستتجه إلى قوة الرياح حيث تعتبر الرائدة في الطاقة الرياحية وهي تنتج حوالي 28% من إنتاج العالم

وأخيرا فقد ذكرت مركز الفضاء الألماني ( أن الطاقة الشمسة مفيدة للدول العربية وبكلفة منخفضة لأن الشمس موجودة لفترات طويلة في هذه الدول وعلى مدار العام .. ويمكن تخزينها لمدة طويلة كما يمكن بيعها .. وأيضا يمكن تحلية مياه البحر بإستخدام الطاقة الشمسية ) .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !