اغصان التبلدي تتناغم مع موسيقى الكمبلا والكرانج وتوقع لحناً للسلام .. الجبال تحيط بالمكان لتضفى عليه بعداً جمالياً يسحر عين الناظر ويتسلل الى القلب امناً وراحةً ووعداً بالمزيد من الابداع ..تفاصيل المكان توحي بالامان و تؤطر لهبوط الرؤى الفنية ... ثمة تجانس مابين المكان والانسان ، تمتد شوارع المدينة لترحب بكل قادمٍ اليها ، انها كادقلى حاضرةُ ولايةِ جنوبِ كردفان ... بأسلوبٍ شائقٍ حكى لنا إسماعيل رحمة بازنقر عن جده كادقلى بتواضع جم يستحضر الاصل والنشأة وكيف إنتسب اليه المكان وصار علمآ ,كان كادقلي الجد مزارعآ كما حفيده يعي قيمة عشق الارض والارتباط بها بادلها العشق ومنحته الوفاء والخلود
سوق كادقلي
مثلها مثل غيرها من مدن السودان ، يتوسطها السوق الكبير سوق كادقلي العتيق ، ينمو ويتسعُ ويواكبُ الطفرةَ التنمويةَ التي تشهدها المدينة ... البيعُ والشراءُ .. وحركةُ الناسِ واصنافُ البضائعِ والمعروضاتِ تدل على تميزها التجاري وتفردها بكثير من السلع والبضائع .. عسل النحل والسمن البلدي قاسم مشترك بكل المحلات التجارية , المتجر الشامل سمة تميز السوق , داخل محل واحد تجد ادوات البناء والسباكة والكهرباء والمواد الغذائية وكل ما تتوقع وجوده داخل احد الاسواق
عاشق السمراء:
العم وصفي كوندس قديس مصري الجنسية والميلاد سوداني الاحساس والانتماء وقد طاب له المقام بكادقلي منذ خمسينيات القرن الماضى وكون بها متجرأ ومجتمعاً ، ليس من اليسير ان يحصل على مثليهما في اي مكان اخر ، اسرت لبه وقلبه الطبيعة وطيبة المجتمع السوداني ،اذ اضحت كادقلى عشيقته السمراء ... يؤكد أن كادقلي هى جنة الله في الارض التى تنتظر ان تمتد اليها ايدٍ وزارة السياحة لتمس عليها بمزيد من الجمال حتى تكون اكثر جاذبية وجمالاً محفزاً لفتح نافذة سياحية من طراز فريد
تناغم الواقع:
نعم انها كادقلى ، معبر البقارة بجميل طلتهم ، والنوبة بسحنتهم الافريقية وتفرد عاداتهم التي تجمع ما بين الحداثة والاصالة ... تتشبث بالماضي وتمد ايديها استشرافاً للمستقبل ... تغنى لوطن ينشد السلام ... يعي معنى المشاركة والجماعية والوحدة.. ويؤمن بالمقولة الشعبية القائلة (اليد الواحدة ما بتصفق .)..
عند مروري بجانب استاذ كادقلي سمعت هدير مشجعي عنان السماء ،قال لي محدثي بالصبر والاصرار على التفوق اتخذ له موقعاً بين كبريات الفرق الرياضية ورفع رأسنا عاليآ , وقبل ان يكمل لي افتخاره بالفريق تعالت اصوات المشجعين وشاركهم محدثي بصيحات الفرح وجرى مسرعآ نحو الاستاد ليختلس النظر ويشبع فضوله بمن الذي احرز الهدف ... لم اتلفت كتيرآ لمعرفة المزيد عن المدينة ودقات الساعة تشير الى اقتراب وقت وداعنا لساحرة الجبال ...
لا ادري كيف اختم رحلة إنبهاري بالمدينة ولكن عندما تعجز الانظار عن ترجمة كل مدخلات فجائية التلقي ، اعلم انك امام مشهد بعمق التجرد واتساع خيال الطبيعة ، فقط ابتسم ومد يمناك لانك فى كادقلي .
التعليقات (0)