مواضيع اليوم

كاتب جزائري يشكر القتلى

علي مغازي

2009-12-02 18:14:41

0

كاتب جزائري يشكر القتلى

 مباراة الجزائر مصر - مدونة حبيباتي - علي مغازي

بقلم شرف الدين شكري

أنا الآن بصدد العمل عبر المنتديات الكروية على مستوى "الفيس بوك"، على الإخاء بين "المحاربين" من كلا القطبين. وصدقوني، يكفي أن ينال هؤلاء الشباب بعضا من الحديث المتعقّل حتى يعودوا كلهم إلى جادة الصواب، ويتحابوا فيما بينهم، ويتسامحوا... ويدركوا بأن الحقيقة اللعينة، تربض دوما خارج سياق الواقع الذي نشاهده على المباشر.

وقد آخيت بين الكثيرين، واعتذرت لهم واعتذروا مني جميعا، وعاهدوني على نشر الوعي بين أصدقائهم في الشارع المحتقن، فتأكدت بأن الحبّ هو المآل الأخير الذي لا بدَّ أن تأول إليه الأمور إن عاجلا أم آجلا...

أنا شخصيا، كنت ضحية بعض الردود العصبية التي جعلتني أخسر الكثير من صداقاتي الحميمية، وجعلتني أندم على تلك العصبية التي جرفت كلا الطرفين نحو نوع من العراك الصبياني الشوفيني الذي لم ننل منه إلا المزيد من الكراهية تجاه بعضنا بعض، مانحين فرصة كبيرة للعالم المتقدّم الذي قطع أشواطا كبيرة في التصنيع والتعليم والتسلًّح والتحضُّر، كي يضحك علينا من أعماق قلبه بعد أن كان يتحين الفرصة السانحة للقضاء على ذلك الحبّ الجارف الذي كان يجمع شوارع الشعوب العربية فيما بينها في الصراء والضراء، نكاية في حكّامها الذين لم يتفقوا إلاّ في تجويع ش عوبهم،وتخويفها،وتجهيلها، وتأبيد مناصبهم على رؤوسهم.

نجحت هذه التجربة البائسة أخيرا في جعل الشعوب العربية تتكاره فيما بينها.

نجحت في خلخلة البنى الواهية التي يدّعيها رجالات الثقافة الأجلاء، وبرهنت على مدى صغارة النخب الثقافية القائدة... أي انعدامها شبه الكلي.

خطابات الكره التي انتقمت للوضعية المزرية للمواطن العربي مازجت بين لاعب الكرة، ولاعب نرد المصير، واللاعب بالكلمات، واللاعب بالأسلحة التي تذلُّ الشعوب وتعجز أمام الأعداء الحقيقيين.

وأنا من منصبي هذا؛

أعلن اعتذاري للشارع العربي أولا، الذي لم نحسن الحفاظ على اللحمة المتينة التي كانت تجمعه.

أعلن عن انهيار مزاعمنا الكبيرة التي عجزت عن بناء صرح حبّ وحيد، أمام أول تجربة نزاع بين أخوين عتيقين.

أعلن بأن الجرح الذي خلّفه جهلُنا، وتعنُّتنا، وانغلاقنا على أنفسنا في بيوتاتنا، وانسيابنا نحو الراهن المرئي، والسياسي البغي، وبكائنا البليد على أطلالٍ خذلنا عظمتها، وعلى شهداء لم نسمح لهم بأن يستريحوا في قبورهم حتى الساعة... أعلن أن هذا الجرح لن يندمل لسنين طويلة مستقبلا، وبأننا نستحقُّ جميعا،ككُتاب ملعونين، علامة صفر في درس الحضارة.  

لا داعي لأن نمحو ما كتبناه...دعوه شيمة مميزة على سقطتنا...تُذَكرنا بخبتنا أمام الأزمات.

لا داعي للاعتذار من الشارع الكليم، لأن جراحه لن تندمل بكلماتنا المريضة.

لا داعي لتحميل " الغريب" دم الضحية، فلا مجرم إلاّنا...

ونصيحتي لنا جميعا، أن نتعلّم الصمت قليلا... عسى الضحايا البريئين الذين لا دخل لهم في ما جرى يسامحوننا ذات يوم بعيد،لأننا شئنا ذلك أم أبينا، نشكّل جزءا لا يتجزّأ من كوميديا الإعلام التي نجحت في القضاء على الحبّ الوحيد الذي كان بمنأى عن تحايلات رجال السياسة: حب الشعوب العربية لبعضها بعض.

عسانا نتعلّم الصمت أخيرا...

عسانا نتعلّم الصمت..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات