مواضيع اليوم

كابتن راضي شنيشل ودرس في الوطنية

زين الدين الكعبي

2009-02-10 14:18:31

0

راضي شنيشل الملقب بالسيد احد ابرز لاعبي المنتخب العراقي لكرة القدم في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ,  واسم لامع في سماء الكرة العراقية فنا وخلقا , بل اني ازعم ان راضي شنيشل هو من اكثر اللاعبين اللذين رأيتهم في حياتي خلقا داخل الملعب .  ومن خلال سماعي لاراء زملائه ومدربيه فيه فهو انسان خلوق جدا خارج الملعب . ولا اريد هنا سرد تاريخ السيد الكروي وانجازاته مع الفرق اللتي لعب لها او مع المنتخب ولا وصف دماثة خلقه واللتي قد لايكفي في وصفها الاف الاوراق , ولكني اريد ان احييه على حياده وواقعيته اللتين ابداهما في لقائه مع المذيع حيدر عبدالحق على قناة الجزيرة مباشر بعد مفاتحته من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم لتدريب المنتخب الاول مؤقتا لحين الاتفاق مع مدرب اجنبي جديد خلفا للبرازيلي المقال جورفان فييرا وهذا ما اعلنه نائب رئيس الاتحاد ناجح حمود بعد الانتهاء من اجتماعت الاتحاد وخروجه بقرارات جديدة تشرح خطة الاتحاد للمرحلة القادمة . وكانت ردود السيد راضي في منتهى المهنية ومنتهى الشعور بالمسؤولية اتجاه سمعة العراق الكروية  وهذا ما كان منتظرا منه.

ففي معرض اجاباته عن اسئلة المذيع والجمهور اللذي اتصل من كل محافظات العراق قال راضي شنيشل , انه قبل المهمة ولكنه لن يتردد في تركها بعد ايام فيما اذا لم يجد تعاونا من قبل الاتحاد وانه غير مستعد للكذب على الجمهور بالقول ان المنتخب جاهز للاستحقاقات القادمة وهو ليس كذلك .

وفي رده عن رأيه فيما اذا كان يفضل تدريب المنتخب من قبل مدرب اجنبي او مدرب محلي ؟ اجاب دون تردد بالجواب التالي .

مع احترامي للمدربين العراقيين الا اننا انقطعنا جميعا عن العالم منذ التسعينات والى الان . ولم يدخل احد منا اي دورة تدريبة منذ بدأ الحصار الا البعض اللذي اخذ دورة مدربين واحدة ليس اكثر وعلى نفقته الخاصة وانا منهم . وبالتالي فان جلب مدرب اجنبي على ان يكون معروفا بكفائته عالميا امرا ضروريا الان لأن المنتخب تنتظره بطولة عالمية هي كاس القارات سيلعب خلالها مع ابطال قارات العالم .

وفي سؤال عن عدنان حمد اجاب بحيادية .

ان عدنان مدرب ممتاز وله انجازات مهمة مع منتخب العراق وقد حقق مع المنتخب الاولمبي المركز الرابع في اثينا وبطولة اسيا مع منتخب الشباب , وان اخفاقه هنا او هناك هو امر طبيعي جدا فلا يوجد مدرب يستطيع الفوز بكل البطولات في كل العالم , ولكن عدنان قد اخذ عدة فرص وعليه فسح المجال للاخرين الان . كما ان خطأ عدنان الوحيد هو  في تصريحاته السياسية عن الوضع الراهن في العراق وان الرياضي يجب ان ينئى بنفسه عن السياسة ويركز على خدمة وطنه من خلال الرياضة .

وقد سأل السيد راضي عن مكمن الخلل اللذي ادى بالمنتخب الى الخروج من تصفيات كاس العالم وتردي مستواه في كاس الخليج وكان رده بمستوى عالي من المهنية ومثالا للوطنية قائلا .

لقد كنت مرتبطا بعقد عمل في دولة قطر عندما بدأ التغيير ( هذه المفردة استخدمها شنيشل تعبيرا عن الاحتلال ) , ولكني ورغبتا مني بالمساهمة في بناء الرياضة على اسس جديدة وتجاوز الماضي رجعت الى العراق وتعاقدت لتدريب ناديي القوة الجوية والزوراء ولكني لم البث طويلا ورجعت الى قطر , والسبب في ذلك لاني وجدت وضع الاندية في العراق بائسا جدا وان معظم القائمين على الاندية الان لا يمتون الى الرياضة بصلة بينما المختصون بالرياضة مهمشون , والامر نفسه ينطبق على  القائمين على الرياضة في وزارة الشباب والحكومة اللذين يتدخلون في الشؤون الرياضية بدون دراية ويتعمدون تفضيل المصالح الشخصية على المصلحة العامة وليس هناك اي خطط عمل لادارات الاندية , والشيء نفسه ينطبق على الاتحاد اللذي اصبح يعمل يوما بيوم بدون اي خطط مستقبلية في العمل واصبحنا نعتمد عل اللاعب الجاهز في البطولات وتركنا بناء منتخبات الفئات العمرية .

 واضاف راضي في شرحه لواقع الكرة والرياضة عموما في العراق .

ان المشاكل اللتي تعاني منها كرة القدم في العراق كثيرة وكبيرة وكان المنتخب يعاني منها حتى قبل احراز المنتخب اللقب الاسيوي ولكن الفوز باللقب غطى على العيوب والمشاكل لفترة ثم ما لبثت هذه المشاكل ان طفت على السطح وادت الى الهزائم اللاحقة ,

وجاء في جواب الكابتن راضي لسؤال عن الخطة اللتي سيعمل بها في الفترة القادمة قال .

ان الوقت قصير جدا لبطولة القارات ونحن نضيع الوقت الثمين الان في سجالات عقيمة وانه سيرجع الى العراق في محاولة لبناء فريق يمزج اللاعبين القدماء اللذين حققوا اللقب الاسيوي واللذين هم في معظمهم من المحترفين في الخارج مع اللاعبين اللذين يلعبون في الدوري المحلي وسيكون البقاء في المنتخب للأصلح بعيدا عن الاسماء الكبيرة .

وسأل الكابتن راضي عن معنى ذلك فأجاب .

انا لا أعني التخلي عن اللاعبين الاساسيين الان في المنتخب او اللاعبين المحترفين في الدوري القطري والدوريات الاخرى لان هؤلاء اللاعبين هم لاعبين جاهزين وعلى مستوى عالي ويتدربون في انديتهم مع مدربين عالميين ولكن عليهم اثبات استحقاقهم اللعب مع المنتخب من خلال ثبات مستواهم في الوقت الحالي وان الاعتماد على النجومية للبقاء في المنتخب خطأ يرتكبه هؤلاء اللاعبون , كما نوه راضي شنيشل الى دور الاعلام الرياضي في العراق واللذي قال عنه انه اصبح دورا هداما وسببا في تدمير المعنويات للاعبين والمدربين على حد سواء واضاف , ان الاعلام الرياضي اصبح اداة بيد البعض لتحقيق مكاسب شخصية وحزبية وهذا ما سيلحق اضرارا كبيرة بالرياضة عموما .

واخيرا سئل عن دور لاعبي المنتخب وخصوصا المحترفين منهم في تدني مستوى المنتخب قال .

اولا ان الكثير من اللاعبين العراقيين لا يمتلك ثقافة كروية وانه يشاهد الكثير منهم في قطر وهم يسهرون الى اوقات متاخرة ولا يهتمون بساعات نومهم ولا بالتغذية الصحيحة مما ساهم في هبوط مستوى البعض منهم , ولكن ذلك لايعني ان اللاعبين المحترفين سيئين بل على العكس فهم جميعا اساسيين في انديتهم وان الرأي العام والصحافة قد ظلمتهم بتحميلهم مسؤولية الهزائم الاخيرة وأتهامهم بالخوف على انفسهم من الاصابة وعدم تقديمهم المستوى المطلوب , وان كانوا يتحملون جزء منها بسبب انسياقهم الى التكتل والتحزب الى هذا المدرب او ذاك مما ادى الى خلق ولاءات متعددة لدى اللاعبين في المنتخب لجهات مختلفة اثرت على علاقات اللاعبين بالمدربين وبزملائهم  مما انعكس سلبا على المنتخب .

وهكذا كشف راضي ان الخلل في المنتخب هو امتداد للخلل في اللاداء الحكومي والشعبي على حد سواء وان سبب الكارثة اللتي حصلت في خليجي 19 سببها الفساد الحكومي والمحاصصة السياسية المقيتة اللتي اتت بوزير الشباب ومدراء الاندية لاسباب معروفة , ومنهم من لايمتلك حتى شهادة الاعدادية ناهيك عن الشهادات الرياضية , واللذين يتعاملون مع المؤسسات الرياضية وكانها اقطاعيات خاصة بعيدا عن الرقابة وعن البرلمان اللذي لم اشاهده استجوب احدا عن الواقع الرياضي الاليم في العراق . ويبدو ان الحكومة لاتزال تتعامل مع الرياضيين حسب ارائهم السياسية وتريد منهم ان يكونوا بوقا اعلاميا لها . ولانزال نسمع ونقرأ كل يوم اصواتا نشازا كثيرة في الشارع الرياضي واللتي تردد مقولات سخيفة وهدامة في ذات الوقت مثل ان عدنان حمد أقيل لانه ابو عمر وليس لانه اخفق . او ان الاتحاد اللذي يرئسه حسين سعيد يريد هدم المنتخب نكايتا بحكومة المالكي الشيعية , وكان هذا الاتحاد ليس هو الاتحاد اللذي حقق اللقب الاسيوي. وكان نائب الرئيس ناجح حمود ليس من ابناء النجف. والنتيجة اتحاد واندية اخفقت  في تحقيق ادنى حد من مواصفات دوري المحترفين للمشاركة في بطولة ابطال اسيا .

لله درك ياراضي شنيشل , لقد اعطيتنا والله درسا في المهنية والوطنية والترفع عن الطائفية والفساد في بلد يأن من الاحتلال والارهاب والفساد الحكومي والتخلف الفكري الطائفي , وكيف يجب ان نخدم العراق بكشف كل الحقائق دون الخوف من احد مهما كان وان نكشف اي مسؤول لايتمتع بالكفائة او اي مسؤول فاسد يدمر مسيرة بناء الرياضة وغير الرياضة ووضع اليد على الجروح دون وجل لان هذه هي الطريقة الوحيدة لاستمرار مسيرة البناء في العراق الجديد .

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات