كأن تقول: أشك فعلا أنَّه هو
1
انتبه لنا أخيرا صوت المساء. لكنه طالَبنا بجباية أحلامنا. لم نكن بعدُ مستعدين للسَّداد ،لذلك أقفلنا الشِّعر و غادرنا المجاز…كانت رحلة شاقة جدا تعلمنا فيها أن نجلس مع العابرين في ضحك، و أن نخفي رغبتنا في صعود السُّلم مرة أخرى، و التفرس في وجه القمر… حتى أننا لبسنا نظارات شمس سميكة حتى لا يرى اشتياقنا و تنكشف رغبتنا في العودة إلى الغواية… قد ننادي غدا في زحام السوق فلا تخبروا أحدا أننا نقول شعرا. سينعقد رجاؤنا أن تشهدوا معنا أنه كلام عادي ،فلن يكون خطرا على الأخلاق العامة ولا على طلق الهواء…نحن نريد فقط هذه الخدمة الصغيرة فلن تكون شهادتكم كلام زور ولا ورطة ..ستكون محاولة أخيرة لعودة العصافير إلى مدينة…
2
ابتعدنا عن خط الاستواء .أدرنا الكرة ثم وضعنا أصابعنا؛ توقفت الأرض عن الدوران. قلنا بلا مواربة إننا الآن قادرون على اجتياز امتحان الجاذبية بحذاء قديم و رغبة جامحة في الصياح و دلق الماء.فقد ذكرت الحكاية الشعبية أن الجازية غرغرة فم ذياب النائم بالماء لأنه أقلقها بشخيره ….نحن الآن بلا جاذبية .أدرنا الكرة ثم وضعنا يدنا على غيمة…
3
خلف مدينة لم توجد في ديوان شعر. حاول حلم أن يتعلم لغة الواقع ، أن يرتشف كاس شاي بارد، و يأكل من كلمة قيلت في رُقاد البَارحة.لم تكن الكلمة مفهومة لكن رائحة الشواء الصادرة كانت ذكية؛ كان يرجو فقط أن لا تكون كلمة آدمية لأنها ستكون خيبة معنوية فادحة.لا تعرف الكتب بعد إن كان الأنف خلق قبل الرائحة أم بعدها.لا تمييز في جمهورية أفلاطون الأولى. لكن هذه المدينة ستظل بلا شعر .
4
تقول القصة أننا كنا دائما سُمْرا. أن الشمس نبتت من مسامنا.إذ ليس علينا لنحفظ سر سمرتنا الشرقية إلا أن نقف في طابور انتظار عمل شريف…
تونس يوليو 2010
التعليقات (0)