كأس العالم 2010:
لا توجد مسابقة رياضية تشغل البشر وتخرجهم من الهموم اليومية سوى دورة الالعاب الاولمبية وكأس العالم لكرة القدم واللذان يقاما كل اربعة اعوام كما هو معروف ولحسن الحظ لا يتفق وقوعهما في عام واحد!...
اقامة البطولة الحالية لكرة القدم في جنوب افريقيا هو طريقة ذكية لاخراج تلك البطولة من شرك وقوعها الدائم لدى الدول المتقدمة وايضا لتشجيع شعوب العالم الثالث وخاصة دول القارة الافريقية على المنافسة بغية رفع المستوى الرياضي فيها...
الشيء المعتاد هو غياب العرب ماعدا الجزائر وهي ايضا ممثلة بفريق ليس له نصيب متوقع في الحصول على مراتب متقدمة ناهيك عن وقوعه في مجموعة قوية!...ولذلك فأن فشل العالم العربي ليس فقط منحصر في المجالات المتعارف عليها بل ايضا هو في المجالات الرياضية التي يمكن للجميع ان يكونوا في مستوى مقارب للدول الاخرى والامثلة عديدة لدول فقيرة في افريقيا وامريكا اللاتينية قد خرجت من سباتها الرياضي بالرغم من تأخرها النسبي في المجال الاقتصادي الذي قد يكون شماعة البعض عليها! وهي برزت في تلك اللعبة الجميلة الساحرة التي تبهر العقول وتريح النفوس من الهموم الحياتية اليومية واستطاعت ان تحرز النتائج الطيبة وان تكون ندا قويا للمحتكرين التقليديين! وهذا التأخر عن الاخرين اصبح سمة سائدة ليس هنالك مجال للخروج منها لماذا؟!...
لانه ليس هنالك من خطط رياضية مستقبلية في العالم العربي!...لانه لو كانت موجودة اصلا لاستطعنا ان نرى نتائجها الطيبة الان بسبب كون تلك البطولة موجودة منذ عقود طويلة وبالتالي فأن النتائج الجيدة غالبا ما تأتي في المجال الرياضي من خلال بناء جيل رياضي متمكن وقادر على المنافسة يحتاج الى فترة زمنية لا تقل على اكثر التقديرات عن جيل(20سنة) وبالتالي فأن اي خطط تطبق الان سوف تكون نتائجها بعد عام 2030!...فأذا اين السياسات الحكومية السابقة او الحالية لتنمية ذلك القطاع الحيوي الذي يتعرض الى الاهمال من جانب المعارضين العلمانيين الداعين الى الاخذ بأسباب التقدم،وايضا من جانب المتعصبين دينيا بدعوى انها بدع وضلالة ومسببة للفساد!...
هذا المتنفس الضيق خنقه بعض العرب للمرة الثانية من خلال شراء وتشفير المباريات بدلا من تركها متاحة للاغلبية الهاربة من همومها! وكأن اصحاب الثروات الضخمة لا توجد لديهم طرق اخرى للاحتكار غير استغلال تلك المباريات الجميلة التي تقام كل اربعة اعوام لانه يتابعها عدد كبير!...
ففي المرة السابقة احتكرها صاحب قنوات اي ار تي والان قناة الجزيرة القطرية ولا نعلم من هو القادم! وكان من الممكن ان تكون هديتهما لشعوب العالم العربي كما يفعل اثرياء الغرب في التبرع بمبالغ خيالية تفوق تبرع اثرياء العرب حكاما ومحكومين! فتكون مذكورة في كتب السيرة والتاريخ في مجلدات ضخمة مخصصة لتلك المكرمات كما يفعل الحكام!...ولكن ماذا يمكن القول في عقول مغلقة تتبع طبائع جافة وهي ترمي من يحاول فتح التشفير بمختلف الاتهامات التي تستحقها هي!.
برغم ذلك فأن الانشغال ببطولة كرة القدم ينسي كل شيء بما في ذلك التدوين! وهي مثل اجازة الصيف القصيرة ولكن لفترة قصيرة كل اربع سنوات!....
التعليقات (0)