مواضيع اليوم

كأس العالم 2010 وواقعنا المهترىء

دائما تأتى الأحداث الكروية لتكشف لنا مدى اهترائنا كأمة وانزوائنا بعيدا عن قضايانا الرئيسة، مثلما تثبت مدى فعل التغريب فينا، وبثه للسموم في الشخصية الإسلامية وتغريبها.

فكما أثبتت الأحداث الكروية بين مصر والجزائر في مطلع هذا العام مدى تفكك الروابط بين الشعوب العربية، ومدى الاستعداد من البعض للاستغناء عن عروبة مصر وطرحها أرضا من اجل كرة قدم لا تقدم ولا تؤخر، تأتى الأحداث الكروية لكاس العالم 2010 لتثبت ليس مدى اهتراء وتفاهة وتفكك الشعبين المصري والجزائري فقط، بل الشعوب العربية على امتدادها من الخليج إلى المحيط .

وللدلالة على هذا الكلام اقرأ وتدبر أخي القارىء الخبر التالي:
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN):-
"وجه أحد الأزواج من مدمني كرة القدم رسالة إلى زوجته عبر الموقع الاجتماعي الشهير، فيسبوك، تتضمن العديد من النصائح لتجنب المشاكل التي قد تنشأ بينهما ، نتيجة لانشغال الزوج بمتابعة مباريات كأس العالم التي تنظمها جنوب إفريقيا حاليا.
وقال الزوج لزوجته، بعد التحية :"إيماناً مني بقدسية الحياة الزوجية وأهمية إبعادها عن كل ما ينغصها ويكدر صفوها ..أقدم لك نصيحة من القلب عن كيفية التعايش، في فترة كأس العالم ..لكي نخرج بأقل الأضرار ..وهذه نصائح زوجك المحب :
1- في الفترة ما بين 11 يونيو/حزيران حتى 11 يوليو/تموز الطريقة الوحيدة الممكنة لفتح حوار بيننا، هو أن تقومي بمتابعة الصحف الرياضية وأخبار المونديال ، فبهذه الطريقة فقط يمكننا أن نتشارك في الحوار.. وأي كلام خارج هذا النطاق سأضطر آسفاً لعدم الرد عليه وهو ما قد يزعجك .
2-إذا أردتي أن تمري أمام التلفاز خلال المباراة، أو قبلها أو بعدها فاني لا أمانع أبدا طالما يتم ذلك زحفا على الأرض، مثل رجال الكوماندوز في الحرب العالمية.
3-خلال المباريات يجب أن تعلمي أنني..لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم، إلا إذا احتجت منك طعاما أو شرابا، ولن أوافق على سماع جمل مثل: رد على الهاتف، احضر لنا طعاما من السوبر ماركت أو افتح الباب، أو أريد الذهاب إلى بيت أهلي، وإلا سوف تذهبين إلى الأبد.

ونقل موقع "أخبار مصر" عن د. يحيي الرخاوي، استشاري وأستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة لجريدة الشروق الصادرة السبت "إن كأس العالم مناسبة استثنائية، ولذلك على الزوجة الذكية للخروج من المونديال إلى بر الآمان بدون أي مشاجرات أو حالات طلاق، فأرجو أن تسمح الزوجة لنفسها بمشاركة الزوج في هذه المباريات وتقوم بتقبيل زوجها عند كل هدف أو تسلل.
ودعا الرخاوي الزوجة إلى اعتبار مباريات المونديال "كالحج الالكتروني المعاصر حيث يتجمع العالم بشكل رمزي في هذا التوجه الواحد، وألا تركز على أن زوجها أهملها واستغل التليفزيون فحرمها من مشاهدة ما تحب".
تأمل أخي القارىء!!رسائل ونصائح للزوجات من أجل الخروج من الظرف الاستثنائي – المونديال- إلى بر الأمان بدون أي مشاجرات أو حالات طلاق إذن يمكن أن يطلق الرجل العربي زوجته من أجل المونديال.

هل يمكن وصف الحالة الراهنة للعرب بوصف أقل من الاهتراء والضعف والتفكك لدرجة أن استقرار واستمرار الزوجية أصبح على كف المونديال؟
فليمت أهل غزة جوعا، وليهدم الأقصى غير مأسوف عليه، ولتعربد إسرائيل كيفما شاءت، وليسرق الصهاينة الغاز المصري متى أرادوا، ولتجف مياه النيل فلسنا في حاجة إليها، ما دمنا الآن نستمتع بمشاهدة مباريات المونديال.

محمد عبد الفتاح عليوة
Ostaz_75@yahoo.com
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !