مواضيع اليوم

قِراءاتٌ فِي ثورَةِ الإعلام الجديد

يوسف عبدالله

2011-08-04 07:32:38

0

 





’’ في موقع تويتر " Twitter" تعلمت كيف أصوغ عبارة دون تكلف ، وكيف أستطيع إيصال فكرتي بكلّ بساطة
كيف أن الأشياء تبدوا أجملَ وأجمل في لبّها وجوهرها .. لا في أناقتها ومظهرها ..
كيف أن مخاطبة العقول هي الطريقة المُثلى للتواصل .. وان الحوار دونَ سابقِ معرفة بالشخصِ المقابل هو السبيل لحوارٍ أجمل وفائدة أعظم
لأن الفكرة هنا هي من تفرض رأيها ، دون أن تفرد الأفكار المسبقة عن الأشخاص عضلاتها معلنةً أن هذا يقصد كذا وكذا لأنه مبادئه تحتم عليه ذلك .
حتى دونما أدنى رتوش أو نقوش .. لونٍ أو تنسيق .. أنتَ وفكرتك و140 حرفاً .. وضمير !

 

’’ في الفيس بوك "Facebook" زادت قناعتي بأن صلةَ الرحم لم تُفرض عبثا ، وأن الوصلَ من أشد خصال تعزيز فكرة التنوع الثقافي
والتزود منها بالشكلِ الأمثل .. بالإضافةِ إلى تعدد الثقافاتِ واللغاتِ والأفكار والآراء .. مما يسمحُ لكَ بإكتساب الكثير والتعرف على فئات عدّة
ومخاطبة عقول مختلفة دوماً .. مما ينير لك زاويا كانت ذات يومٍ معتمة .. وغيّر أسساً لم تكون لتُغيرها رياحُ التعرية !

’’ في اليوتوب "Youtupe" كان الحصاد وافراً والعطاء ساخراً .. والمجهود قيّما .. والإنتاج جيّدا .. والمحصول رائعا ..
فكانت تكتلات برامج ما يمسى بـ " الستاند أبد كوميدي" هي السائدة فيما يتعلق بالتوجهات ، فكنت لها من المتابعين ولروعتها من المعجبين
وإن لم أوافق أفكار بعضها .. كان لزاماً علي أن أشكرَ من كان خلفها .. إن لم يكن لمجهودهم .. فعلى الأقل لقدرتهم على تغيير طابع برامجنا المعتادة
التي كانَ الصمت غالباً فيها "الصمت الفكري ، أعني" والروتين طاغياً عليها .. والبرود مخيّماً على معالمها !

،،
 " ثورة الإعلام الجديد " وما يمسى بـ "New Media Revolution "

مع بزوغ فجر هذا النوع من الإعلام ظنّ الكثير من ملاّكِ دور النشر أن الصحيفة الورقية لم يعد لها ذاك المردود ..
حيث مرت بمرحلةٍ خطيرة هددت كيانها كمشروعٍ تجاري .. لابد أن يدر مالاً ..!
فضعف الإقبال عليها (( بغض النظر عن سياسية بعض الدول وأن الصحافة فيها مسيّرة لا مخيّرة فلن يكتب الورق إلا ما يمليه القلم " !
بعد تلك الفترة تم نعي الصحف الورقية .. وتغمدت بواسع الرحمة .. عسى الله أن يلهم ناشريها الصبر والسلوان .
أما حبيب زماننا الذي كانَ محرّماً في فترة مضت في مجتمعنا .. باتَ ضعيفاً جداً أمام هذه الثورة ، فنحن نعيش فترة انتصار الثورات
فالحديث عن جهاز المشاهدة المرئية " التلفاز " ثري بالكثير والكثير ولكن التفوق بات واضحاً .. والدراسات أثبتت تفوق الإنترنت على
التلفاز بحساب ساعات ودقائق الخضوع لكل منهما .
ويعزى التفوق هنا لأمور عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر .. أن التلفاز محصور على فئة ضيقة جداً .. ولا يُمكّننا من إضافة رأي أو بثّ فكرة أو تغيير طريقة أو حتى إخبار الآخرين بأمور تمنع قوانين الإعلامِ القديم من بثّها باعتبارها مخالفة لتشريع أو نظام أو سلطة تنفيذية معينة ، إضافة إلى بوتقته داخلَ إطار ضيق بمعنى أني أسمع فقط بينما لا أستطيع أن أُسمِع (بضم الألف)
وفي نقطة لا يمكن الإغفال عنها يشير إليها "ميتشل كيتر" في قوله (( إن الإعلام الجديد يتميز أولاً بأنك تشاهد ما تشاء .. دون قيود زمنية أو مكانية أو حتى نظامية .. دعني أشاهد ما أشاء ، وقت ما أشاء .. بالإضافة إلى أن اختلاف المحتوى حيث يحتاج التلفاز إلى القليل من العمل الإنتاجي المكلف بينما في الإعلام الجديد هناك الكثير من الأعمال الإنتاجية التي قد لا تُناسب التلفاز وبمبالغ بسيطة .. ويجب أن لا نغفل الدور الكبير للمادة في هذا الأمر حيث أن الأعمال الإعلامية الجديدة تكلف فقط 10 % من قيمة عمل تلفزيوني واحد )) { ميتشل كيتر - رئيس تنفيذي لشركة إعلامية - صحفي سابق / المصدر - إضغط هنا - )

،،
هناكَ حتماً أدوار خلف الستار تجبرنا على متابعة أمور قد لا نحبذها .. لكن الفراغ مثلاً قد يجعلنا أسرى لقيودها
ولكن الثورة الجديدة اعتمدت على الإنتاج الفردي لأمور معينة ، ويكون نشرها وفق أسس معينة يكون الجمهور منتظراً لها
ومما يؤكد على ذلك ما ذكرته مسبقاً بشأنِ تأثرِ مصادر الإعلام التقليدية بالثورة .. مما يؤكد على نجاحها
قد أعزو الفضل لكمية التفاعل والتشارك التي قامت عليها مواقع التواصل الاجتماعي
فباتت هي المصدر الأساسي لأخبارنا ومرجعنا الدائم في مناسبتنا .. نستسقي منها ونرسل عن طريقها
ونتابع أحبتنا وقت ما نشاء .. بالطريقة التي نشاء .

إن الثورة الإعلامية الجديدة لا تتباهى بالمال ، ولا تفرد قوتها بحسب نفوذ شركة إنتاجها
إنما عن طريق جودة العملِ وحسن أداءه واقتناع المستفيد به ..
ففي السابق كان المشهور يستمد نفوذه من معجبيه .. كما هي العادة في الأسلوب الإعلامي القديم ، ولكن أبت الثورة إلا أن تقلب
الطاولة في وجه النظام الفاسد .. وتعلن وبشعارٍ صريح " منّ نصبك على أفكارنا يا هذا ؟ "
هنا معركة الأفكارِ لا الأموال .. هنا لا بيروقراطية .. نعم للديمقراطية ! فليس هناك من هو مجبر من أبناء الثورة الجديدة على المدح والتطبيل لفئة معينة يرجوا رضاها .. بل تواصل مشترك وتفاعل متبادل .. وأفكار تُناقش .
فهنا فضاءٌ رحب .. تلتقي فيه الأفكار والأحرف والآراء .. ما طابَ لنا منها أخذناه ومن لم يستسغ لنا منها ناقشنا صاحبه أو تركناه
لا نجوم فرضوا علينا .. ولا نظام رقابيا سُطر علينا .. هنا نحن وحسب بلا سلطة جائرة ، أو مدير تحرير مهمّش ، أو مسئول رقابةٍ مسيّر !
هكذا نادى الشباب .. وسيكتب التاريخ يوماً ما قالوا وسيدون كنقطة مفصلية .. وليس سقوط مصر منّا ببعيد !
فقد أخرجت كل المتناقضات بداخلهم ، بعيداً عن أعين الرقابة الحكومية .. فجمهورية المهمشين أسقطت حكماً
لا بسلاحٍ ولا بصاروخ .. وإنما بجهاز محمولٍ كتب كلمة .. أو هاتفٍ ذكي فجّر ثورة .. أو حتى كاميرا رقمية .. صورت بكل دقةٍ معالمَ دمعة !
كسرت بكل ما تعنيه الكلمة احتكار الإعلام القديم بصوت الناس .. لا ما تريده المسوغات .

يقول المفكر الإسلامي "سيلمان العودة" (( الإعلام الجديد إعلام تفاعلي، يقرأ ما يفكِّر فيه الناس، وما يريدون، ويتفهَّم حاجاتهم ومطالبهم وشكاواهم، ويسعى في تحقيق ذلك، بعيدًا عن المبالغات والتهويل، وبعيدًا عن التجاهل وإغماض العيون، وبعيدًا عن الفرض و القسرية.
الإعلام هنا يمكن أن يكون تنمويًّا تربويًّا، بل أداة للنهضة؛ لأنه يدرك الحالة التي عليها الناس، ويساعدهم على الرُّقِي إلى ما هو أفضل منها، ويمنحهم الحق في المشاركة والنقد والتعبير.
الإنسان ليس حَجَرًا ولا حيوانًا ولا نباتًا يكفي أن توفِّر له الماء والهواء والطعام لينمو، كلا.. هو عقل يفكِّر، وروح تتطلَّع، وقلب ينبض، هو أحلام مستقبلية جميلة يخرج بها من آلام الواقع، هو كَيْنُونة خاصة، وبصمة مختلفة لا ينوب عنه أحد، وله معاناته ورؤيته ونظرته، صوابًا كانت أو خطأ، لا الأب ولا الزوج ولا الشريك ولا الحبيب يمكن أن يكون صورة طبق الأصل عنه، الإعلام الجديد يسمح له أن يفتتح موقعًا في (الفيس بوك)، وأن يُعلِّق، ويُعبِّر عن رأيه المختلف، وأن يُصوِّت مع أو ضدّ، وأن يُعلِّق موافقًا أو مخالفًا أو مستدركًا أو مُضِيفًا، وأن يشرح معاناته الخاصة ويستمع إلى مقترحات الآخرين، وأن ينقل الخبر والتحليل والحدث أولًا بأول.
وكثيرًا ما تعتمد قنوات عالمية شهيرة على صورة أو رواية لعابرِ سبيلٍ تصبح هي مَحَطَّ الأنظار.
لم يعد الإعلام رسالة رسمية تحتشد بعبارات المديح والثناء والإطراء، ولا محتوى يُفْرَض من فوق، بل هو تفاعل وتواصل واستماع متبادل.)) { من الإسلام اليوم - الإعلام الجديد}
وما تواجد معرفات بأسماء اغلبِ القنواتِ في مواقع التواصل .. إلا بيان لكمية الفارق الذي أحدثه الإعلام الجديد
أضف إلى ذلك فؤائد شركاتِ الإعلان .. فباتت تصل بشكلٍ أكبر .. مع توفير كبير مقارنة بالمبالغ التي كانت تُدفع للوسائل القديمة


ختاماً أقول :
أن تتألق في سماء الإعلام الجديد ليس بالأمر الصعب .. طالما أنّك تملك الإمكانيات التي تتيح لك التفوق في مجالك
حيث أن الإعلام الجديد " هو إعلام الناس ، لا إعلام التجارة " فقد ذهب زمن الحبو خلف الصحف لنشر مقالة لك
قد تكون متمكنا وأبدعت فيها وأجدت .. ولكن أنظمة دولتك قد لا تسمح بها او لأن تلك الصحيفة تخضع للمحسوبيات !
ويسرني أن أرسل رسالة لإخواننا في المخابرات والمباحث وجميع أقسامِ التعقيب ولكل متخلفٍ عن التقنية
( غداً لا يحمل لك الكثير ! ) ستضيع حتماً 

"من يملك المعلومة ، يملك العالم"
!

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !