قَطَب.. تداخل عصب على بعضه البعض بسبب الروت..

السلام عليكم

القَطَب

القطب: هو تداخل عصب على بعضه البعض – في مجالنا التداولي -، حيث يكون أحيانا مقصود من المُقَطِّب، وأحيانا أُخْرى لا يكون مقصودا منه، حيث يَحْدُث لوجد روت حيث العصب المتقطب.. مزيد من التوضيع في ما يلي:

هناك مقطبة تَحْدُث بين الشعوب المتقدمة والمتخلفة، أو بين أهل الملل والنحل، فالمتقدم عندما يَسْمَع كلام من متخلف تتقطب أعصاب حاجبيه، ليس من الروت، بل من إرادة صاحبها، وهي كلام ولكن بلا أصوات، وتعني: ماذا تقول أيها المتخلف، فهل لديك غير الهراء؟! أسكت أفضل لك أيها المتخلف!
الكلام السابق يَحْدُث مع أهل الملل والنحل، فالمسلم عند النظر إلى المسيحي من حيث إيمانه بحلول الله في عيسى، أو أنَّ عيسى ابن الله، أو أنَّه هو الله، إلخ، يُقَطب وجهه حيث يَرَى أنْ المسيحي لا يأتِ بخير، وهل يأتي الذي يؤمن بهذه الخزعبلات بخير، فهو متخلف، لديه قصور في تعقله، بل لا يعقل، فلو كان يعقل لمَا اتبع هذه الأفكار التي مكانها الإنسان الغارق في بدائيته، لم يصل إلى مرحله تؤهله لأنْ يتقبل أنَّ الله واحد، لا ثلاثة، ولا ابن وأب، ولا حلول الله في جسد أحد، ولا موته، ولا بقية الخزعبلات، ولهذا كله تجد المسلم لا يَرَى المسيحي ذو عقل جيد، بل هو في في أدنى السلم العقلي عنده، ثم انظر إلى أوربة لمَّا عَلِمَت أنَّ تخلفها سببه المسيحية انقلت عليها، وفصلت الكنيسة عن الشؤون الحياتية، لكي يقوم العقل من سباته، وينظر في الأشياء على ما هي عليه، بتأثير من المسلمين.. أما المسيحي فينظر إلى المسلم على أنَّه وثني وأنَّه يعبد القمر، ونبيه يكذب، وهكذا كل جماعة تنظر إلى الأخرى بشيء من الازدراء..

لِنَدْخُل إلى الموضوع أكثر:

مَقْطَبَة أبْدُوحية: هي أسباب خارجية تارة، وداخلية تارة أخرى؛ تفضي إلى مقطبية إبْدُحانية.. إذا علمنا أنَّ الإنسان يكتسب علمه بالأشياء من خارجه؛ فلا شك في أنَّ الأسباب الداخلية، ناتجة عن الأسباب الخارجية:

مَقْطَبَة أبْجُوحية:.. أمثلة على الأسباب الخارجية:
1- في إحدى القنوات التلفازية، كان مذيع ومذيعة يقدمون برنامجهم الصباحي، وكانوا قريبون إلى بعضهم البعض، فكان المذيع يتكلم، ولكن بين كل جملة وجملة يوجد فاصل زمني طويل نسبيا؛ وهذا قد وتَّر المذيعة، فنظر إليها ووجدها متوترة؛ فتوتر، فلما أنتهى دوره في الكلام، نظر إليها لتَبْدَأ تتكلم، ولكن لأنَّ المسافة قصيرة جدا بينهما، فقد توترت كثيرا، ففوَنت اللبت (فكفكة مقطبات في اللبت).. كما ترون هذا مثال خارجي يظهر مدى خطورة المسافة القصيرة بين متوترين، فالمسافة القصيرة بين متوترين مَوْتَرية؛ وبهذا يتضاعف التوتر، وتكون النتيجة: الإصابة بفرع مرتفع من فروع التوتر، وهو الفكفكة الروتية هنا.. هذا لا يعني أنَّ فروع التوتر المرتفع تَحْدُث بسبب قصر مسافة بين متوترين، أو واحد مع متوتِّر مُوَتِّر، فقد تَحْدُث الإصابة بالفروع المرتفعة بوجود مسافة طويلة بين متوترين، أو واحد مع متوتِّر مُوَتِّر؛ هذا يعني أنَّ قصر المسافة عند التوتر ليس إلا عامل واحد إلى جانب عوامل كثيرة تسبب التوتر الحاد..

2- كان أحد الرجال قد ذهب إلى سوق ليشتري خضروات لبيته.. فقال له الذي يشتري من عنده أنَّ عليه تسديد دينه، فقال: سأفعل قريبا، فلما انتهى وذهب إلى بيته، طلب من زوجته أنْ تطبخ فقالت: قم واطبخ بنفسك، فأنا سأذهب لِعُرس ابنة خالتي، فقال: يا ابنة الحلال، اطبخي واذهبي، فأبَتْ، فغضب منها، فتشاجرا، فطلقها وهو غضبان، فذهبت إلى أهلها، فقام ليعمل أكله بنفسه وهو غضبان، فلما انتهى، ذهب إلى فراشه فاستمنى، ولم يَحْصَل على اللذة التي أرادها، فاستمنى مرة أخرى، ولكن بلا جدوى، ثم أنَّ رأسه بدأ يؤلمه، وبدأ الروت يتحرك في رأسه، فلم يكترث لكل هذا، فاستمنى مرة ثالثة، ولكن لأنَّه قد أُتْعِبَ بدأ يستمني بشدة، بحيث صار استمناؤه استمناء مَجْهَميا؛ فإذا بالروت يَكْثُر في وجهه، وما قام حتى شَعَر أنَّ حاجبه قد تقطب، ويتحرك بلا إرادة منه، فمسح بضغط على حاجبه لكي يفكفك المَقْطَبات التي في الحاجب.. كما ترون هذا مَقْطَبة..

3- دخلت بنت على موقع مِشْباكي، به أفلام متنوعة، فشاهَدَت بعضها، وقد كانت بعض الأفلام التي شاهدتها بها مَشاهِد مَوْتَرية، فصارت تَدْخُل إلى المَوقِع كل عدة أيام؛ فإذا بها بعد عدة أسابيع تَشْعر بثقل في رأسها، وجبهتها، فاشتكت إلى زميلاتها فنصحنها بالرَخُوء، فكان جيدا، ولكن لأنَّها بدأت تَدْخُل إلى الموقع الموتري كثيرا، وتُشَاهِد الأفلام من مسافة قريبة من عيونها، فقد زاد ثقل رأسها، فتركت الموقع بسبب ما تَشْعُر به من ألمٍ عندما تكون فيه، وذهبت لموقع به كتب جيدة، فنَزَّلتْ عدة كتب، وبدأتْ تَقْرَأ، فإذا بها وهي تَقْرَأ تَشْعُر بألمٍ في رأسها، فلم تكترث، واستأنفت القراءة، حيث كانت تقرأ برجذ (إحكام الرأس لئلا يميل بسبب المرجفات)؛ ذلك أنَّ رأسها أصيب برجفة خفيفة، تظهر شدتها عندما تكون تعمل شيء يحتاج لتركيز، فزَاد الروت في رأسها بسبب القراءة الرجذية؛ ولهذا تَرَكتِ القراءة عدة أيام، ثم رَجَعتْ إلى الموقع المشباكي، وشَاهَدَتْ بعض الأفلام بما فيها من مواترات، ثم عادَتْ لكتاب اسْتَحْسَنَتْه، وهي في هذا الحال شَعَرَتْ أنَّ حاجبها يتقطب، ويتحرك بلا إرادتها، فضغطت بمسح عليه، فإذا به مع الضغط يُعْرَوْرَق.. كما ترون هذا أحد أسباب تقطب الأعصاب..

مَقْطَبَة أبْسُوحية:.. أمثلة على الأسباب المفسية:
1- لقد فَكَّرتِ التي أُصِيبتْ بتقطب بما حَدَثَ معها، وخافتْ من تكريره، فإذا بالروت يستغل هذا التفكير، ويدخل من خلاله إلى الأمواطن التي أصيبت بتقطب.. كما ترون فالإصابة عن طريق الأسباب الداخلية من وظيفة الفَكَذ (التفكير التوتري) التي في المفس.. ولكنها لم تكتفِ بالفكذ بل تجاوزته إلى الذَفَك (التمثيل أمام النفس لموقف توتري قد حَدَث)؟ وقد جَعلها هذا بلا شك مُعَرَّضَة للإصابة بالمرض بسهولة، فالفكذ تفكير بلا حركات، أمَّا الذَفَك فهو تفكير مع حركات حدثت في الماضي، وهو أشد؛ ذلك أنَّ الحركات تكون ثقيلة عند التوتر، فإذا ما مُثِّلَت؛ جلبت من الثقل الذي حصل بقدر معين، وهذا لا يَحْدُث عند الفكذ بنفس القدر..

2- عجوز مات زوجها الذي تحبه كثيرا، حيث كان يمازحها ويؤنس وحشتها إذا استوحشت، فحزنت كثيرا عليه، حتى أورث حزنها ضيقا في صدرها، فذحزت (الحزن على أنها حزنت)؛ ذلك أنَّ حزنها الشديد أصابها بضيق شديد، ولكن ذحزها جعل الروت يَكْثُر في جسدها، حتى تقطب وجهها، فأخذها ابنها إلى الشيخ عمَّار، فقرأ عليها بعض الآيات، فأخذت ترتجب، وفجأة توقفت عن الرجف، فشُفيت، بعكس جارتها التي ذهب عقلها الموسَّع، فالشيخ عمَّار، والشيخ محمود، والشيخ صَبِّير، لم يفلحوا معها، بل أفلح معها أخيرا الدرويش حرامي، وصديقه الدرويش لص، وصديقهما الدرويش سارق.. هذا المثال مَقْطَبَة إبْدُحانية حيث تُفْضِي إلى قَطَب إبْدُحاني..

المثالات السابقان يبدآن مفسيان، وما يلبثا ليصيرا روتيان، وهذا شأن المفسيات الروتية، ومن هنا فإنَّ هذان المثالان هما: أولا مَقْطَبَات أبْسُوحية، وثانيا مَقْطَبَات أبْرُوحية..

مَقْطَبَة مُبْدِيحية: هي روت حاد، يُنْتَج سريعا، ويزول سريعا، ولكن ممكن ألاَّ يزول سريعا، بل قد يكون الدخول للمرض من المقطبات، فالذي يُصَاب بالمقطبات التي تُصَاب بها أعصاب الوجه، خصوصا أعصاب الفك السفلي:الشدق، والنبك، والقدب، قد يصاب بحزن مقطبي، فيدخل للمرض بسبب الحزن الذي غَذَّى المقطبات؛ فانتشر الروت، في بقية المواطن، ليصير الجسد مريضا..

قَطَب مُبْدِيحي: هو تداخل عصب ما بحدة، بسبب "مقطبات" سارية فيه، يَحْدُث في شخص ليس مريضا، على الأقل بالتقطب، وليس بالضرورة بغيرة..

فكفكة مُبِّيحات: هي تشتيت، أو إزالة أو تخفيف من حدة الروت الذي يسبب تقطبا في موطن ما من مواطن الجسد عموما، والوجه خصوصا، ومواطن الفك التحتاني بلأخصّ..
الفَوَن: فكفكة روت من مكان معين باللسان من داخل الفم.
فَوَن اللُّبِت: فكفكة روت اللبِت: وضع اللسان مكان اللبت من داخل الفم، وتحريكه كثيرا، لكي يشتت المقطبات التي فيها..
اللبت من أكثر الأمواطن التي في الوجه عرضة للإصابة بالمقطبات، ولكن المقطبات لا تلبث كثيرا فيه، بل تزول بسرعة، إلا إنْ كان صاحبها يتعرض لموترات كثيرة، فآنها يمكن أنْ يدخل للمرض من خلال المقطبات؛ وذلك لأنَّ الإنسان عندما يُصَاب بشدة معينة، فإنَّه يحزن، وبهذا يَبْدَأ الروت ينتشر في مواطن مختلفة من الجسد، ليعمه كله، وهذا يجعل الروت روتا مشدديا، وهذا هو الروات، عفاكم الله منه..

فَوَن النَّبك: فكفكة روت النَّبِك باللسان من الداخل..
النبك بؤرة ينتقل إليها الروت من الأمواطن التي فوقها (الدأز وأخواته، والزلش والزرت، واللحاظ، والدبن، إلخ)، وهي تَنْقُل إلى غيرها، حيث تُزَوِّد اللُّبت بكميات كبيرة من الروت ليتقطب بسرعة..
انتقال الروت في هذا الفرع، يُشْعَر به كأنَّه ماء يجري، وأحيانا كزَبَد الماء الذي يحتوى على هواء داخله..
لبُعْدِ النبك عن اللسان، فإنَّ تفوينه ليس سهلا، ففي أغلب الأوقات يُسْتَغْنَى عن تفوينه بمسحه بالأصابع، والمسح المُفْضَى من مقطبات، لا يكون إلا براحة الأصابع، فالأظافر لا تكون إلا إذا كان الروت محكات، وليست مقطبات، فهي معقدة..

فَوَن العنفقة: فكفكة روت العنفقة: الموطن الذي بين الشفة السفلى والذقن..
العنفقة من أكثر مواطن الوجه التي يستطيع اللسان الوصول إليها من الداخل، إصابة بالمقطبات، فهي بؤرة يتجمع الروت فيها ليتشكل فيها إلى مقطبات، فحيث كانت بؤرة وكان فيها أعصاب؛ فإنَّ تَشَكُّل مقطبات فيها: أسرع، وتفككها أعسر، وبقاؤها أطول، مما لو كانت في سَهِلَة..

فَوَن الفنيك: فكفكة روت الفنيك (يمين العنفقة وشمالها)..
الفنيك من أكثر المواطن التي يصل إليها اللسان، إصابة بالروت الذي يتشكل إلى مقطبات؛ وذلك لأنَّها بؤرة على جانب العنفقة، فالبؤر خَصِبَات للمَقْطَبات..
ليس كل شخص يُحَرِّكُ لسانه على الفنيك مُصَاب بمقطبات هناك، فربما يكون التَّحْرِيك بسبب ألم من جرح، أو شيء من هذا القبيل، ولكن إنَّ كان مُحَرِّكُ لسانه متوتر، فإنَّ احتمال أنْ يكون السبب مقطبات يرتفع..

فَوَن البجك: فكفكة روت البجك باللسان من الداخل: بؤرة خلف بؤرة لبت..
هذه البؤرة أقل إصابة بالمقطبات من غيرها من المواطن التي ذكرناها؛ وذلك لأنَّ البؤرة صغيرة، وتحتاج إلى توتر حاد3 لكي تصاب بمقطبات من هذه الفئة، وتفوينها (البجك) صعب؛ وذلك لبُعْدها عن اللسان..
إذا أصيب البجك بمقطبات فإنَّ زوالها أسرع ممَّا لو كانت في اللبت – مثلا -، وذلك لصغر البؤرة التي لا تتسع لمقطبات كثيرة..

فَوَن الظفل: فكفكة روت الظفل باللسان من الداخل: موطن في الفك التحتاني، تحت لبت، بعد قدب..
بؤرة الظفل صغيرة أيضا؛ ولذلك فتشكل مقطبات هناك ليس سهلا، فغالبا ما يُصَاب بعد اللُّبِت، فهو يحتاج إلى توتر حاد3 ليصاب بمقطبات.. وهو إنَّ لم يكن مثل البجك من حيث صعوبة تفوينه، إلا أنَّه يبقى صعب؛ وذلك لأنَّه في نهاية الشدق من الأسفل؛ ولهذا يُلْجَأ إلى مسحه باليد – بالتأكيد من خارج الفم -، مثلها في هذا مثل البجك والنبك..