قيم تلفزيونية!!
الصحفي :محمد عبد الحميد الأسطل
يحتل التلفزيون مكانة كبيرة في عالم الطفل فبعد أن كان ينام الطفل علي قصص الأم والجدة أصبح ينام وهو يشاهد التلفزيون ويبدأ الأطفال بمشاهدة التلفزيون قبل القراءة والتحاقهم بالمدرسة والمشكلة الأساسية هنا هي ليست ما يقدمه التلفزيون فقط بل كيف يتعامل الأطفال مع المادة التي يقدمها التلفزيون؟كيف يفهمون،وكيف يفسرون وماذا يتذكرون؟.
فالعلاقة التي تربط الطفل بالتلفزيون تعود إلي تدني الدور التربوي للأسرة وتدني دور المدرسة بسبب ازدحام الصفوف وعدم تأهيل المعلم كتربوي،وأيضا المشاكل في المناهج المدرسية، فغالبية الأطفال ينجذبون للتلفزيون لأنه وسيلة سهلة الاستعمال ويتيح لهم مقدار من الحرية في مشاهدة البرامج المختلفة، إلا أن نسبة كبيرة من المواد الإعلامية التي تقدم في البرامج هي مستوردة من الغرب وهي تزيد من ترسيخ قيم وعناصر ثقافية غريبة علي المجتمع الأمر الذي يؤدي إلي تشويه الثقافة الأصلية التقليدية، فالقيم التقليدية التي تبثها الأسرة في الأطفال آخذة في التلاشي ، لتحل محلها قيم تلفزيونية الأمر الذي ينذر بآثار وخيمة في المستقبل، فقد يشعر الطفل بالتناقض العاطفي مما يشاهده علي الشاشة الصغيرة بين البيئة المحافظة التي يعيش فيها وبين البيئة الثقافية التي يشاهدها علي التلفزيون ، فكثير من الرسوم المتحركة تغرس قيم وعادات تتنافي مع قيمنا كالملابس الخليعة والعنف والجريمة والصليب وغيرها التي تعرض علي القنوات الفضائية العربية ويرجع ذلك إلي تأثر البرامج المحلية والعربية بالثقافة الأجنبية والانبهار بالجانب المادي،والإيمان بالقالب الغربي مما أدي للصراع القيمي لدي الطفل الذي نتج عنه صراع نفسي في شخصية الطفل .
فلا بد من وجود برامج محلية(رسوم متحركة) من إنتاج عربي تغرس قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا،وقد ظهرت بعض من هذه البرامج ولكنها محدودة الحلقات، وبرامج تدعم مفهوم الوقت كحاجة أساسية لدي الأطفال ومواد إعلامية تساعد في تغيير إتجهات الأطفال السلبية، وبرامج للآباء تبصرهم بأهمية التنشئة الاجتماعية وكيفية التعامل مع أطفالهم وحل مشاكلهم، فجهاز التلفزيون استحوذ علي معظم ما تبقي من وقت فراغ الآباء الذين يقضونه في مشاهدته مع أطفالهم وبالتالي قلت فرص المحادثة والتفاعل الاجتماعي داخل الأسرة.
التعليقات (0)