قيمة العمل وماذا عليك أن تفعل؟

الأستاذ كلام.......................................

قيمة العمل في حياة الإنسان هي التي تعطيه حقه في المجتمع فإن كان عمله جيدا مفيدا توقفت مكانته على ما يقدم للمجتمع وتوقف مقدار رزقه على فضل الله وتقديره ثم على عمله وجهده وكده .... وخير ما يقدم الإنسان للمجتمع هو عمل اليد ...وليست اليد هنا هي المعروفة فيزيائيا بأصابعها وكفها ولكن اليد المقصودة هي الفعل النافع أو المنفعة المقدمة....يقال هذا له يد عليهم يعني أن له فضلا عليهم بالخدمة التي يؤديها أو بالعمل الذي ينجزه ...ويقال اليد العليا خير من اليد السفلي لأن التي تعطي تملك أسباب القوة والرزق والتي لا تعمل فليس لها إلا التسول....نحن كشعوب عربية كان لنا فضل على العالم قديما حين كان العمل والعلم هما جناحا الاقتصاد والحضارة العربية ...ثم حين تخلفنا عن العمل وأهملنا العلم صرنا عالة على العالم هو يخترع وينتج ونحن نشتري ونستهلك...وإذا أرجعنا السبب إلى الحكومات فقط كما نفعل غالبا نكون كالذي يعلق خيبته على الآخرين هربا من المسئولية وحفظا على ماء الوجه بطريقة خاطئة غبية....نحن مسئولون في مجتمعنا الصغير في الأسرة والمدينة والدولة والعالم لأننا مأمورون برعاية الأسرة أولا... ومجموع ما نفعل هو في صالح المجتمع الأكبر وهو تجميع للجهود الفردية لصالح الدولة...وإذا توسعنا في مفهوم العمل رأينا أننا مأمورون بعمارة الدنيا بالسعي والبحث عن الرزق بأنواعه... لا يكفي أن نجلس في مجالس الكلام ونقعد عن العمل.... كل إنسان يستطيع فعل أي شيء (فإذا فرغت فانصب) يعني فاتعب ....كلما رأيت نفسك تملك وقت فراغ فاصنع أي شيء كأن تقرأ في مجال عملك أو تثقيف نفسك أو تصلح في بيتك أو تقوم على شئونه أو تعلم ولدك أو تساعد زوجتك أو تسعى في أرض الله باحثا عن رزق الله....أو تعلم أخاك شيئا من حرفة أو توجهه إلى ما يغيب عنه مثل معلومة تفيده في حياته أو تنقل له شيئا من خبرتك وهذا فتح باب رزق له وإرضاء لله حيث يكون في عونك إذا أعنت أخاك....العمل مجلبة للرزق ومرضاة لله ومنفعة للناس ....والتعلم هو أول ما تبني به نفسك وعقلك وتكتسب به خبرتك.... وأنت ترى أن الطبيب الناجح يقضي وقت فراغه في القراءة والبحث وكذلك صاحب كل مهنة ...هذه النصيحة لي أولا فأنا في حاجة إليها وأحاول اتباعها ما استطعت وأستعين بالله القادر الذي خلق فهدى........ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا