قيام الدولة الفلسطينية هو أساس الحل المنشود
أعاد جلالة الملك عبد الله الثاني خلال لقائه يوم أمس في عمان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس التأكيد على ثوابت الموقف الاردني ورؤية الدبلوماسية الاردنية التي اكدت الاحداث ووقائع الايام صدق طروحاتها ودقة قراءاتها لطبيعة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي اذا ما اريد للسلام الشامل والعادل والدائم الذي تدافع عنه الشعوب وترى فيه خدمة لمصالحها ان يسود وأن يؤسس لمرحلة تاريخية جديدة تطوى فيها صفحة الحروب عبر وضع حد للاحتلال وثقافة الاستيطان والهيمنة والاستخدام المتواصل للقوة الذي مارسته اسرائيل طوال ستة عقود حتى الان وما تزال تهدد باللجوء الى المزيد من استخدام القوة والاتكاء على الترسانة العسكرية الحديثة التي تحوزها.
من هنا فان تأكيد جلالته خلال استعراضه لتطورات الاوضاع في الشرق الاوسط مع الوزير الاميركي على اهمية الدور الاميركي في الجهود المبذولة لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي استنادا الى حل الدولتين ووفقا لقرارات الشرعية الدولية خصوصا مبادرة السلام العربية يكتسب اهمية اضافية في ظل الظروف الاقليمية الراهنة التي يواصل فيها بنيامين نتنياهو واركان حكومته المكونة من ائتلاف يميني عنصري وديني متطرف رفض وقف اشكال الاستيطان كافة والمراوغة والالتواءات ازاء حل الدولتين الذي واجهه رئيس حكومة اسرائيل بخمس من اللاءات الاسرائيلية التي تنسف كل واحدة منها فكرة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني التي هي الاساس لتحقيق السلام والامن والاستقرار في المنطقة كما اعاد جلالة الملك تذكير المسؤول الاميركي به يوم أمس وكما واصل جلالته الاشارة اليه والحث عليه في لقاءاته ونشاطاته وخطاباته امام المحافل المختلفة في انحاء العالم .
من هنا فان الوقت قد حان ، وقد باتت تفاصيل المشهد جلية وواضحة على نحو غير مسبوق حيث تقف اسرائيل وحدها تقريبا في مربع الرفض المطلق للاصغاء الى جهود السلام وتبدي ازدراء واستهتارا واضحين ازاء المجتمع الدولي بل هي لا تكتفي بالاقوال والتصريحات التي تعكس غرورا وغطرسة واستعلاء فحسب وانما ايضا تقرنها بافعال استفزازية من قبيل منح المزيد من التصاريح لبناء المزيد من الشقق السكنية الاستيطانية ولا تتورع عن هدم ومصادرة المزيد من البيوت والاراضي الفلسطينية وخصوصا داخل مدينة القدس المحتلة في مسعى مكشوف لكل ذي بصر وبصيرة لتهويد القدس وتهجير ما تبقى من سكانها الفلسطينيين وما حدث في حي الشيخ جراح وفي حي البستان يؤكد هذا المسعى الاستعماري الذي بات على المجتمع الدولي وخصوصا الادارة الاميركية لجمه ووضع حد له وعدم السماح لاسرائيل بتعريض الامن والسلم الدوليين والتصرف كدولة خارجة على القانون دون ان تنال عقابها على هذا التحدي والصلف الذي لا يعني سوى رغبتها بتفجير المنطقة وارتهانها للفوضى والمجهول.
رأينــــــــــــــــــــــــا
التعليقات (0)