قيادة نسائية بهُوية عالمية..
رحلة حوراء البوش من الرؤية إلى الإنجاز في حوار مميز
حاورها : عمر شريقي
في عالم تتسارع فيه وتيرة التحولات وتتشابك فيه خيوط الاقتصاد بالثقافة وريادة الأعمال، تبرز أسماء صنعت الفارق وكتبت فصولاً جديدة في مسيرة التمكين والتأثير. من بين هذه الأسماء، يلمع اسم حوراء البوش، المرأة التي جمعت بين الحكمة والطموح، وبين الإرث الحضاري والرؤية المستقبلية.
حوراء البوش رئيسة شبكة رائدات القمة العالمية ، ورئيسة مجموعة الثراء الدولية للاستثمار، إلى جانب قيادتها لـمجلس التراث العالمي، تمثل حوراء نموذجاً ملهمًا للقيادة النسائية في ميادين متعددة، تعكس من خلالها روح التوازن بين الهوية والانفتاح، وبين العمل التنموي والاستثمار العالمي.
في هذا الحوار، نفتح معها نوافذ على رؤيتها، ومحطات مسيرتها، وكيف تقود من موقعها مسارات التغيير بثقة ومرونة، لنستكشف كيف يمكن للمرأة العربية أن تكتب مستقبلها بإرادة وإبداع.
** بدايةً، نود التعرف أكثر على مسيرتكم الشخصية والمهنية، كيف كانت البدايات؟
"مسيرتي كانت رحلة متكاملة بدأت في عالم الإعلام، حيث صقلت مهاراتي في تقديم البرامج الثقافية، مؤمنةً بقوة الكلمة وتأثير الصورة في تشكيل الوعي. هذا الشغف قادني إلى رئاسة وتنظيم المؤتمرات الدولية، حيث أتيحت لي فرصة فريدة لجمع القادة والخبراء من شتى أنحاء العالم لمناقشة قضايا حيوية. من هنا، امتد دوري ليشمل تكريم شخصيات وزارية، أصحاب مشاريع كبرى، مبدعات ورائدات من كافة أنحاء العالم في مختلف الاختصاصات الريادية المتنوعة، تقديراً لإنجازاتهن وإسهاماتهن الملهمة. كل هذه الأدوار، بالإضافة إلى كوني متحدثة رسمية، تضافرت لتشكل مسيرة مهنية غنية ومؤثرة، ومن هذا المنطلق انطلقت لتأسيس مجموعة الثراء الدولية للإستثمار، وشبكة رائدات، ومجلس التراث العالمي." القيم والإلهام
** ما هي القيم التي تؤمنين بها وساهمت في نجاحك؟
"أؤمن بقيم جوهرية شكلت أساس نجاحي: النزاهة والمصداقية في نقل المعلومات، الاحترافية والتميز في كل عمل أقوم به، الريادة والابتكار في طرح الأفكار والمبادرات، والتقدير والتمكين لدور الأفراد في المجتمع. هذه القيم ليست مجرد شعارات، بل هي مبادئ أطبقها في كل جانب من جوانب عملي الإعلامي، التنظيمي، الاستثماري، والاجتماعي."
** من هي الشخصية النسائية التي كانت مصدر إلهام لكِ في مسيرتك؟
"لطالما ألهمتني كل امرأة تحدت الصعاب ونجحت في ترك بصمة إيجابية في مجتمعها. إنني أستلهم بشكل خاص من صاحبات الرؤى الشجاعات اللواتي كسرن الحواجز وفتحن الأبواب للأجيال القادمة، ومن المبدعات والرائدات اللواتي حظيت بشرف تكريمهن شخصياً من كافة أنحاء العالم بكافة الاختصاصات. كل واحدة منهن تمثل قصة نجاح فريدة، وهي مصدر إلهام لا ينضب لي." شبكة "رائدات": الهدف، التحديات، والإسهامات
** ما الهدف من تأسيس شبكة "رائدات القمة العالمية "؟ وما التحديات التي واجهتكن في البداية؟
"الهدف الأساسي من تأسيس شبكة رائدات القمة العالمية هو تمكين المرأة في المجال الاقتصادي والمهني، وتوفير منصة تدعمها وتنمي مهاراتها القيادية وريادة الأعمال لديها. كنا نهدف إلى بناء مجتمع متكامل حيث يمكن للمرأة أن تجد الدعم، التوجيه، وفرص التشبيك. في البداية، واجهنا تحديات تتعلق بـبناء الثقة وتغيير بعض المفاهيم النمطية حول دور المرأة في الأعمال، بالإضافة إلى تحديات التمويل وتوفير الموارد اللازمة لبدء برامجنا."
** كيف تساهم الشبكة في تمكين المرأة اقتصاديًا ومهنيًا؟
"تساهم الشبكة في تمكين المرأة من خلال برامج متكاملة تشمل: التدريب وورش العمل في مجالات القيادة، ريادة الأعمال، والمهارات الرقمية. نقدم أيضًا الإرشاد والتوجيه من قبل خبيرات وقائدات أعمال، ونعمل على تسهيل فرص التشبيك مع مستثمرين وشركاء محتملين. كما نركز على زيادة الوعي بقصص نجاح المرأة لدعم ثقتهن وإلهام الأخريات."
** هل هناك قصص نجاح تلهمك من داخل الشبكة؟
"بالتأكيد، هناك العديد من قصص النجاح الملهمة داخل الشبكة. أذكر على سبيل المثال شابة بدأت مشروعًا صغيرًا ببعض الأفكار البسيطة، ومن خلال الدعم والتدريب الذي تلقته من الشبكة، استطاعت أن تحول مشروعها إلى شركة مزدهرة تحقق نموًا ملحوظًا. هذه القصص ليست مجرد إنجازات فردية، بل هي أمثلة حية على قوة الدعم المجتمعي وقدرة المرأة على تحقيق المستحيل عندما توفر لها الفرص المناسبة."
** ما أهم البرامج أو المبادرات التي تعمل عليها الشبكة حاليًا؟
حاليًا، تركز الشبكة على عدة برامج ومبادرات رئيسية، منها: برنامج "رائدات الغد" الذي يستهدف الشابات لتأهيلهن لسوق العمل وريادة الأعمال، مبادرات الوصول إلى التمويل بالتعاون مع جهات تمويلية لدعم مشاريع العضوات، وورش عمل متخصصة في التحول الرقمي والأمن السيبراني لتمكين المرأة في هذه المجالات الحيوية." مجموعة الثراء الدولية للاستثمار ودور المرأة
** كيف ترين أهمية الحفاظ على التراث في ظل العولمة والتطور المتسارع؟
"أرى أن الحفاظ على التراث في ظل العولمة والتطور المتسارع هو أمر حيوي ومصيري. التراث هو جذر هويتنا الثقافية، وهو ما يربطنا بماضينا ويشكل أساس مستقبلنا. في عالم تتسارع فيه التغيرات، يصبح التمسك بالتراث درعًا يحمينا من فقدان أصالتنا، ويضمن استمرارية قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا للأجيال القادمة."
التعليقات (0)