مواضيع اليوم

قيادات الإخوان المسلمين في مصر .. شيعة في ثوب السنة

رباح القويعي

2013-04-30 03:17:42

0

 

كثيرون هم الذين فوجئوا بتحركات قيادة الإخوان المسلمين في مصر نحو ايران وانفتاحهم السريع على طهران خصوصا بعد استلامهم لزمام الأمور في البلاد، ولا يكاد يمر شهر دون إرسال وفد رفيع المستوى إلى بلاد فارس أو استقبال وفد منهم في أرض الكنانة ، إلا أن المراقبين والمهتمين بشؤون المنطقة لم يفاجئهم هذا الأمر لإن ارتباط الإخوان المسلمين - قيادة مصر تحديدا - أو لنقل بعضهم أو أكثرهم لم يكن وليد اليوم أو الأمس فقط بل له جذور طويلة وتاريخ يمتد لأكثر من عشرين عاما ، ولهذا فإن الانشقاق الفعلي الذي وقع في صفوف الإخوان على مستوى القيادة قبل حوالي عشر سنوات إنما كان نتيجة إصرار الإخوان المسلمين على التبعية شبه الكاملة لإيران واعتمادهم على تمويل طهران الكامل ، تماما مثلما حدث مع حماس ولهذا فقد ارتبط قرارهم السياسي والعسكري في مصر أو خارجها على مستوى الخلايا في الخليج العربي أو في أوروبا بالقرار الصادر سرا من طهران وهذا ما يفسر تحركهم الأخير بعدما استلم الرئيس الإخواني محمد مرسي نحو إيران وارتباطهم الوثيق بالقرار الإيراني . وإذا كانت تلك العلاقة قد مرت فيما مضى بشيء من السرية والكتمان فإنما كان ذلك بسبب الحاجة وضروريات المرحلة .. أما وقد استوى الأمر لهم في القاهرة فلا مانع من إظهار هذا التحالف ولو تدريجيا وهو ما حصل بالفعل حيث سارعت طهران بشكل غير مسبوق إلى مباركة تولي مرسي والإخوان للرئاسة ثم بدأت الصحف الإيرانية بتسريب المعلومات والأخبار التي توحي في مجملها أن لإيران اليد الطولى في مصر الآن وأن الأمس ليس كاليوم وتلك رسالة وجهتها إلى دول الخليج تحديدا وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية .. ولا شك أن السعودية وقطر والإمارات وغيرها قد أدركوا ذلك وحاولوا بشتى الطرق استمالة الاخوان سياسيا واقتصاديا ؛ فسارعت السعودية إلى إيداع المليارات في المصارف المصرية وكذلك فعلت قطر ، الا ان ردود القاهرة لم تكن كما يجب من حيث التفاعل بل كافئت القيادة المصرية قطر بأن أرسلت وفدا رئاسيا إلى طهران بغير علم الخارجية ليتم التفاوض وليؤدي الاخوان فروض السمع والطاعة ومن ثم تصدر وزارة الخارجية المصرية بيانا تقول فيه أن ما تم لم يكن بعلمها مما يعني أن الاخوان المسلمين يلجأون إلى الأسلوب الإيراني في التعامل مع الخارج فما يفعله الوزير يستنكره رئيس الوزراء وما يقوم به الرئيس يجهله طاقم الحكومة ومن هذا القبيل وما بين هذا التناقض وتلك السياسة يتم تنفيذ المخططات وتوقيع الاتفاقيات وفتح الباب على مصراعيه لإيران في أرض النيل بمباركة رئاسية - شعبية اخوانية متسترين بالوضع الاقتصادي ووعود طهران لإنعاشه ومحاولين تعتيم وإخفاء الحقيقة الغامضة في التحالف العميق بين الاخوان المسلمين في مصر وبين ملالي قم في إيران .. ولا يمكننا أن ننسى أن الاخوان المسلمين في مصر هم من ساعد حزب الله وأعوانه على اختراق الساحة المصرية وهم من قدموا لهم التغطية والدعم تحت مسميات عديدة أهمها المقاومة ودعم الصمود ومن هذه الشعارات التي تبين الآن زيفها وخداعها .
والمعروف أن الاخوان المسلمين ومنذ أكثر من عشرين عاما قد تم إعدادهم إعدادا جيدا ومدروسا ليكونوا يد إيران السنية وليقوموا بتنفيذ ما تعجز عنه الأحزاب الشيعية في بلد كله من أهل السنة وهكذا كان .. ولهذا فإننا نجد إن الإمارات قد أدركت تلك الحقيقة منذ البداية ولم تراهن على مرسي وباقي قيادته بل سارعت إلى اعتقال الخلايا الإخوانية في الإمارات التي قويت وكبرت وأصبح تحركها أكثر علانية ووضوحا . وما موقف الإخوان المسلمين من أحداث سورية عنا ببعيد فحتى كتابة هذه السطور لم نجد من قيادة الإخوان المسلمين في مصر أي موقف صارم وحازم في دعم الثورة السورية بل مبادرات لا تقل سوءا عن مبادرات الإبراهيمي ولا تخرج في مجملها عن تسويف ومماطلة وكسب الوقت لصالح النظام السوري بتوجيه ودعم من إيران.

 د. رشيد بن محمد الطوخي

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !