قولُ فصل
في الثقافة العربية يتم إختزال العقل في مجموعة آراء غير قابلة للنقاش وإعادة النظر خصوصاً فيما يتعلق بالمرأة وطاعة الحاكم والمستجدات البشرية كالفنون وما إلى ذلك ، تلك الآراء وإن كانت تحتمل الخطأ والصواب ليست من الدين وليست أصلاً لا يقوم الدين إلا به ولو كانت كذلك لقلنا عمن يقف منها موقف الضد خارج من الإسلام كما تخرج الشعرة من العجين ، مشكلة الإنسان العربي المُسلم وغير المُسلم تكمن في الفتوى فهي إما تزندقه أو تُكفره وتخرجه من دائرة الحياة ، تلك المشكلة لم تعد مقتصره على العالم العربي فقط بل جميع العالم بات يُعاني منها ويدفع ثمنها باهظاً ، العله ليست في الإنسان فهو عقل وروح لكنه عندما يتربى على تقديس قال فلان عن إبن علان فإنه سيكون مشروع قاتل وفي احسن الأحوال مشروع إنسان يقف من الحياة موقف الضد فتاره يُحرم وتاره يُحلل وتاره لا هذه ولا تلك ، تقديس فلان عن عِلان وتقديس الفتوى ليس وليد اليوم ولا الأمس القريب بل منذ أن تحول الإسلام لوسيلة واداه سياسية لقهر المجتمعات بعد أن غابت شمس الخلافة الراشدة بمقتل الإمام علي كرم الله وجه.
إحتكار النص وإحتكار الصدارة يشبه احتكار القساوسة للدين المسيحي في العصور الأوروبية المظلمة ، ليس في الإسلام كهنوتية لكن هناك من جعل من الكهنوتية حقيقة لا تقبل الجدال أو الشك والمتأمل في حال بعض البلدان والمجتمعات يجدها إما مع ابن تيميه ومن أقتفى أثره كمحمد بن عبدالوهاب وإما مع الخميني ومن سار على نهجه كالحوثي وبعض العمائم الغير عاقلة؟
ليس عيباً الإيمان برأي مُعين لكن العيب هو تقديس ذلك الرأي وفرضه بالقوة ورفض بقية الأراء لانها لا تنسجم مع هوى النفس والتعصب الأحمق الذي يغشى البعض ، الدين لا يمكن حصره في شخصيات أو مجموعة من الأراء التي قال بها شخص في الماضي أو الحاضر ، الفتوى خطاب ثقافي كغيرها من الخطابات الثقافية لكن الشخصيات الدينية ومؤسسات الإفتاء الإسلامية لا تؤمن بذلك فكل ما تقوم به تكريس القول الواحد بطرق مختلفة وإهمال للبحث والتنقيب والمراجعة وعدم مراعاة ظروف الزمان والمكان وهذه مُصيبة عظيمة على العقل وعلى حياة المجتمعات التي أصبحت اسيره لأقوال ما أنزل الله بها من سُلطان ومُقدسة لشخصيات تختبئ خلف عبارة هذا هو القول الفصل .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)