قوس قزح
المجالس العدد (6) 17/3/1987م
بقلم/ أحمد الشرعبي
هل صحيح أن القارئ واقع تحت تأثير كذبة عرضها السماوات والأرض ومفادها، أن في بلادنا صحافة.
وإذا أقسمت له بأنها أطول كذبة تعشعش في أذهاننا، أيصدقني.
وقد يكون حرصي على وقت القارئ يستنفد منه أغلبه من أجل لفافات مهتزلة قد يكون ذلك دافعي للكتابة في شأن كهذا.
والأكثر من ذي وهذا وذاك.. إننا لا نريد التدليس على المسيرة الديمقراطية بزعمنا أن الصحافة نموذجها أو حتى بعض ملامحها، لعلمنا بأن الصحافة تسيء للديمقراطية أكثر مما تخدمها طالما كانت على هذا النحو.
أن مطبوعة يمضي على بدء صدورها حولان كاملان فلا تطور نفسها ولا تكسب ثقة القارئ، مثل هذه المطبوعة خليق بالإعلام أن يحيلها إلى صحيفة حائطية، شريطة أن تعلق داخل مساحة محدودة في حجرة نوم الناشر.
وأن لاحترام عقل القارئ الأولية على إصدار صحف كالتي نرى.
ويعلم القارئ كم هي الصحافة في بلدان العالم، وما مدى اهتمام الشعوب والحكومات بأمرها.
كل ذلك لأنها جريئة الطرح، صادقة التناول، مسئولة عن صناعة الرأي العام، وتحريك القدرات المعطلة، دون تهويل ولا لغط ولا همز وغمز، وإشارات كتلك التي نطلع عليها كل عام على يد حفيد الفلكي مهدي أمين..
فمن "..." إلى "...." ومن "...."
شرقاً إلى "...." هل توجد من كل هذه المسميات "الصحفية" واحدة تباع أو تكلف نفسها عناء السفر عبر البريد إلى ناحية واحدة من نواحي اليمن.
كلها تزحف إلى أكشاك العاصمة وبعضها إلى عواصم المحافظات دون انتظام.
وعلى نطاق الرأي العام "وفي حدود الموجود" كم قضية في السنة الواحدة تتبناها الصحافة فتثير اهتمام الرأي العام، ويجري النقاش حولها بهدف الوصول إلى حلول ترضي الناس وتتفق مع توجهات الحكومة؟
وعلى مستوى الإبداع.
كم –غير المكررين، وذوي العاهات اللفظية المركبة من مصطلحات خاصة. أقول.. كم غير هؤلاء.. احتضنت الصحافة وكم مبدع أفسحت له المجال، وكم قلم بارع جديد تكتشفه الصحافة على عقد من الزمن؟
إني على استعداد للتخلي عن كل أرائي السالفة، لو أقنعت القارئ بان الصحافة في بلادنا تعني صحافة، أو ما معناه.. أن الإعلام لعلي علم بأكثر من هذا.. ولكنه يدارى بعسى، ويجارى بلعل.
فهل إلى خطوة عملية من سبيل، وحين نريد من السائح في بلادنا أن يحترم –بعدسته مشاعرنا فلا يلتقط الصور المشوهة، فإننا لا ندري أي صورة أخرى يلتقطها السائح لحظة يتصفح مطبوعة يمنية.
التعليقات (0)