مواضيع اليوم

قنبلة قانون الأنتخاب الموقوتة

زين الدين الكعبي

2009-11-16 12:44:51

0

 

عندما خرج الأستعمار البريطاني الفرنسي من الدول العربية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ترك ورائه مشاكل حدودية مصطنعة بين جميع الدول المتحادة تقريبا . فهناك اليوم مشاكل حدودية بين المغرب والجزائر ، مصر والسودان ، الكويت والعراق ، السعودية وقطر ، قطر والبحرين ، سوريا والأردن .

وبدلا من أن تحل الدول العربية مشاكلها الحدودية وغيرها حلا شاملا وبسرعة ، تركت هذه المشاكل بلا حلول فعلية . الأمر اللذي أدى الى تحولها الى أمراض مستعصية وقنابل موقوتة تنفجر بين الحين والآخر لتعكر صفو العلاقات الأخوية بين الأشقاء وتشتت قواهم وتمنع تعاونهم وتكاملهم الأقتصادي والأمني والثقافي . بل وسببا للتقاتل العسكري في بعض الأحيان .

ما يهمني من هذا السرد التأريخي هو أخذ العظة، وليس شيء آخر . فالأمم الذكية هي اللتي تدرس التأريخ لتعرف أين أصابت لتبني على هذا الصواب وتنميه . وأين أخطأت للتجنب الوقوع في الخطأ مرة أخرى .

ألا أن الساسة العراقيين اليوم أبعد مايكونوا عن دراسة التأريخ وأخذ العظة . فجميع المشاكل العراقية الملحة والمصيرية واللتي سيكون لها آثار مستقبلية قاتلة على الشعب العراقي أذا ما تركت بدون حلول سريعة ونهائية اليوم وليس غدا هي ، أما مؤجلة الى أجل غير مسمى . أو أنها حلت بحلول مستعجلة ،غير واقعية وعلى طريقة جلسات الفصل (الدية) العشائري .

ومن أهم هذه القضايا الملحة واللتي تكاد تطيح بالعملية السياسية العراقية برمتها هي قضية قانون الأنتخابات وقضية كركوك . فبعد أن أستبشرنا خيرا بالأتفاق الأخير حول هاتين المسألتين فأذا بالتصريحات والاحداث تتوالى يوميا لنكتشف أنهما لم يحلا في الحقيقة ، وأن ما أعلن عنه هو أتفاق أبرم تحت تهديد السلاح الأمريكي أذا صح التعبير .

سرد النائب بهاء الأعرجي طريقة الأتفاق على الصيغة النهائية لقانون الأنتخابات لقناة السومرية قائلا . " الحقيقة أننا لم نتفق , وكان ممثلوا الكتل والأحزاب والمعنيين بقضية كركوك في غرفة الأجتماع أبعد ما يكونوا عن الاتفاق، وكنا في طريقنا الى الخروج من مكان الأجتماع وأعلان فشله ، ألا أننا فوجئنا بدخول آية الله السفير الأمريكي (وهذا تعبير النائب بالنص) الى غرفة الأجتماع قائلا ستوقعون على الصيغة الحالية للقانون وألا ؟؟؟ . مما ادى الى توقيع الجميع على القانون وأنتهى الأجتماع" .

وجاء في صحف اليوم أن برلمان اقليم كردستان قد حث رئاسة الجمهورية على نقض قانون الانتخابات الذي اقره مجلس النواب مؤخرا.وذكر موقع الاتحاد الوطني الكردستاني ان "برلمان الاقليم عقد عصر امس جلسة استثنائية برئاسة كمال كركوكي لمناقشة قانون الانتخابات".

واعلن كركوكي خلال الجلسة ان رئاسة برلمان الاقليم بعثت رسالة الى رئاسة الجمهورية من اجل اعادة النظر بقانون الانتخابات النيابية، مؤكدا ان اقليم كردستان هو "المتضرر الاكبر جراء زيادة نسبة السكان في بعض المحافظات". وتوصل اعضاء برلمان كردستان الى صياغة عدة توصيات، ابرزها "دعوة رئيس الجمهورية لنقض تعديل قانون الانتخابات وتحديد نسبة 3 بالمائة لزيادة نسبة عدد السكان وبشكل متساو في جميع المحافظات دون تمييز وعدم قبول "التدخل الخارجي" في صياغة قانون الانتخابات وتقديم شكوى الى المحكمة الاتحادية بخصوص زيادة عدد الناخبين في عدد من المحافظات .

وحول موضوع المهاجرين والمهجرين خارج العراق فقد أكد طارق الهاشمي أمس بانه لن يصوت على قانون الانتخابات في صيغته الحالية مما يعني أن القانون سينقض.

وقال الهاشمي في تصريح صحفي انه بصفته الحارس على الدستور سوف لن يصوت على قانون الانتخابات الذي يخالف الدستور في عدد من فقراته، مشيرا الى الفقرة الخاصة بالمهجرين في خارج العراق.

هذه التصريحات للأعرجي والتصريحات اللاحقة تؤكد أن الجميع غير راضي عن القانون الجديد . وأن هذه القضايا هي جمر مشتعل تحت الرماد ، ينتظر من ينفخ فيه في أي وقت ليتأجج محرقا الأخضر واليابس .  

ومن قصة المشاكل الحدودية العربية اللتي ذكرناها ، فأن التأريخ يعلمنا بأن هذا التعاطي السياسي الفاشل مع القضايا المصيرية سيؤدي بالتأكيد الى ما لا تحمد عقباه مستقبلا ، وأن جولة جديدة مستقبلية من الأقتتال الأهلي"لاسامح الله" ستكون أمرا حتميا في هذه الظروف .

 يجب أن ننتبه الى أن أدارة أوباما ترغب بأنجازات وهمية في العراق لكي تقوم بسحب قواتها

في المواعيد اللتي تعهدت بها لمن أنتخبها حتى ولو كانت هذه الطريقة ستجر الويلات على العراقيين . بل أن هذه الطريقة هي المفضلة لدى أي محتل لضمان بقائه بصور مستترة كما أثبتت دروس التأريخ . وأذا صدقت الأخبار حول قانون الأنتخاب والطريقة اللتي سلق بها ، فأن ساستنا وكالعادة يجرون البلاد والعباد الى ما لايحمد عقباه . وأن قانون الأنتخاب الجديد سيكون نقمة بدلا من أن يكون نعمة .

 

http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=93560

http://www.burathanews.com/news_article_80027.html




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات