قناة العرب الفضائية ذات العنوان “القصة التي تهمك”، سريعا ما انتهت بعد أن انطلقت من المنامة فاتح فبراير، ساعات معدودة فقط عمر القناة من العاصمة الخليجية، التي تشهد ربيعها العربي بتكتم و تجاهل إعلامي واضح من طرف القنوات الإعلامية الخليجية الكبرى، أغلقت القناة بقرار رسمي بعد أن استضافت في نشرتها الإخبارية معارضا بحرينيا من جمعية الوفاق التي تتزعم حركة إحتجاجية للمطالبة بتعديل الدستور و تقليص صلاحيات الملك مقابل حكومة و برلمان منتخب.

من المنامة، ظن الأمير الوليد بن طلال أنه سيقدم معروفا للشقيقة البحرين كنقطة إنطلاق لقناة عربية فضائية إخبارية توازي في مهنيتها و إحترافيتها قناتي الجزيرة و العربية، غير أن حماسة طاقم القناة وتطلعهم بسقف حريات أكبر تعطيه الدولة مقابل استضافة القناة قوبل بالرفض و الإنزعاج من طرف السلطة الرسمية في المنامة، فأغلقت القناة أولا دون توضيح رسمي و من ثم بعد أسابيع صرحت الحكومة البحرينية بأن القناة لم يستوفي ملفها كافة الشروط الموضوعة و بالتالي ستتوقف القناة عن البث من المنامة،هذا ما أعلن، بينما تربط أطراف أخرى ملف غلق القناة بتدخل سعودي، و لربما كان الفارق الزمني بين الإغلاق و التصريح به فترة مفاوضات بين الطرفين باءت بالفشل.

غلق القناة يوضح أن  باب حرية الرأي و هامشها  المقدم من طرف حكومات الخليج التي تدعم كبريات القنوات الإخبارية العربية  ينتهي عند الشأن الداخلي لبلدان هذه الحكومات، فلا الجزيرة تقدر على مناقشة أبسط شأن قطري بعين الإنتقاد طبعا و لا العربية و لا سكاي نيوز و هكذا، و لنتذكر كيف خرج الصحفي حافظ ميرازي من قناة العربية حين تحدث متهكما  و مودعا جمهوره على أنه سيختبر قناة العربية بمناقشة حرية الصحافة في السعودية في حلقته القادمة، و بالطبع لم تسمح القناة له بذلك و أنهى مشواره مع القناة بعد ان استفاض في معالجة الشأن المصري طولا و عرضا.

كاتب من المغرب