تميزت هذه السنة كلها بتركيز كبير على الخلاف المذهبي "السني الشيعي" بين المسلمين ( في العراق الأمر يعتبر استمرار لما قبل , في اليمن الحوثيين ويعتبر أمر جديد بعض الشيء , في البحرين فيعتبر فورة من عدة فوارت سابقة ولكنها هذه السنة اشتدت حده , في لبنان لا نحتاج أن نفصل لأننا مللنا , في سوريا بداء مسلسل لا نعر ف نهايته , في إيران السنة في حال لا يعلمه إلا الله ) .. لكن الغريب تركيز المحطات الفضائية على هذه الخلافات أما بشكل نقاش عقائدي مثل المستقلة " وهو والله مضحك , بل أني أشهده بعد صلاة الفجر حتى أنام مبتسما .. وزاد الطين بله , مسلسل "الحسن والحسين ".
يا سبحان الله , في المستقلة علماء غائصين في كتب التاريخ حتى يثبتوا أن هذا المدعو .......طبعا هو ليس صحابي حتى اجله وأقول رضي الله عنه , إنما هو رجل عاش في زمن ما ونقل حديثا متواترا , فهذا المؤرخ يقول انه كاذب , وذاك يقول رجل لا ينقل عنه , وثالث يقول هو في علم الحديث كاذب وفي علم التاريخ صادق ؟؟!! سبحان الله .. ما لنا ومال هذا حتى نربط أخرتنا ومعتقداتنا به .. هذا ضرب من الجنون , والله انه ضرب من الجنون
.. قال تعالى ( يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ..)وقال جل من قائل ( يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) وقال تعالى في سورة عبس (يوم يفر المرء من أخيه , وأمه و أبيه, وصاحبته وبنيه)وقال في سورة المعراج (يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه, وصاحبته و أخيه,وفصيلته التي تؤيه , ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه)
قولوا بالله عليكم أين ساجد في ذلك اليوم , أبا بكر الصديق رضي الله عنه , وعمر ابن الخطاب رضي الله عنه , وعثمان ابن عفان رضي الله عنه ,اوعلى كرم الله وجهه , او الحسن والحسين , ناهيك عن مالك وأبو حنيفة وابن حنبل و الشافعي , والكافي و السستاني و الصدر والخميني .
أين عقولكم يا مسلمون , أن أمهاتهم سيتخلون عنهم في ذلك اليوم العظيم , آبائهم إخوتهم بل من في الأرض جميعا , هذا بنص القران , أنا اعلم أن الاجتهاد قائم إلي يوم القيامة , روى سعيد ابن المسيب عن على – رضي الله عنه- انه قال : قلت يا رسول الله , الأمر ينزل بنا لم ينزل فيه قران , ولم تمض فيه منك سنه ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اجمعوا له العالمين من المؤمنين , فاجعلوه شورى بينكم ولا تقضوا فيه برأي واحد " .. هذا الحديث وحده يكفي لان نتعلم وحدة الكلمة , وان يكون بيننا علماء ربانيين ,لا ينظرون عرض الدنيا , يعلمون ويوقنون أن كل ما حدث بعد وفاة الرسول هو تاريخ بحت , لم ينزل به وحي .
اختلف المهاجرين والأنصار في السقيفة بعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم فورا, واتفقوا بعد جدال طويل , بل لم يتفقوا جميعا , وهذا فيه دلالة على انه لم يكن هناك وصية لإمامة أو نحوه , فكيف يطالب الأنصار بالخلافة لهم لو كان هناك شيء من هذا , والحكم في الإسلام( دنيوي لا سماوي ) أي لا ترتيب أو وحي فيه " وأمركم شورى بينكم "
والاجتهاد يدخل العبادات عن طريق تحري مراد الله سبحانه وتعالى , فليس لأحد الفقهاء رأي شخصي يعتبر إتباعه دينا ..!
وقد قرأت ردا لأحد مقلدي المذاهب , وكان جوابا سديد .. قيل له : أتتبع كلام أبي حنيفة ؟ قال :لا .. " اتبع كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ,كما فسره أبي حنيفة ..! وفي هذا الجواب تصوير صادق لطبيعة التقليد , وإلا فان أبا حنيفة وغيره من أئمة المذاهب السنية والشيعية لا يتبعون لذواتهم .
وأنا شخصيا لا اقر التقليد الفقهي كما هو شائع ألان في الدول الإسلامية ,واضع ذنب المتبع من العامة في رقبة من يتبع من هؤلاء الفقهاء , الذي انتشر الحسد بينهم , والغرور , والتعالي ليثبت كل منهم ان قوله هو الحق وقول الآخرين خطاء .. ولو انه استغل ذلك الوقت من التمحيص والغوص في الكتب البالية في العبادة والاستغفار لإنقاذ نفسه يوم لا ينفع إلا العمل لكان أجدى وأصلح له.
أي انتم يا علماء الأمة , هذا وقت حصاد سنين دراسة في علوم الدين و المذاهب والأقوال , اجتمعوا فانتم جميعا تؤمنون بالله رب , وبمحمد صلى الله على آله نبيا ورسولا , وبالقران كتابا , وبالكعبة قبلة وبيتا محجوجا, وبان الإسلام بني على الخمس المعروفة , وبأنه ليس بعده دين , ولا بعد الرسول صلى الله عليه وسلم نبي ولا رسولا , وبان كل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم حق , والساعة حق , والبعث حق , والجزاء في الدار الآخرة حق , والجنة حق والنار حق , وما اختلفنا فيه من شي فحكمه الي الله ورسوله .. وعليكم إن تبينوا أن هذا أمر به الله وهذا أمر به رسوله صلى الله عليه وسلم , أو هذا لم يأمر به الله ولا رسوله , وهذا من مواضع الاجتهاد التي يسوغ فيها الاجتهاد " فنحن نقبل اجتهادكم كعامة المسلمين فيه " ا وان هذا الموضع لا يقبل الاجتهاد فيه " فسنقول سمعا وطاعة " , واتركوا التشدد في التفاصيل التي لا تفسد العبادة , فهو صلى الله عليه – سدل يديه في الصلاة وضمهما , ورفع يديه بعد الركوع وبعده حينا , وتركة حينا , وهو اقر التكبير في الأذان مفردا , ومثنى .. ولو يسرنا الدراسة المقارنة لانفرجت أزمات ما استحكمت حلقاتها إلا يوم ضاق العطن , وقصر الباع , وانتشر الجهل , وعمت الخيبة ,,,
والله من وراء القصد
عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد
التعليقات (0)