في برنامج تلفزيوني شاهدت مواطنا يعرض مشروعا لشق قناة موازية لقناة السويس وتقل في الطول عنها أربعين كيلومترا تقريبا وتحل بعض مشاكل الإبحار في القناة الحالية...لا يهم أن يكون المشروع معقولا أو غير معقول ولكنها فكرة يجب ألا تمر دون دراسة هندسية واستثمارية ولا بد أن تجرى لها دراسة جدوى حتى يتبين أهميتها أو عدم أهميتها ...لا يمكن لأحد أن يقول في ذلك رأيا بغير دراسة ولا يمكن أيضا أن نهمل أي فكرة من أي مواطن نظرا لإمكانية أن تكون مفيدة..وقد كثرت بعد الثورة عروض المواطنين بأفكار جديدة وجيدة ...والملاحظ (وهو ما يهمنا في هذا العرض) أن المصريين بدأوا بالتفكير في مصلحة الدولة والمجتمع وهذا دليل على نجاح الثورة في تجديد فكرة الانتماء والوطنية ...وبعد أن كان المواطن المصري يشعر بالإهمال وعدم الاكتراث بعقله وفكره والتركيز على ما تنتجه عقول الحكام والوزراء وأصحاب السلطة ...هم يفكرون ويقررون ونحن الشعب نتقبل منهم رغما عنا أفكارهم المفروضة رغم عدم جدواها في كثير من الأحيان ...ومن المعلوم أن تفكير الأغلبية يغلب تفكير (الصفوة) لأن الشعب بملايينه وعلمائه في الداخل والخارج فيه من هم أعلم وأكثر فهما وخبرة من كثير من السلطويين ورجال الدولة الرسميين وإلا ما شاهدنا رجال أعمال ناجحين في غير الدوائر الرسمية... بل إن الأفكار الحرة في عقول الناس غنية بالصحة والجدارة والفوائد وللأسف كانت محبوسة في العقول ومقفول عليها أدراج وقلوب .... أو كانت تصدر إلى دول الغرب مع العقول المهاجرة ....
التعليقات (0)