قناة الجزيرة .. والاتجاه المعاكس !

اعتقد أن قناة الجزيرة أثبتت أنها تسير منذُ انطلاقتها في اتجاه معاكس لمنهجية زميلاتها الفضائيات العربية ، وذلك من خلال انحيازها التام لقضايا الشعوب العربية ، وهو على العكس من الفضائيات العربية الأخرى التي تنظر لمثل هذه القضايا بعينين إحداهما على رضا الحكومات والأخرى على نقل أي حدث بتحفظ وكمجرد خبر ، وبعيدا عن أي إشارة يمكن أن يفهم منها أي نوع من الدعم إعلاميا لقضايا الشعوب .
ويتضح ذلك أكثر في تغطية القنوات العربية للأحداث الأخيرة بدأ من تونس ثم مصر والآن ليبيا والبحرين واليمن ووقوف "الجزيرة" الواضح إلى جانب الطرف الأضعف في هذه الأحداث وهو بالطبع الشعب .

إذا هو انحياز لكل الشعوب العربية المغلوبة على أمرها والدليل على ذلك عدم استثنائها لشعب عربي دون آخر ، والمتابعة إعلاميا لكل حدث يتعلق بقضية الشعوب العربية القائمة .

واعتقد أنه بسبب هذا الانحياز تعرضت " الجزيرة " للكثير من الإشكالات ، منها إغلاق مكاتبها في بعض الدول العربية ، أو التشويش على إرسالها .
ومنها النقد اللاذع الذي يوجه لمنهجيتها الإعلامية بين الحين والآخر ، ويأتي على رأس هذه الانتقادات استثنائها لما يحدث في دولة قطر سواء على مستوى سياستها الخارجية أو على المستوى الداخلي .
واعتقد أن مرد هذا الاستثناء ربما هو ثمن توجه القائمين على القناة بتحرير الرسالة الإعلامية لقضايا الشعوب العربية من صياغة الإعلام السلطوي لها . واعتقد أن هذا الثمن يأتي في مقابل السماح للقناة بتطبيق منهجها الإعلامي " خارجيا " وبدون ذلك لن تجد دولة عربية تتبنى قناة تليفزيونية باتجاهها هذا .
ولعل مما يعيب القناة هو فشل برنامجها " الاتجاه المعاكس " الذي يقدمه الإعلامي الدكتور فيصل القاسم ، فهو ليس أكثر من كونه صراخ شخصين "مبرمجين" ومتقابلين على طاولة يتوسطها مقدم البرنامج ، وهو صراخ أبعد ما يكون عن الحوار والنقاش المنطقي والعقلاني .
ومما يعيب قناة الجزيرة كذلك تركيزها باستمرار على استضافة بعض الأشخاص الذين لا يتحفظون في بث أحقادهم الواضحة تجاه بعض الحكومات العربية وبخاصة المملكة العربية السعودية .

تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com