مواضيع اليوم

قناة الجزيرة علبة الكبريت ..!

صالح الموسى

2011-11-14 23:39:53

0

 

قناة الجزيرة علبة الكبريت ..!

 


عندما زار الرئيس مبارك استوديو قناة الجزيره في الدوحه، شعر بالحنق وقال بعفويه واستعلاء : كل الازعاج ده من علبة الكبريت دي ..! هذا ما نطق به لسانه، بينما عجز عقله عن الادراك، بان هذا الكبريت، سوف يحرق من كانوا اصدقاء، ويضي الطريق لمن كانوا اعداء .. ! إذ كيف استطاع  بلد في حجم قطر، ان يبتكر ويطلق آله اعلاميه بهذا الحجم، تصبح فيما بعد، مسؤوله عن توجيه او ركوب الرأي العام،  وتحدث تأثيرا وازعاجا غير مسبوق للحكومات العربيه، وتشعل النار في الهشيم من الخليج الى المحيط.. !


لا شيء يمنعنا من القول، بان قطر مثال للدوله الصغيره الطموحه، التي وضعت مجمل ثراوتها موضع التنفيذ، لخدمة سياساتها الحثيثه، من دون تردد او إطالة تفكير ..  وان قناتها الجزيره هي العربه التي تشق لها الطريق ،فبعد ان  نجحت في اسدال الستار عن حقبه اعلاميه تاريخيه جديده، صارت تُعرف لاحقا .. ما قبل الجزيرة وما بعدها .. معلنة ان الايام الزاهيه للقنوات الحكوميه الخامله قد ولت، بعد ان فردت الجزيره جناحيها على الفضاء العربي، بجرأه ومهنيه، مستغلة الفراغ الاستراتيجي في المنطقه، الناجم عن تردد امريكا والغرب من جهه، والسعوديه ومصر من جهه اخرى .

بيد ان علبة الكبريت هذه، قد تجاوزت الخطوط الحمراء عدة مرات، باجراء اللقاءت مع نشطاء القاعده وطالبان، وحزب الله وحماس، بل ان زعيم القاعده اسامه بن لادن، والسيد نصر الله، شرفاها بان اختاراها لتكون منصتهما الاعلاميه، في ضل حمايه امريكيه هادئه من قاعدة السيليه، والحد الادنى من العلاقه مع اسرائيل. فبسبب تلك التجاوزات، تعرض مقر الجزيره للهجوم  في افغانستان، من قبل نيران صديقه ..! وتم ابعاد مراسلها صاحب بلا حدود .. من الفلوجه الى خارج الحدود .. واودع تيسير علوني السجن لسنوات في اسبانيا، واستضافة معارضين لامريكا وحلفائها،ومنعت من البث في عدة دول عربيه.هذا الزخم الاعلامي المحموم، يسير متوازيا مع نشاط وحضور سياسي، تقوم به قطر في لبنان والسودان، واليمن وليبيا وفلسطين، بمباركه من امريكا، ومن القرضاوي ايضا في خطبة كل جمعه. الامر الذي اثار حفيظة العلمانيون،  فوصفوها بمخلب القط الامريكي .. اما جيرانها الخليجيون فقالوا : انها  اشبه بدوده تكد وتجهد لتضاهي فيلا .. مع ذلك فلم يمنعها هذا الازدراء، من الاضطرار الى مهادنه الجاره الكبرى ولربما الى حين ..! في المقابل حازت قطر والجزيره معا على ثقة الشعوب العربيه، وابديا نظجا سياسيا واعلاميا مضطردا، عن طريق القول بما يفكر فيه المشاهد والثائر العربي وبصوت عال، في الزمان والمكان المناسبين.  فرفع الثوار الليبيون العلم القطري والليبي جنبا الى جنب في بنغازي، اما القرضاوي فلقد ام  الناس في ميدان التحرير، ورفع الثوار اليمنيون لافتات .. اين الجزيره .. مستغيثين بعد الله  باحمد منصور وعلي الظفيري وليلى الشايب .


فعلى الرغم من كل الشكوك التي تحوم حول  قطر والجزيره، ودورهما المشبوه في المنطقه، فلقد تمكنا معا من صرف نظر الرأي العام  عن تلك الهواجس، بالانسجام والى حد كبير مع تطلعات وامال الشعوب العربيه، الامر الذي حال دون الجزم بصحتها .. او على الاقل تمكنا معا من تبديد تلك الشكوك، بفعل انغماسهما لصالح قضايا الشعوب المصيريه . 


يبد ان سياسة قطر الداخليه تبدو متواضعه نسبيا، مقارنة بسياستها الخارجيه، فقيادتها تبدوا افقيه مركبه او عباره عن  ثلاثه في واحد ..! وتسلسلها الهرمي غير واضح، جاء كنتيجه تلقائيه لانقلاب الابن على ابيه، الذي كان قد انقلب على عمه في الايام الخوالي. كما انها لم  تحقق شيئا يذكر، على  صعيد الاصلاح السياسي، سوى مجرد وعود قد طال امدها. مع ذلك حققت مشاريع تنمويه وصيت في المحافل الدوليه، كحاضنه للمؤتمرات والالومبيات الدوليه، عن طريق توظيف مواردها الفلكيه، يسعفها في ذلك مواطنين قله، بلغ دخل الفرد فيهم 80000 الف دولار امريكي، واحتلت المرتبة الاولى  في العالم العربي، من حيث الدخل ومستوى التعليم والخدمه الاجتماعيه. 

فمن الضروري في هذا السياق، ان نلجأ الى البحث الدقيق، ونحن نعيش تحت التأثير القوي لقطر، على المشهد الدراماتيكي اليومي، من اجل معرفة الاسباب الكامنه، وراء تجاور النقيضان وتواطؤ الاضداد في السياسه او اللعبه القطريه، كما يحلو للبعض ان يسميها ..ولكن قبل كل شيء، ينبغي علينا التأمل وبتأني، في معطيات هذه المنظومه المكونه لهذه اللعبه، والتي تشتمل على القاعده الامريكيه كصمام امان، وقناة الجزيره كرأس حربه، والثروه الهائله .. يدير دفتها امير شاب ورئيس وزراء، لديهما قراءه مرنه،  تجني مكاسبها من مصادفات  الظروف الاستثنائيه، ومن الفراغ الحاصل في المنطقه.  وقبل كل هذا وذاك، في جعبتهما اهداف واضحه ومحدده، على رأسها تحالف مستتر، مع تيار اسلامي قادم، أختير ليكون بديلا عن انظمه آيله لسقوط، ويحضى بمباركه قرضاويه امريكيه .       

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !