استيقظ صباحا تجد الناس قد سبقوك لمشاهدة قناة الجزيرة الاخبارية ،فكل صباح يتركن عشرات الالوف من المشاهدين العرب من المحيط الى الاهواز العربية "شرقا"امام اجهزة التلفاز لمتابعة اخر المستجدات والتطورات السياسية في عالمنا العربي الذى اصبح عنوانا لكل نشرات اخبار الاعلام الدولى ووكالات الانباء الدولية التى تنشر مراسليها عبر المدن والبلدات العربية لانها تعرف مسبقا ان الخبر دائما طريا وجديدا وان العرب في اخبارهم متعة للسامع والمتفرج واحداثهم تتطوربين كل فينة واخرى.
تحظى الجزيرة باكبر نسبة من المتابعة بل يمكن اعتبار القناة اكثر المحطات بعد راديو ال بي بي سي تأثيرا ولاسيما خلال الفترة الممتدة مابين 1997و2003 اي مرحلة تأسيس القناة وظهورها ومرحلة سقوط بغداد في يد التتار الجدد امريكا وايران والشيعة العرب .طبعا لقد خلقت القناة في بدايتها انطبعا لدى المشاهد العربي الذى راى فيها نموذجا يفر المرء اليه بعد ان ازكمت انوفه قنوات الاستبداد والرأى الواحد وطبعا هو رأى الدولة او الحكومة او صوت الامارة .وجد في القناة ملاذا امنا ومبعث فخر يستنهض هممه كل صباح وكل مساء يتسمر لرؤية الافضل او قل الخبر المتزن البعيد عن الانحراف والميل لسلطة الاستبداد الاعلامية .وظلت القناة رمزا للخبر الميال لمخاطبة صحوة العرب واذكاء حماسهم ولاسيما اخبار الحرب المعلنة ضد العراق وكيف كانت الجزيرة تقدم اخبار انتصارات الجيش العراقي وصموده وصمود البغداديين في مواجهة التتار الجدد .وقبل ذلك كانت القناة الاخبارية تنشر اخبار جبهات القتال في شمال افغانستان وتذكرنا دائما عبر مراسلها العسكرى "تيسير علونى" بمعارك تورابورا ووادى بانشير.وعندما وضعت الحرب أوزارها بدأت القناة تبحث عن وتفتش عن أخبار جديدة فكان الحقل العربي الملغم اصلا منبعا للخبر فابحرت القناة تخوض في مياهه العكرة وانتهزت فرصة تحلق الملايين العرب صباح مساء لتدس اخبارها المسمومة في جسد ذلك الانسان العربي الذى افسد ذوقه عندما فطن للعبة اسمها قناة الجزيرة القطرية .وضعت القناة اللمسات الاولى لسياستها الجديدة الهادفة لانجاح ما اعتبرته نهجا ديمقراطيا واصلاحا سياسيا يجب على الدول العربية تبنيه .وفعلا لا احد يكره الاصلاح او الثورة لكن عندما تكون النوايا سيئة فان الاصلاح يكون عنوانا للفساد .فقناة الجزيرة صورت المشهد العربي.وقدمته في احلى واجل حلية وطبعا بنكهة وزارة الخارجية القطرية ،فلم تكن النزاهة هى الاصل بل كان الخبر ملفقا والاخباريات تنقل حسب رغبة الامارة لا الصحفي المحترف النزيه .بل الانكى انها افسدت الذوق والحس العربي عندما كانت القناة الاخبارية تقدم ماتراه هى صالحا ويافعا لمصلحة رأسمالها القطرى طبعا .فالاكيد انه لا احد منا ينكر ماقدمته القناة للمشهد الاعلامى العربي وبشهادة الجميع فقد اخرجت الاعلام من سباته ومن استبداد انظمة الحكم لكن بالمقابل تناست القناة ومع مرور الوقت انها انعرجت عن الخط المستقيم فانزوت الى دائرة الدفاع عن ميولات امراء قطر واخرجت الخبر من عفويته الى خبر بنكهة سياسية تخدم اجندة غربية وامارية قطرية .وادخلت الجديد لعالمنا العربي البعد الاصولى للقضايا السياسية .فالقناة عبرت عن دعمها للتيار الدينى الذى هو عنوان الاستبداد القادم ،فكرست القناة كل طاقتها واموالها ومبعوثيها للدفاع عن هذا التيار حتى ان المؤسسة الاعلامية القطرية خصصت برامج دعوية لاتخطئها العين في موالاتها للحركات الاصولية ولاسيما الاتجاهات الوسطية كالاخوان في مصر مثلا او الاحزاب المعتدلة المقربة من" الشيخ يوسف القرضاوى "في المغرب والجزائر والاردن وتونس.
هكذا تنصلت القناة من الخدمة الاعلامية المستقلة والمنحازة للانسان العربي فاختارت المال الخليجي القطرى المدعوم امريكا لتوصل ماتراه هى صائبا .او ماتراه الامارة سائرا في خدمتها الايديولوجية الاصولية .فبدأت القناة تحصد الانتقادات من هنا ومن هناك وانتهت التجربة الاعلامية الرائدة الى الة لصنع التخريب والتهويل ،فتهول من خبر دون تأكيده ،فهل من الاعلام النزيه نقل الخبر من شاهد عيان كان نائما ليؤكد للجزيرة" مرور طائرة من فوقه تطلق النار على حشد من الناس في الساعة الثالثة صباحا ".او تختار الانحياز لمرشح دون اخر كمثال على ذلك الانتخابات الرئاسية المصرية .او الصمت عن نقل معلومة عن نائب اصولى فعل فعلا مشينا .
انه القليل من الكثير .كثير من الامور التى لاتفهم كاستبعاد تسليط الاضواء على الوضع السياسي في قطر ....
التعليقات (0)