قناة الإيمان ... أم قناة العميان

من الأمور البديهية واللانزاع فيها ولا إختلاف أن الإعلام الرسمي والقنوات الرسمية هي واحدة من الجيوش المجيشة لخدمة الحاكم العربي
وقناة الإيمان هي واحدة من مجندات النظام المتهاوي
والغريب ان هذه القناة تحمل بين طياتها الكثير من الامور المتناقضة- المخزية والمضحكة - ابتداء من اسمها ومرورا بشعارها وانتهاء بمصداقية وسلوكيات الاعلام النبيل الحر
فمثلا: من الأمور المخزية أننا نرى اسم القناة بادي للعيان ( قناة الإيمان ) فيتبادر في عقل المشاهد انها تلك القناة التي تحمل كل القيم النبيلة وتجسد تلك الاخلاق الحسنة الذي جاء بها ديننا الحنيف وتخلّق بها نبينا الكريم وارتوى منه السلف الصالح والصحابة
لكن !! ودون سابق انذار .... سرعان ما ينقطع تفكير المشاهد الكريم ، وسرعان ما يتغير تلك الامنيات في لحظة عند سماعه للكلمات القاذفة والعبارات القبيحة التي لا تنبغي ان تخرج من فم مسلم فضلاً من قناة تحمل هذا الاسم وتنقل صورة عن النظام وتمثل بلد بأكمله بل وتتحدث باسم كل مواطن فيها، تجد السب والشتم والكذب هي سمتها سواء من معدي البرامج أو الضيوف أو المستضافين
ومن الأمور المضحكة أننا حين نرى مضمون هذه القناة نتيقن انها لا تحاكي شعارها وانها بعيدة كل البعد عن ذلك الشعار الضخم (( الوسطية والإعتدال )) فسياستها في كل برنامج ان لم تكن معي فأنت ضدي
ولربما وسموا من خالفهم في الرأي بالزندقة والخوارج ولا يفرق عندهم لو أن من خالفهم في الرأي يحملون أدلة وحجة قوية من الكتاب والسنة ومن قول السلف والقياس والاجتهاد والاجماع وكل اصول الفقه
ومن الأمور الغريبة أنهم يلهثون وراء العوام فبرامجهم قد حوى وجمع المتردية والنطيحة و الذي قد تبراء منهم السنتهم والعجب انهم يتسابقون لاستضافتهم ويفسحون لهم المجال بالكلام دون قطع ولا فاصل ولا تعديل

معيارهم في الاختيار اجادة القدح في العلماء
والتشكيك في الجماعات والمسلمين
ومن المضحك أننا نراهم وهم يصيحون ويصرخون كما لو كان المشاهد بعيد عن التلفاز
وتراهم يستهزؤون كما لو كان السخرية والاستهزاء من معايير الايمان
وترى البهتان ميزتهم كما لو أن البهتان ركن من الاسلام
هذه هي قناة الايمان ... لا... بل أقصد
قناة العميان ..
من عميت بصيرته
((( انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ))) أ.هـ