مواضيع اليوم

قناة ال(عب)ربية

زين الدين الكعبي

2009-01-12 01:49:33

0

هل ان مفردة شهيد مفردة لايجوز استخدامها في الاعلام الحديث ؟ وهل استخدامها في سياق نشر خبر استشهاد اي فلسطيني يقتله الاحتلال يضر بمصداقية وسيلة الاعلام الناقلة للخبر؟. اسئلة دارت في رأسي وانا اتابع اخبار اخواننا في غزة على الفضائيات والصحف والانترنت, ولم يمنعني من ذلك متابعتي لمشاكل واخبار بلدي العراق على كثرتها وسرعة تغيراتها, وذلك  لاقتناعي ان ما يحدث هنا وهناك عبارة عن منظرين في لوحة كبيرة واحدة عنوانها مأساة عربية.

من البديهي ان كل وسيلة اعلام مرئية او مسموعة او مقروءة تعنى كليا اوجزئيا بالاخبار المتنوعة والسياسية منها بشكل خاص لابد من ان يكون لها مالك(owner), سواءا أكان هذا المالك شخصا او اشخاص,اوشركة , او دولة. وباعتقادي ان سياسات وتوجهات وسائل الاعلام لابد ان تتاثر بتوجهات الجهة المالكة (الممولة) لها مهما كانت مصداقيتها ومهنيتها عالية. ويبقى تصنيف وتوصيف هذه المؤسسة الاعلامية او تلك باوصاف مثل ذات مصداقية او محترمة او مهنية بمقداربعدها عن التاثربالعواطف والمصالح للجهة المالكة لها واعضاء مجلس ادارتها اثناء سردها وتحليلها للخبر لابتاثرها التام باراء هؤلاء من عدمه, فمسالة التاثر هذه بالتاكيد محسومة. وقد يكون العاملون في مؤسسة اعلامية ما على درجة عالية من المهنية وصحفيوها محترمون وذوي مصداقية لاغبار عليها ,الا ان ذلك لايمنع هؤلاء من الرضوخ للضغوط بنسبة صغيرة لاتؤثر على مهنيتهم ,وتكون هذه النسبة مقبولة ومفهومة من قبل المتلقي للخبر ايضا.

اللذي يعنيني هنا في هذا الموضوع هو انزعاجي من عدم استخدام وصف الشهيد عند الكلام عن الابرياء اللذين يموتون كل يوم في غزة من قبل قناة العربية بالذات,وهي تستخدم في نشراتها الاخبارية وشريط الاخبار عبارة (القصف الاسرائيلي اودى بحياة كذا فلسطيني ) او (بلغ عدد الضحايا كذا) وتتجنب كلمة استشهاد او شهيد بصورة واضحة . بالطبع البعض سيتسائل لماذا العربية بالذات ؟ والجواب على ذلك انني اعتبر العربية وفق المعاييراللتي ذكرتها سابقا قناة مهنية ومحترمة, ولها تاثير في الشارع العربي . فلماذا لاتستخدم العربية كلمة شهيد وهل انها على استعداد لفقدان جزء من شعبيتها في سبيل تنفيذ الاوامر العليا؟.  انا لا الوم القنواة الغير عربية حتى وان كانت ناطقة بالعربية مثل البي بي سي والفرنسية ويورو نيوز وبرس وكلها قنواة محترمة ولكنها مملوكة لمؤسسات ودول غير عربية ولا اسلامية, وبالتالي فان كلمة شهيد غير موجودة في قواميس هذه الدول العلمانية وان كانت موجودة في الديانة المسيحية, بينما نعرف جميعا ان قناة العربية ملكا لافراد من العائلة المالكة السعودية وهي تتبنى اراء الحكومة السعودية وكما اتفقنا بنسبة معقولة لا تؤثر عل مهنيتها. ولا اتكلم عن القنواة الموجهة للشعب العربي لاغراض غسيل الدماغ مثل الحرة والقنواة الحكومية اللتي يكون موظفوها موظفون حكوميون  وقنوات الأحزاب.

السعودية وغيرها من الدول التي تسمى بالمعتدلة مثل مصر والاردن وباقي دول الخليج والمغرب واللتي تحتفظ بعلاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة , (وأن كنت ارى باقي الدول العربية بلا استثناء  تقبل يد امريكا كل يوم سرا), لاتؤمن بان خيار الحرب والكفاح المسلح هو احد الخيارات المطروحة في حل القضية الفلسطينية والدليل على ذلك مبادرة الملك عبدالله اللتي تقوم على مبدء السلام مقابل الارض , وبالتالي فان منظمات مقاومة مسلحة مثل حماس وحزب الله (اللتين اتهمتا السعودية ومصر والدول المعتدلة صراحة بالتواطوء مع اسرائيل في حرب لبنان الاخيرة واجتياح غزة الحالي) هي منظمات خارجة على القانون في راي هذه الدول وكما تصرح احيانا, او منظمات غير واقعية على اقل تقدير, وانها تسبب مشاكلا وحرجا لحكومات هذه الدول . وبالتالي فان هذه الحكومات تحمل حماس مسؤلية ما يحدث الان في غزة.

ولكن هل هذا يمنع من ان نطلق لقب الشهيد على من يقتله الاحتلال في غزة؟ حتى لو ان الحكومة السعودية ترى ان الفلسطينيين هم الملومون فلا يجب ان ينسى العاملون في العربية ان هؤلاء اللذين يموتون هم مسلمون وعرب يدافعون عن ارضهم وعرضهم ومنهم الابرياء اللذين لادخل لهم ومنهم الاطفال قتلوا بغير ذنب ولا جريرة وبالتالي فهم شهداء بوصف القران والسنة , سيما وان هنالك قنوات محترمة ومهنية اخرى تصفهم بالشهداء مثل الجزيرة المملوكة للعائلة الحاكمة في قطر وهي دولة لها علاقات دبلوماسية مع الصهاينة ولا اعتقد ان الشارع العربي قد فقد احترامه للجزيرة نتيجة لذلك ,بل على العكس ان عدم وصف الشهداء بالشهداء يعزز اقوال من يتهم العربية ويصفها بالعبرية. ولو ان العربية تحججت بالحيادية والمهنية الى اخره, فلماذا تصف من يقتل من افراد الشرطة السعودية على يد ارهابيين من القاعدة بالشهداء اذا ؟.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات